P.13

14 0 1
                                    


ميشيل بقيَ يتصرفُ معي بغرابة مُذ عدتُ من عندِ نيكيل، وكأن رأسهُ قد ضُربَ بعمودٍ فولاذي فهوَ يبدو بعالمٍ آخر مختلف بالفعل عن عالمنا!.

حزمتُ حاجيّاتي لأغادر المكان فلم يتبقى الكثيرُ على موعدي مع راين، قدَّم لي السيد كاي معطفي مُتخذا فعلته فرصةً ليقترب من أُذني ، يسأل بهمسٍ يكاد لا يهزُّ طبلتي...

" هل أنتي مرتاحة آنستي أم تزعجكِ تصرفاتُ عاشقكِ الجديد ؟"

فهمتُ ما يرمي إليهِ  إلا أني سأكمل لعبة تجاهلي لميشيل أو عاشقي الجديد كما لقبهُ السيد كاي.
ابتسمتُ بغرور وأنا أمرُّ بجانبِ ميشيل، في الواقع أشعرُ بأنهُ حقا سيجسل رقما قياسيًّا في كونه الرجل الوحيد الذي لن أسمحَ له بالاقترابِ مني ،فبسببه وبسبب أفكاري الغبية والمتعاطفة معه كسرتُ عادة قد حميتها لسنوات .. أكرهك ميشيل!.

" ديانا !"

استوقفني صوتهُ الذي ما زلتُ لا أنكرُ جماله لأتوقفَ وألتفَ لَهُ عاضةً على شفتي السفلى...

<<توقف عن طرقِ بابِ قلبي بصوتك هذا>>

تمتمتُ بحرصٍ كي لا يسمعني ثم أكملتُ بصوتٍ أعلى ...

" هل تحتاجُ شيئا ؟"

" القليلَ من وقتكِ .. تعلمين لم أستطع التحدث معكِ قبل التصوير لمقاطعة قريبكِ لنا "

رفعتُ حاجبي الأيمن محاولة السيطرة على أعصابي ، أنا متناقضةٌ بالكامل قبل ساعات كنت أتجاهلُ نيكيل والآن أكره ميشيل من أجل نيكيل ؟!.

" لديَّ موعدٌ مع أحدهِم ، أنا آسفة "

لم يجبني على كلماتي ، فقط أومأَ وابتعد وكأني كسرتُ قلبهُ بطريقة ما ، لستُ أهتم فصغيري المسكين ينتظرني في الفندق.

# راين

هي قد تأخرت لكن ليس كثيرًا فعلى ما يبدو أنا من قد أتيت مُبكرًا!.

كنتُ أقف أمام المرآة أكتب في دماغي المحادثات التي ستدور بيننا،أنا أشعرُ أن دلوًا من التوتر والخوف يُصَبُّ فَوْقَ رأسي عندما أواجهها ، لذا أنا بحاجة للتدريب.

" لستُ مُخيفة إلى هذه الدرجة !"

هاهوَ صوتها يتخللُ تجويفَ أُذني ، مالذي تقصده ، أقرأت أفكاري ؟.

" ماذا تقصدين عزيزتي ؟"

أجبتها وأنا أركز في انعكاس عينيها أمامي في المرآة ، أراقبُ خطواتها المتباطئة المقتربة مني ، لا شكَّ أنها ستقوم بهوايتها ، وهي إرسالُ قلبي لمجرة أخرى بعناقها ، سأغمضُ عينيَّ فمراقبتُها تزيد من توتري.

بحق، أنا غارقٌ بين أمواج حبها المُتلاطمة، ومغرم بتفاصيل جسدها المتناسق ، فهل أوصلني عشقي لحدٍّ لا أستطيعُ الشعور فيه بيديها النحيلتين تستقرانِ فوقي ؟!.

أبت جفوني أَن تتيحَ لي المجال لرؤيةِ عالمي فاستغرقَ مني الأمر بضعَ ثواني حتى استوعبت كونَ ديانا تلاشت من هذه الغرفة .

بعثرتُ شعري بعشوائية لأتوجه نحوَ المطبخ، ارتميتُ بثقلي وفوقهُ ثقل حيرتي على الكرسيِّ الجلدي هناك ،كنتُ أتوهمُ مجيئها !.

" راين ألم تستعد بعد ؟"

" هذا يكفي ابتعد يا طيف ديانا عن مجالِ تفكيري أرجوك !!!!"

أفرغتُ كمّا هائلا من الطاقة المُختزلة بداخلي مع ذبذبات صوتِيَ العالية، لأشعر بيدٍ ناعمة تحاوط عنقي، ارتعشت بخفة لبرودتها...

" هل عشقتني لهذه الدرجة ؟ "

تضاربت مقاييس الحرارة في جسدي ، فبهمساتها الدافئة قُرْبَ أذني أجبرت قلبيَ المتزن على الاضطراب...

" ديانا هلَّا ابتعدتِ قليلا ؟"

" ألستُ طيفًا ؟ ، إذا بإمكاني الظهور في أيّة لحظة "

ابعدتُ يديها النحيلتين لألتفتَ لها ، استطعتُ أن ألمحَ تبلور العسليتينِ خاصتها قبل أن أقطعَ اتصال الأعين بيننا...

" ديانا أنتِ بخير ؟ "

تحرك ثغرها بابتسامة همتُ في جمالها رغمَ كونها توشحت بالإنكسار...

" حسنا ... لنذهب عزيزتي ، أعدكُ ستتعب شفتيكِ اليوم من كثرة الابتسامات التي سأرسمها فَوْقَ وجهكِ "

A few words before what I don't know 🌚🍃!

خطايا أسهُميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن