١٤

121K 8.4K 1.7K
                                    

كان الجو بارداً، أبرد من قلب ڤولكر في الحقيقة، كل شيء ساكن حتى أنفاسي وكأنني تحت الماء

لكني سمعت صوت شيء يتكسر أسفل قدمي كالزجاج، شهقت أخيراً أتنفس كأنما أنقذني أحدهم من الغرق لكني توقفت بنفسي هذه المرة عن الحراك

لقد كنت حافية القدمين واقفة على طبقة رقيقة من الجليد وصوت تكسرها يهدر في أذني، وڤولكر مرمي على الأرض بعيداً عني بكثير ومعدته ممزقة والدماء تسيل من فمه بينما يده ممدودة نحوي

كان ينظر لي بحزن وحسرة كما لو أن روحه مكسورة، أو أنها ستخرج من جسده قريباً

أنفاسي كانت متسارعة خشيت للحظة أن تؤثر على الجليد الذي أسفل قدمي، بالرغم من أني أكن لڤولكر الحقد... لكني لا أريد رؤيته هكذا

الأمر معقد ولا يمكنني شرحه ولكن علي مساعدته بسرعة فهمست بخفوت "أرجوك اصمد... سآتيك حالاً"

أقرب شجرة علي كانت على بعد سبع أمتار، أخذت نفس عميق محاولة أن أتهيأ لأسير إلى اليابسة لكن الجليد تحطم فجأة لأسقط للهاوية ببطء شديد إلى أن سار الزمن بحالته الطبيعية ووجدت نفسي على السرير في غرفة صغيرة والبطانية مرمية على الأرض

نهضت بينما ألعق شفتاي لشدة العطش لأتجه للحمام على يسار الغرفة، اغتسلت ثم ارتديت ملابسي ونزلت السلالم الخشبية القصيرة

فرأيت إيزما تُعد شيء في الجزء المخيف من الغرفة وألدراي جالس على نفس الأريكة وفي يده كتاب، أعتقد أنني غفوت في الأمس بعدما أخبرتني عن قصة قلب السحر على الساحر

اتجهت نحوها فتبسمت لي قائلة "أعتقد أنكِ نمتِ جيداً"

"صحيح..."

نهض ألدراي بعدما وضع الكتاب جانباً ليتلفظ "سيلڤر ... لقد انتظرت استيقاظك حتى أودّعك"

سرت إليه فتبسمت بحزن قائلة "لن أنساك أبداً"

عانقني مصرحاً "أعدكِ أني سأزوركِ مجدداً"، فصل العناق ليتابع "من المؤسف أنني التقيت بكِ في ظروف كهذه"

"ما باليد حيلة"

لوح لي لتضع إيزما التعويذة في يده لتتفوه "رافقتك السلامة"

ابتسم بجانبية ليضعها بجيبه ويفتح الباب ويخرج لأقوم بدوري بمسح دمعتي الفارّة فربتت إيزما على كتفي لتتلفظ "كوني قوية... لم تري شيء بعد... لو تعلمي كم من الناس ودعت وها أنا ذا لا يؤثر بي شيء كل ما عليكِ فعله هو الصبر"

تبسمت بجانبية لأجيب "أجل... أحاول أن أكون قوية ولكن أعتقد أني ودعت أشخاص أكثر منكِ... قطيع كامل يا صديقتي"

أطلقت ضحكة خافتة لتتلفظ "أنتِ ودعتهم وهم أحياء أما أنا... شهدت آخر لحظات حياتهم"

قلبي يحترق عليهم، وحيدين بالرغم من كل الذين حولهم... مثلي تماماً ولكن أعتقد أنها ستكون بداية جديدة لي ولها مع بعضنا

***★****★***

صرخ ڤولكر بمن أمامه "ما قصتكم!! خمسة أشخاص يبحثون عن فتاة واحدة ولم يجدوها!!"

