الجزء السادس

26.7K 385 10
                                    

مر أسبوع...على ليلتها المحمومة مع زوجها...كلما حاولت رأيته...تجد عائقا..تارة السيدة فضيلة..تارة ليس في القصر ....حتى جهان كان يتصرف بغرابة...يبقى ساهرا طوال الليل في الإسطبل حيث الاحصنة...كانه ينتظر أحدا....
كانت هزان تنظر من نافذة غرفتها وهي غائسة في نفكيرها ...فجأة رأت عربة تقترب من القصر.....فورا تعرفت على صاحبتها....سوزان يلدز...المتعجرفة...و خطيبة الرجل الذي تعشقه...ما الذي اتى بها ؟...وما هي إلا لحضات حتى سمعت طرقا على الباب ....انها السيدة فضيلة ا تعلمها أن لديها ضيوف....
هزان: اعلم لقد رأيت العربة قادمة إلى هنا ...سانزل خلال دقائق..يمكنك تقديم الشاي...

بعد أن ألقت آخر نظرة الى شكلها...اتجهت هزان الى الصالة الكبيرة القصر حيث تنتظرها ضيفتها...لكنها لم تتوقع أن تجدها مرافقة بوالدها السيد جمال و ...هو القيصر..المخادع..الاناني..حاولت تمالك نفسها..خاصة أمامه: مرحبا
سوزان بنبرة صوتها المزعجة: مرحبا عزيزتي ...ثم امسكت ذراع باز الذي كان بالقرب منها...
جمال: آنسة هزان...كيف حالك..كنت أود أن اتحدث مع زوجك ايضا...اهو في المنزل؟
هزان: سيدة ايقيمان من فضلك...لكن صوت قهقهة ياز كان يدوي في القاعة.....
ياز و هو يمسك نفسه: آسف...حقا اعتذر...نسيت انك متزوجة من...
ضربته سوزان على كتفه و هي تقهقه مثله:...اسكت يمكن أن يكون مختبئا في مكان ما و هو يسرق السمع
قاطعتها هزان بغضب: عن من تتحدثان؟
جمال و قد حدى ابنته بمظرة: هذا يكفي الآن...ثم إلى هزان: لا تهتم لهما سيدتي...انهما عاشقان ولهانان...في الحقيقة جأنا لدعوتك و زوجك السيد سنان الى حفل زواج ابنتي و خطيبها السيد باز .....
تغيرت ملامح هزان فجأة و احست بنغز في قلبها لكنها تلافت الموقف..وابتسمت: حقا..انه خبر صار ثم نظرت إلى الثنائي: اهنؤكما..و اتمنى لكما كل السعادة....
لكن ياز لاحظ الدموع التي تحاول اكباتها بداخلها ...ضغط بشدة على فبضتي يديه..حتى احس ان اضافره ستدخل في جلده...لم يكن هذا هدفه...لا يريدها أن تتألم...لكنه مجبر...
اغتنمت سوزان الفرصة : لا اريد اي عذر ستحضرين الحفل...سيكون افخم عرس عرفته المدينة منذ زمن بعيد...وهي تلف يدها على يد ياز....
جمال: هناك موضوع آخر كنت أود التحدث به مع زوجك....موضوع العصابة التي تنهب المزارع و تحرق الاراضي....
هزان: زوجي كما اخبرتك ليس في القصر...ساخبره انك تود لقاءه..لكن لا اضن انه سيستقبلك.....لم أره يستضيف
جمال: انا لست اي شخص عزيزتي... لم اتعرف عليه عن قرب لكنني كنت مقربا جدا من والد زوجك...قبل الحادث.....بمثابة ذراعه الأيمن...
ياز: لقد سمعت انا ايضا عن هذه الحوادث...هناك اشاعات كثيرة حول من يكون وراءها.....
جمال: جماعة لصوص.....فحسب..السيد اردال يهتم بالقضية...قريبا ينقبض عليهم
ياز: وماذا بشأن...الرجل ؟ اقصد البطل الذي انقض عائلة باكملها منذ يومان حين احرق اللصوص مزرعتهم بما فيها المنزل ...اعتقد ان هدف العصابة ليس السرقة....انهم يسعون إلى شيء آخر..
سوزان: حسنا..حسنا...لقد تكلمتما كثيرا حول هذا الموضوع..لندع اردال يهتم به...في الاخير هي تكون وظيفته ثم الى هزان: يجب علينا الذهاب الآن ...تعرفين مراسم و تحضيرات العرس تتطلب وقتا و مجهودا...اه اعذريني آسفة نسيت انك لم تحتفلي بعرسك...طبعي ان كنت مكانك ما كنت أود الاحتفال بزواجي من الوحش...المقنع...
جمال: هذا يكفي سوزان...ما هذا الكلام ..يجب احترام صاحب القصر...
سوزان: انا قلت هذا لأنني اعرف ان هزان...لا تحبه..بل أجبرت على الزواج به من أجل...
قاطعتها هزان بغضب و هي تتمالك نفسها كي لا تسحبها من شعرها الأشقر الباهث: لم يجبرني احد على الزواج.....ذلك الوحش الذي تتكلمين عنه...هو أطيب انسان تعرفت عليه في هذه الحياة....انا فخورة كوني زوجته...لان روحه اسمى من ان تقارن بروح زير مساءا...لا يملك الا وجهه الوسيم لامتلاك قلوب النساء...
ياز: عفوا...هل تقصدين شخصا معينا بكلامك؟
هزان: أجل و اضنك عرفته سيدي...ثم إلى السيدة فضيلة التي احضرت الشاي لتوها....لا داعي ضيوفنا على وشك الرحيل و هي تشير إلى الباب
صعدت هزان لغرفتها و لم تخرج منها طول النهار......تألمت و بكت بحزن شديد كيف سمحت لنفسها ان تنخدع من طرف حقير مثله ثم مسحت على بطنها.. ...لا يجب أن يعرف أبدا أن طفله ينمو في احشائها...لا يستحق ان يكون ابا لذلك الطفل البريئ...زوجها حتى وان أخفى وجهه المشوه وراء قناع...سيعوضهما بحنانه ويعطيها الأمان الذي يحتجانه...انها المرة الأخيرة التي تذرف فيها دموعا من أجل القيصر...فاليذهب إلى الجحيم...
حين حل وقت العشاء تفاجئت بالسيدة فضيلة تخبرها ان زوجها يريدها أن تشاركه العشاء في غرفته...
هزان: حقا! لكن ابتسامتها اختفت لما أعطتها السيدة فضيلة الوشاح الأسود...
فضيلة: آسفة سيدتي...ليس مستعدا بعد ليسمح لك برأية ندباته...يخبرك أيضا انك لست مجبرة على القبول...
تنفست هزان بعمق و اخذت الوشاح: حسنا سارافقك....لما دخلت الغرفة كانت تضعه على عيناها...وماان اغلق الباب حتى احست بيد تمسك يدها ثم همس بصوته الدافئة: طابت ليلتك
هزان: كنت أود أن اشاركك عشائك من دون الوشاح...سنان انا اريد ان أرى وجهك كما هو بخدوشه بندباته و جروحه...لم اعد خائفة....لا يهمني الذي تخفيه وراء قناعك....لانني لست بحاجة لعينايا كي أعرف أنك انسان رائع و رجل شهم...انا و طفلي بجاجة إليك..
تأثر بكلامها كثيرا...لقد أصبح متأكدا انها تكن مشاعر قوية له...هل تعشقه...كما يعشقها؟ كانت هذه امنيته الوحيدة......لكن الوعد الذي قطعه على نفسه و لوالدته..يجب أن ينفذ قبل ان يسمح لها برأية وجهه الحقيقي....

وردة الشتاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن