الجزء الثالث

33.7K 456 12
                                    

بدأت هزان بوضع المعقم..اصابعها تلامس شفته برقة...فتح ياز عينيه فالتقت نظراتهما.....استمرت هزان في عملها مبعدة عيناها...فالنظر اليه خطير جدا...فجأة...سمعت صوت شقيقها ينادي عليها...
ياسين: هزان...اين انت؟ ماذا طبخت اليوم انا جائع...هزان؟
اصفر وجه هزان..و شحب لونه: انه صاعد على الدرج لا يجب أن يجدك هنا.... ثم نظرت إلى النافذة...!
ياز و هو يتبع نظرها: أبدا..لن أرمي نفسي من هناك..ثم ماذا سيقول جيرانك ان رأوني اخرج من نافذة غرفتك...
هزان بتوثر: انت محق سيرونك.....يجب ان ...ثم نهضت بسرعة و فتحت باب الخزانة...هيا..اسرع..
ياز: لن اختبأ كالفأر..افضل البقاء و المواجهة...
هزان و هي تسحبه و تتوسل: أرجوك...سيحاول ضربك...ويده مشلولة...سيحرج اكثر وتسوء حالته...اتوسل إليك...
اتجه ياز نحو الخزانة وهو  يلعن نفسه  ثم ذخل طاويا ساقيه الطويلان: أنه أغرب شيء فعلته في حياتي...لكن هزان كانت قد اغلقت عليه الباب بقوة....و في نفس الوقت..فتح باب الغرفة
ياسين: انا اناديكي ...الم تسمعي يا اختي؟
هزان: آسفة: لقد تعبت من الغسيل و أردت اخذ قسط كن الراحة...
ياسين: انا جائع.....
هزان: اذهب و استرخي في غرفتك...ساجهز لك الغذاء فورا...
ياسين: حسنا اذا...اخبريني عندما يجهز...اغلق الباب و ذهب إلى غرفته....
فتحت هزان الخزانة...فخرج منها ياز بصوعوبة...و هو يعدل مظهره...
فهمست هزان له : لا تصدر اي صوت واتبعني ....لكنه تسمر في مكانه...
هزان: هيا!
فهز برأسه : لا...!!
هزان: ماذا تريد الآن؟
ابتسم و وضع اصبعه مشيرا إلى شفتيه....هزان: لا افهم ماذا تعني؟...فاقترب منها  و هو يهمس في اذنها
ياز: اريد قبلة وداع...... انجرح غروري كرجل بعد أن اجبرتني على الاختباء....انا استحقها...
هزان: لا تجعلني اجن...مستحيل وغير ممكن هيا اخرج الآن...
ياز متعمدا رفع صوته: حسنا اذا انا ذاهب......لم يكمل كلامه لانها وضعت يدها على فمه لاسكاته...ثم امسكته من ياقته...و اخذت شفاهه بين شفتيها في قبلة عنيفة...ارادت الابتعاد بسرعة لكنه شدها اليه....والصق صدره بنهديها...ثم انزل يديه على مؤخرتها...و شدها إلى عضوه المتصلب...لم تتحمل هزان اكثر..ركلته بكل قوتها: حقييير...انك تستغل الوضع! اخرج فورا......
خرجا في الرواق بعد أن تأكدت انه خال...نزلا الدرج بسرعة...ثم قطعا البهو إلى المطبخ..و بعد أن فتحت الباب: يمكنك الذهاب من هنا...هذا احسن...لن يراك احد...
ياز و هو يخرج: افضل حبيبتي...سيكون هذا سرنا...
هزان: اغرب من هنااااااااااا!!!!!

لما انتهت من ترتيب المنزل...رجعت هزان إلى غرغتها...استلقت على فراشها و هي تضم وسادتها...تذكرت كيف كان يقبلها...و يشد جسدها اليه بقوة...جرأته وهو يستكشف فمها بلسانه...تنهدت و اغمضت عيناها...لترى عيناه مجددا....لقد اصبحت مهووسة به...ماذا يحصل لها..يجب أن تضع حدا لهذا....لا يجب أن تراه مجددا.....ارادت النهوض فاصدمت رجلها بشيء...انحنت و رفعته...كان جزدانا ..لم تتجرئ على فتحه لكنها تعرف جيدا صاحبه.......والان يجب عليها أن تعيده له...ربما فعل هذا عن قصد!؟...ايا كان لن تحتفظ به ليست لصة....