تنهد أحدهم قائلاً "لم نتمكن من التعدي على منطقتهم... إن خطينا خطوة واحدة سيكون هذا إعلان للحرب"

دخل هال الغرفة قائلاً "ما الذي يحصل هنا؟"

"يبقون في الخارج طوال غياب سيلڤر ويعودون بحجة أنهم لا يستطيعون دخول منطقة غيرهم!"

طقطق هال بلسانه ليتلفظ "ڤولكر إهدأ، ستعود لوحدها بالنهاية أؤكد لك"

ضحك ڤولكر بقوة مستهزئاً ليتفوه "أتعلم كل هذا حصل بسببك... لم تكف يوماً عن جعلي أتذكر أنها ليست رفيقتي"

أغمض هال عينيه بيأس ليتفوه "ڤولكر أنا آسف، لم أكن أعلم بأنها ستكون_" قاطعه بصراخ "فلتذهبوا للجحيم أنا لن أستمع لأي أحد من الآن وصاعداً!!، سأبحث عنها بنفسي" خرج سريعاً ليغلق الباب خلفه بقوة ويهبط الدرج

فرآه كريستوف بينما يخرج ليسير بجانبه قائلاً "سأبحث عنها معك"

ربت ڤولكر على كتفه ليستمرا بالسير نحو الغابة وهو يتمتم "تجمعنا سماء واحدة يا سيلڤر ..."

***★****★***

حالياً بدأت إيزما بتعليمي الطرق الأفضل لصنع الجرعات الدوائية كبداية، أمسكت بالمرطبان لأسأل "هل أضيف هذه العشبة بالكامل؟"

ألقت نظرة لتجيب "لا، فقط قطعة صغيرة منها، صحيح أنها نادرة ويصعب جلبها لكنها تدوم طويلاً ومفعولها قوي لهذا نحن السحرة نقتصد باستعمالها"

أومأت لأقوم بتدوين ذلك على الدفتر خاصتي فصرحت بابتسامة جانبية بينما تقوم بتحريك الخليط ببطء "إذاً... ما قصة ڤولكر هذا؟... كنتِ طوال الليل تُهذين بإسمه وأنتِ نائمة"

تنهدت برجفة لأجيب "في الحقيقة رأيت كابوس... أعتقد أنني لا أكرهه أعتقد أنه فقط شعور بالإنزعاج لكن... أنا قلقة بشأنه... بعدما علمت أن أحلامي قد تتحقق، فقط أنا مشوشة"

رفعت حاجبها لتتلفظ "أخبريني ماذا رأيتِ؟"

لم تكن إيزما تلك التي يصعب التعامل معها، ولأنني كنت أثق بها أخبرتها كل شيء من حيث ڤولكر وعائلتي وسبب هروبي

توقفت عن الحراك لثوانٍ فتركت كل ما بيديها لتغمض عينيها وتتتفوه "ذئب خجول... عاشق حتى النخاع... مستقبل متقلب... مَوت... عذاب... نهاية رمادية"

فتحت عينيها مجدداً لتستمر في عملها فعقدت حاجبي لأسألها "ما كان هذا؟"

أجابت رافعة كتفيها "هذا ما أخبرتني به حواسي"

ابتلعت ريقي لأتمتم "موت"

تبسمت بجانبية لتتلفظ "أنتِ رأيتيه يوشك على الموت في حلمك وأنا سمعت عن الموت حوله... من يدري ما قد يحصل... خطوة واحدة من الحاضر ستغير المستقبل"

أخذت نفس عميق لأقوم بإكمال عملي وأفكاري تردد كلمة موت، بالرغم من غرابة كل كلامها لكنني مازلت أفكر بهذه الكلمة بالأخص، لا أريده أن يموت، أنا فقط أريد رؤيتهم سعداء من بعيد بدون أن يُلحِقوا إسمي ب "رفيقة ڤولكر"

قاطع سلسلة أفكاري ضربات عنيفة على الباب جعلتني أجفل فاتسعت أعين إيزما لتتمتم "دماء!"

ركضت لتفتح الباب فاندفع ألدراي للداخل بسقوط والدماء تغطيه...

|| ڤولكر ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن