|| ڤولكر ||

١٧

اِتسعت عيناي وقلبي يخفق بقوة، اِبتلعت ريقي ورفعت يدي كي ألمسه لأتأكد إن كان حقيقي

فأمسك بيدي بينما يتحدث بقلق "أأنتِ بخير هل أصابكِ أي مكروه!؟"

تلك اللحظة التي لامسني فيها وأكد لي أنه مازال على قيد الحياة، جعل كل ذلك الحمل الثقيل على قلبي يتلاشى وبدوت خفيفة الحِمل كأنني أمتلك أجنحة، ارتميت إليه لأعانقه بقوة فبادلني العناق بينما يبتسم

"هيا سيلڤر لا تستمري بالبكاء... كما أن ڤولكر مغتاظ حالياً"

فصلت العناق لأمسح دموع سعادتي لأرى ڤولكر يمد لي الكوب مجدداً، رفعت يدي مستعدة لأخذه لكنها كانت ترتجف بشدة فقام بمساعدتي بشربه مرة أخرى

فتحدثت بصوت متقطع "لقد... ظننت أنك ميت، أخبرني كريستوف أنك مُت"

صرخ كلاهما فجأة "كريستوف!!"

صك ڤولكر على أسنانه قائلاً "علمت أن ذلك الوغد قد التقى بكِ"

صرخ هال "كريستوف سأقتلك فورما أراك أيها الغبي كيف لك أن تُزيف موتي!!"

توقفا عن الصراخ بعدما شاهداني أحاول كتمان ضحكتي فمسح ڤولكر على شعري ليتلفظ "إذاً أخبريني أأنتِ بخير الآن، هل أجلب لكِ الطعام؟"

أومأت بالنفي قائلة "أريد تناول الإفطار مع الجميع كما كنا نفعل بالسابق"

"مازلنا نفعل هذا حتى الآن، أطلبي شيء ثمين على الأقل"

"ڤولكر دعها إنها متعبة هذا ليس وقت الكلام الطويل" سحبه هال للخارج رغماً عنه فبقيت لوحدي في غرفتي التي افتقدتها

نظرت للخزانة فتذكرت ألدراي الذي لا أحد يعرف أين قد يكون الآن، "آمل أن تكون بخير صديقي" همست لأجلب لنفسي بعض الملابس وأهم بالاستحمام

وبعدها كان علي الذهاب لأتناول الإفطار معهم، لكني كنت خائفة من ردود أفعالهم وبعدها قررت ألا أبالي فتحت باب غرفتي فرأيت ڤولكر يكاد يطرق

تبسم بجانبية بتوتر، رغم هذا بدت ملامحه شريرة كالعادة فسأل "كيف تشعرين الآن؟"

أومأت مجيبة "بخير" خطيت للخارج وسرت متجهة للغرفة الكبيرة المفتوحة في نهاية الرواق حيث نتناول الطعام والآخر يتبعني وحينها توقفت للحظة واِستدرت إليه لأتابع "ڤولكر لا تظُن أنك نَجوت... بيننا حديث طويل"

عض شفاهه السفلية فاستمررت إلى أن جلست مكاني والجميع يحدقون بي، نظرت لكريستوف الجالس بجانبي ببرود فاِبتلع ريقه بينما يبتسم بحماقة

كم أرغب بإعطائه صفعة كبيرة تُشفيني لكن على كل حال لولاه لكنت الآن عبء على إيزما ومنفية من عائلتي

هناك الكثير من الأمور التي يجب أن نتحدث فيها ولكن ما يشغل بالي الآن هو أين ألدراي

قرع هال فضيته بكوبه ليبدأوا جميعهم بالأكل، نظرت نحو ڤولكر فهز لي رأسه بتساؤل لأهمس "أنت آخر من_" قاطعني صوت حمحمة هال فتابعت "نتحدث لاحقاً"