جلس امين على الاريكة و هو يتذكر كيف أجبر على الزواج من زوجته الارسطوقراطية مقابلة مبلغ مالا و ملكيات في الطرف الآخر للبلاد...لكنه كان لاعب قمارا...و تراكمت ديونه...فقبل أن يستر عليها و على طفل الزنى الذي كان يكبر في احشائها....و الآن التاريخ يكرر نفسه و هو سيضطر لبيع هزان ابنة زوجته لأول رجل غني يدفع ثمنها...لا يهمه أن كان وحشا يعيش في مغارة...ما يهم هو المال..و ابنه ياسين...
اما هزان فقد استلقت على سريرها وهي تمسح دموعها التي اختلط بالدماء على شفتيها...بعد وفاة امها...اصبح يعاملها والدها بأكثر قسوة من ذي قبل...يجب أن تجد حلا لا يمكن أن تقبل الزواج بأي رجل من أجل المال...و ان اضطر الأمر ستهرب إلى طرف الدنيا...لن ترضى بأن تكون الضحية التي تذبح على المقام...ابدا...ثم اغمضت عيناها و هي تستمع إلى قطرات المطر التي تضرب على زجاج نافذة غرفتها...
تقدم ياز في القاعة الكبيرة للحانة الوحيدة في القرية..كانت تعج بالزبائن...جلس على البار و طلب مشروبا...التقت نظراته بالسيد صادق...العريس المهتري...لكن هذا الأخير حمل حاله و خرج مسرعا...هز ياز رأسه...احسن لقد فهم دون أن يظطر ان يشرح له ان زواجه بفتاة بعمر حفيدته سيكون غير لائق...وهو منهمك في تغكيره....جلس بقربه شخص غريب...شكله مقرف و رائحته كريهة...اخرج ياز نقودا من جيبه..و نازله اياها: اقترح ان تطلب قدحا من النبيذ و تذهب لاحتساءه بعيدا عني..رائحتك تشعرني بالغثيان...
فرح الرجل كثيرا اخذ النقود و بدأ بحسابها: انت رجل كريم ايها القيصر...كريم و غني ...محسوبك..علي انا اعرف ولدت في هذه القرية و أعرف كل سكانها.. وكل سر وراء جدران منازلها...
نظر اليه ياز و اشار اليه بالجلوس بقربه: اريد ان اعرف كل شيء يخص المختار امين تشامكران...و ابنته..الانسة...لا أعرف اسمها...
علي و هو ياخذ قدح ياز للشرب: اه الانسة هزان...انها جميلة...هل اعجبت بها...
ياز: انا من يسأل الاسئلة هنا مفهوم ...!
علي: طبعا انا خادمك سيدي القيصر...الكل يحترمك بعد الحادثة التي سارت معك و مع ابن المختار المتسكع المدلل ياسين..تذكر ياز تلك اليلة...كان قد وصل إلى مدينة ترابزون منذ يومان فقط...اتعبه السفر على متن باخرته هذه المرة..فقد تعرضوا إلى هجمات عديدة من طرف القراصنة البلغاريين...لكنهم و الحمد الله وصلوا إلى وجهتهم بخير محملين بكل بضاعتهم التي بيعت في الاسبوع الاول من وصولهم.... لم يكن في نيته اللعب لما وصل إلى الحانة...كان يريد أن يرتاح و يشرب كأسين...ثم يرجع على متن باخرته في الميناء...ليكمل السهرة مع إحدى الفتياة بائعات الهوى...لكن أمين تشامكران استفز الجميع بربحه المتكرر على خصوهم في لعبة القمار... فقرر ياز ان يتبارز معه...و سرعانما فهم انه يغش....و كشفه أمام جميع من في الحانة...الذي لم يتوقعه هو أن يهجم عليه الجميع مطالبين بأن يعيد لهم نقودهم...فاضطر أن يسدد دين المختار المحتال لتفادي مشاكل اخرى.....كما أن هذا الأخير قد وعده بتسديد الدين خلال عشرة أيام......لكنه لما وصل إلى سفينته...وجد شابا في انتضاره ما ان صعد ياز حتى هجم عليه بالسكين و جرحه على كتفه....فتسايلت الدماء و ظهرت بقعة على حمراء على قميصه
ياز و قد وضع يده على جرحه: ما خطبك يا هذا ؟
ياسين: انت كيف تجرأت بنعث والدي بالغشاش..ها...ماذا تضن ايها الغريب...انت هنا في مدينتنا..و والدييكون مختارها...!!
ياز: إذا جئت تذافع عن ابوك اللص!هذه المرة لم يتحمل ياسين و اندفع نحوه بكل شراسة...لكن رجله علقت في كمة الحبال على السغينة..و سقط بطوله...مسقطا معه صناديق البضاعة التي ارتطمت كلها على الارض معه...و لسوء حضه بقي ذراعه عالقا تحتها
رجع ياز إلى الحاضر...ثم سأل علي: الا تعلم اين يمكنني أن اجد منزلا للشراء في المنطقة...لقد اعجبت بالقرية كثيرا و اريد الاستقرار لبعض الوقت...
علي و هو يقرب و جهه من ياز و يهمس: لا يوجد منزل يمكنك شراءه...السيد فعائلة فالسيد يلدز قد اشترى كل المنازل و الأراضي في المنطقة انه ارسطوقراطي...و يملك نقودا و نفوذا....لن يبيعك شيئا...ربما هناك حل آخر...يمكنك أن تصاهره...بان تتزوج من سوزان ابنته و وريتثه الوحيدة الوحيدة انا متأكد ان رجل مثلك سيعجبها كثيرا...فهي لن ترفض الاستحواد على وسيم مثلك...
ياز: انت تثرثر كثيرا يا رجل...ماذا بالنسبة للمختار...؟؟
علي: هه... المختار لا يملك شيء..لقد خسر كل شيء في لعب القمار...حتى المنزل الذي يسكن فيه يعود لمنصبه كمختار اذا اقبل منه سيصبح متشردا مثل المسكين علي....ربما لديه كنز واحد...
ياز: و ما هو ؟
علي: ابنته الآنسة هزان...انها لطيفة و حنونة روحها جميلة بقدر جمال وجهها...فهي الوحيدة التي تفتح بابها... لتطعمني وتجعلني اتدفئ قرب مدخنة منزلها ...انصح بأن تتزوج بها....
ياز: انا لا انوي الارتباط حاليا...و أن قررت الزواج يوما..سافكر بنصيحتك...ثم هم بالنهوض...لكن علي لم يكمل ثرثرته
علي: هناك ايضا القصر القديم ...هناك فوق التل..!
ياز: قصر..الم اكن اعرف ان في المنطقة قصور..؟؟؟
علي: نعم انه قصر عتيق يعود إلى عائلة ايقيمان يقول الناس ان العائلة من سلالة السلطان...لكنهم ماتوا كلهم لم يبقى اي احد ...الاب و ابنه حتى زوجة ابنه و الطفل الذي كان في بطنها...
ياز: و ما الذي حصل؟ كيف ماتوا؟
علي: حريق... يعود هذا منء عشرين عام اشتعلت النيران ذات ليلة في الجناح الايمن من القصر اين كان ينام أهله...احترق كل الجناح...لم يتمكن سكان القرية من انقاض العائلة ...اضن ان الام هي الوحيدة المتبقية على قيد الحياة لانها كانت في اسطمبول يوم وقوع الحادثة....امرأة مسكينة..فقدت كل عائلتها في يوم واحد...
ياز: و هل يمكن شراءه؟
علي: لا اضن ان السيدة العجوز ستبيعه لك...فقد حاول معها السيد يلدز كثيرا..دون جدوى...مع ان القصر يعتبر كمة من الحطام .....بقي فيه جناح واحد...يمكن السكن فيه...ولكنه يحتاج ايضا إلى ترميم
ياز: شكرا على هذه المعلومات سيد علي...ثم نظر الى صاحب الحانة: أعطه قدحا آخر و ضعه على حسابي...طابت
![](https://img.wattpad.com/cover/161983260-288-k325587.jpg)
أنت تقرأ
وردة الشتاء
Romantikالقصة تحتوي على مشاهد 🔞 على ضفاف البحر الأسود......يتقاطع طريق القيصر مع المراة التي ستغير قدره.....حبها سينمو في قلبه.....هزان هي الوردة في شتاء حياته....❤❤ مقطع تشويقي بدأت هزان بوضع المعقم..اصابعها تلامس شفته برقة...فتح ياز عينيه فالتقت نظراتهم...