فكرت هزان قليلا...صحيح الليلة تقام الحفلة  السنوية لتأسيس المدينة...و الكل سيكون مجتمع في ساحة القرية....اتجهت مباشرة إلى خزانتها..و اختارت فستان بسيطا..ثم غيرت رأيها و اخرجت فستانها الأجمل..و الاجرء...
الساعة كانت تقارب التاسعة ليلا لما  وصل ياز إلى ساحة القرية...حيث يقام الحفل...جلس على طاولة قرب ساحة الرقص ..التي كانت تعج بالفتيات ولكن الملل كان يتملكه مسبقا ...فجأة  علق بصره على  واحدة منهن كانت تهز جسدها الرشيق..بسلاسة...شعرها الطويل يلتف حول خصرها عند كل حركة....فستانها الاحمر يبرز كل مفاتنها....تبدو مألوفة له....من اين يعرفها....وعندما استدارت تمددت شفاهه بابتسامة عريضة...انها قطته الشرسة...لم يتوقع أن يجدها هنا...تنهد بعمق اصبح المكان ممتعا فجأة...اقترب منها بحذر: مرحبا آنستي..
توقفت هزان عن الرقص: مرحبا...كنت انتظر مجيئك!
ياز: حقا...لا تعلمين سعادتي بسماع هذا الكلام منك...اقترح ان نكمل السهرة في مكان اكثر حميمية...
هزان: وقاحتك ليس لها حدود...لقد نسيت هذا في غرفتي...و هي تريه الجزدان...وفي نفس اللحظة صوت سوزان خلفها : لم اكن أعرف أنك تزور الانسة هزان في غرفتها ايها القيصر ..لكن باله بقي شاردا في هزان: هل فتحته؟
هزان : طبعا لا انا لست لصة...يمكنك تفقده...ثم إلى سوزان التي تسمرت إلى جانبه..و الفضول يكاد يقتلها: انت فهمتني خطأ..انا وجدت جزدانه صدفة
امسكه ياز و وضعه في جيبه و بقي يدقق في وجه هزان: هل انت متأكدة...لانكي لو ...قاطعته هزان و شرارة في عينيها: انا لست لصة لم افتح جزدانك و لم أرى ماذا كان بداخله...
سوزان: لا تقلق عزيزي..مسؤول الأمن السيد اردال هنا سيحل المشكلة....انه صارم جدا مع اللصوص...
هزان: انا لا اسمح لك بنعث باللصة...ثم استدارت لتذهب لكن سوزان كانت قد نادت على اردال: لو سمحت...من فضلك لقد تعرض السيد و هي تشير إلى ياز إلى السرقة.....فاتجه نظر كل الحشد إلى الثلاثي...منهم المختار السيد امين...
اسرع هذا الأخير إلى هزان و امسكها من ذراعها بعنف: ماذا تفعلين هنا من سمح لك ان تحضر الحفل..و بهذه الثياب...ثم نظر الى ياز: الم أقل لك أن لا تقترب من ابنتي!
سوزان: ابنتك هي التي عودته على غرغتها...سمعت هذا على لسانها...فيجدر بك ضبط ابنتك ايها المختار و ليس السيد ياز..
تصاعت اصوات الحاضرين..الكل يتهامس لي الموضوع...اما امين فقد تحولت ملامحه من الغضب فرفع يده و صفقها صفعة أرسلتها إلى الأرض.....
و قبل ان يفهم تلقى امين لكمة حطمت انفه ...تمايل ورجع إلى الوراء...لكن ياز لم يرتوي بعد  هجم علية قاصدا تمزيقه فتشابك الرجلان في عراك عنيف....وسط كل تلك الزحمة...نهضت هزان و هي تمسح الدماء على شفتيها....اختلطت مشاعرها بين خجل...ظلم...و كره....فقررت الابتعاد ...الهروب إلى مكان لا يجدها احد فيه....اسرعت إلى أحد الاحصنة..و امتطته...ضاربة على ظهره بقوة...فأقلع الحيوان كالبرق.....كان تقطع المسافات لا تعرف في اي اتجاه تأخذها كل همها ان تكون الابعد ممكن عن القرية..عن والدها..و عن ذلك  الحقير......
بعد مدة أرادت أن تهدئ من روع الحصان..لكنها لم تتمكن. ...وصلت الآن قرب القصر القديم فوق التل...الظلام يعم الفضاء..اقشعر بدنها ...هناك نور ينبعث من النوافذ...من يسكن هناك؟الم يكن المكان مهجورا.....تملكها الخوف....فارادت العودة...لكن الحصان راح يسرع في إتجاه النهر.......شدت هزان اكثر على الزمام كي يتوقف مما جعله يثور...و ماهي الا ثوان و يرميها الحصان في النهر
انقطع نفسها...انها تغرق...الماء جامد و كأن آلاف السكاكين تخترق جسدها في آن واحد.....كل ما حاولت أن تخرج راسها...ترجع تغطس في المياه مجددا....قواها تخونها...فارتخت مستسلمة لقدرها
لم تعد تسمع الا صوت المياه المتوهجة في سكون الليل....فجأة احست بأن احدا يسحبها ...يرفعها...و يحملها بين ذراعيه...استنشقت الهواء بعمق و رفعت راسها...اللعنة..انه الحقير.....القيصر...بدأت تتحرك و تهز لتتخلص من قبضته: اتركني ايها القذر...لست بحاجة إليك أتركني افضل الغرق...على أن تلمسني...
ياز: لا تحركي رأسك ..لقد رأيتك تسقطين...ويمكن أن تكوني قد تلقيت ضربة
هزان: ما شأنك ها؟ لما يهمك أمري؟ الم تتهمني بسرقتك أمام الملئ؟
ياز: انا لم اقل شيئا كهذا ابدا...اردت فقط معرفة ان فتحته ؟...ثم وضعها فوق خيله و ركب ورأها....احس بجسدها  يرتعش ....يجب أن يجد أن تتدفئ و بسرعة...لان الثلوج بدأت تتساقط فوق التل
القصر القديم هو اقرب مكان....فقرر أن يأخذها إلى هناك.....
فتحت هزان عيناها ببطئ و هي تنظر من حولها ....كان هناك يحاول اشعال المدخنة...
هزان: ماذا حصل؟ ما هذا المكان؟
اسرع اليها  و رفع قطعة القماش التي وضعها على رأسها: هزان أرجوك...استلقي ولا تتحركي انت تنزفين...هل تشعرين بدوار؟
هزان: أجل...دوار شديد...ارتدت أن تنهض لكنها لم تستطع.....ماذا يحدث لا اشعر برجلايا...ثم نظرت الى يديها..لونهكا أصبح ازرقا...
ياز: يجب أن تتدفئ و بسرعة...سأحضر ماءا و اسخنه لكي اسكبه على اعضائك و إلا سيسوء الأمر كثيرا...
هزان: لا اريد...من فضلك ان أردت مساعدتي فخذني الى القرية...
ياز: المدخنة قديمة لكني تمكنت من اشعالها مجددا...ساعود بالماء..ثم خرج...لكنه عاد بعد دقائق يحمل دلوا كبيرا من الماء  و وضعه على النار ليسخن...ثم اقترب من السرير: هزان..يجب أن تخلعي فستانك...انه مبلل...كنت اعطيتك معطفي لكنه مبلل أيضا...
هزان: و هي ترتعش....لن اخلعه..لا تتعب نفسك...اعرف ماذا تريد و انا لن أعطيك الشيء الذي تسعى اليه...
ياز: انت عنيدة..ا لا تفهمين...اريد انقاضك...حياتك في خطر جسمك مجمد..
هزان: صحيح ..لكن لحسن الحظ عقلي لا ...
انها عنيدة و لن تغير رأيها فقرر ياز ان يأخذ زمام الأمور..نزع حداءه...بدأت تتخبط لكنه واصلا ممزقا فستانها....اصبحت تصرخ: ايها الحقير ماذا تفعل؟
ياز: ستشكرينني يوما ما..اعدك ... خلع قميصه و البسها اياه...ثم حملها بين ذراعيه وجلس قرب المدخنة...مبقيا هزان في حضنه..

وردة الشتاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن