|| ڤولكر ||

١٢

اِرتسم الاِستغراب على وجوه الجميع بسبب سؤاله لكنهم صرخوا بالنفي تلقائياً ليتابع بينما يدفعني للوقوف أمامه "ماذا لو اِكتشفتم أنها تستطيع ممارسة السحر؟"

أوشكت مقلتاي على الخروج من مكانيهما والجميع في الأسفل اِلتزموا الصمت بشكل مخيف فجأة فسمعت رجل يتحدث بتردد ليلفت أنظار الجميع "هذا مستحيل فهي مستذئبة... أنا أعرف والديها_" قاطعه البعض قائلين "أجل جميعنا نعرفهم مستحيل أن تكون ساحرة"

معدتي مازالت تؤلمني من شدة الخوف والشابان والطبيب كانوا واقفين خلفنا يشاهدون

فتحدث هال مجدداً "إذاً جميعكم تعرفون والديها...وتعلمون أيضاً أنها أنقذتني إذاً هي فتاة طيبة... لكن أغلبكم لا يعلم أنها لم تتمكن من التحول لذئب من قبل"

رفعت ناظري نحو هال فتبسم لي ليتابع "هذه الفتاة تجيد ممارسة السحر ففي قصة قلب السحر على الساحر، تعلمون تماماً على مَن قُلِب السحر... هذه هي كل القصة، آمل أن تتقبلوها وبالمناسبة إنها تحت حماية ڤولكر أي ممنوع أن يمسها أحد بسوء"

بدأ ذلك القطيع بالهتاف بإسمي مجدداً فصرخ هال "سيلڤر أيضاً ستستطيع بقدرتها مساعدتنا في النصر وما عليكم سوى الإنتظار لترو بأعينكم ماهية قدرتها!" ، لكن لصخب صوتهم لم تلتقط مسامعي ذلك الشخص الحاقد من بينهم الذي يتوعد بالأذى لجميع من في هذا القصر

تبسمت أخيراً بحزن بعدما بدأ الجميع بتقبلي، هكذا عادوا لأعمالهم بينما يلوحون لي بتبسم ويصرخون "أنتِ رائعة!"

ربت هال على رأسي قائلاً "آمل أنني نجحت بإسعادك والآن بات بإمكانك إظهار قدرتك على العلن" ثم غادر ليحظى ببعض الراحة بعد كل هذا الصراخ

اِبتسمت مجدداً فتذكرت فجأة أنه ما زال هناك شخص محتجز في خزانتي وعلي مساعدته

اِستدرت خاطية سريعاً نحو غرفتي لكن ڤولكر أمسك بذراعي ليتحدث بوجه خال من التعابير "أريد التحدث إليكِ"

كاد يبكيني مجدداً عندما رأيت علامة الذئب على عنقه وعقلي يرفض أن يتناسى أنني رفيقته فسحبت ذراعي بينما أشد الوشاح على عنقي وأخطو للخلف وأتلعثم "أ_آسفة لدي_ أنا مشغولة_ سآتيك لاحقاً"

أمسك ڤولكر بمعصمي مجدداً قائلاً "إنتظري!" اِتسعت عيناه فاِبتلعت ريقي بخوف وقلبي يرتكض بصدري ليرفع يده نحو ياقتي وينُزلها قليلاً ليهمس بصدمة "جبهة ذئب عليها هلال!"

أوشك على أن يرى العلامة بالكامل فصفعت يده واِستدرت مجدداً لأركض متجهة لغرفتي فسمعته يصرخ "سيلڤر إنتظري!!"

دخلت باستعجال وأقفلت الباب لأتجه للخزانة، فتحتها فرأيت ألدراي شارد بأعين متوهجة، نهض ليهمس بتبسم "عقلكِ مشوش للغاية"

ضرب ڤولكر الباب بقبضته ليصرخ "سيلڤر إفتحي الباب علينا أن نتحدث!!"

شهقت بخوف وكادت أن تمطر عيني مجدداً لكني تماسكت وأنا أردد في سرّي ليتني مِت قبل أن أرى هذا

تنهد ألدراي ليجيب "أتمنى لو أستطيع مساعدتك لكنني بخطر وعلي الرحيل حالاً"

اِبتلعت ريقي بتردد عندما خطرت لي فكرة لا أعلم إن كنت سأندم عليها ولكنها مهربي الوحيد، وقفت باعتدال لأهمس "أ_أيمكنك أن تأخذني معك!؟"

عقد حاجبيه لأهمس بشهق "أرجوك... أنت أملي الوحيد... أرجوك فقط أخرجني من منطقتهم أقسم لك أنني لن أُعثّر طريقك!"، جفلت مجدداً عندما اهتز الباب بسبب ڤولكر وصراخه " هناك غريب في غرفتك!! سيلڤر إفتحي الباب حالاً!!"

تنهد ألدراي مغمضاً العينين فصرح "حسناً... جهزي نفسكِ ليس لدينا الكثير من الوقت"

ابتسمت باتساع لأركض سريعاً نحو الطرف الآخر من الخزانة وأضع في حقيبتي الجانبية بعض الملابس، نظرت لطاولة الزينة فرأيت صندوقي الخشبي

احترق قلبي لأنني لم أتمكن من إدخاله في الحقيبة فخلعت قلادتي وفتحته لآخذ كل الصور والكتاب وأضعهم في الحقيبة

تركت المفتاح بجانب الصندوق على الطاولة لأمسح دمعتي الفارة وأمد عازل الرائحة له وأهمس "أنا مستعدة"

وضعه ألدراي في جيبه ليخطو ببطء خارج الخزانة، رفعني على ذراعيه ليهمس "ليكن بعلمك إن كنتِ ستعودين للقطيع لاحقاً... فهناك أمور كثيرة ستتغير"

هززت رأسي نفياً قائلة "أنا لن أعود" ، ابتسم بجانبية لألف يدي حول رقبته بخشية وڤولكر مايزال في الخارج يطرق الباب كأنه سيكسره وهو ركض سريعاً وقفز من الشرفة بثبات واستمر بالركض إلى الغابة

وعندها تحطم الباب لأن ڤولكر كان يتعمد كسره فاتسعت عيناه عندما رأى الخزانة مبعثرة وصندوقي الخشبي مفتوح

اتجه نحوه ليجد المفتاح بجانبه فأمسكه ليقبض يده عليه بغضب...

في ذلك الوقت أخذت نظرة خاطفة على القصر فرأيت ڤولكر المُشتعل غضباً الذي حطم الباب للتو واقف في شرفتي ويقاوم تحوله لذئب من ثم خرج من هناك

صرخت له "أسرع لقد رآنا ڤولكر هو بالتأكيد سيطاردنا!!"

تبسم ألدراي ببرود ليزيد من سرعته، لم أستوعب الطريق ولا حتى الأصوات من فرط سرعته

لكني تمكنت رغم هذا من رؤية عينا ڤولكر الخضراء تضيئان في الظلمة بينما يركض بسرعة لم أشهدها من قبل على هيئة ذئب، لحسن الحظ أنه كان بعيد

أعدت ناظري لأجدنا نقفز من فوق الجرف، ذلك الجرف الذي يكون آخر نقطة في منطقتنا الكبيرة، شعرت أن الزمن توقف ونحن نوشك على السقوط فاندفع ألدراي للأرض بثبات واستمر بالركض

ابتعدنا عن ذلك الجرف لأرى جميع مستذئبي قطيعنا واقفين على حافته ينظرون إلينا والبعض قفزوا منه مستمرين بمطاردتنا، أولائك كانت لديهم جرأة ليتعدوا على منطقة غيرهم ومن بينهم كان ڤولكر

"تباً" تمتم ألدراي لأراه يتجه لثلاث أشجار متلاصقة بكل سرعته فصرخت بقوة مغمضة العينين عندما أوشكنا على الإصطدام بها

لكني سقطت أرضاً في مكان دافئ لأفتح عيني وأجد نفسي في غرفة...