الجزء الثامن

27.3K 392 12
                                    

فتحت هزان عيناها عندما ذكر اسمها...و نهضت فورا من السرير.....بقيا يناظران بعضهما للحظات طويلة...كل منهما يطوق إلى حضن الآخر...كلاهما متردد على خطو المسافة...ببنهما...مسافة كبرتها كل الأسرار...كل اللوم...كل العتاب...
ياز: هزان! انا....أسف من اجل الجنين....لم تتحمل اكثر وارتمت في حضنه باكية.....لكنه تأوه: ايييي!
هزان : ما بك ؟ و هي تتحسس جسده بيديها..هل اصبت؟
ياز: لا تقلقي لقد وقعت من على الحصان....
قاطعته:انا اعرف كل شيء لا داعي للكذب....لماذا تخفي انك من يساعد أهل المنطقة في السر؟ ما الذي يجري؟ من يجبرهم على بيع أراضيهم..؟ من يهددهم؟
تتنهد ياز بعمق:  صدقيني هذا ما احاول معرفته منذ زمن طويل
هزان: منذ زمن طويل ...ما علاقتك بهذا ؟
ياز: انا متعب هزان..اريد الاستلقاء...هلا ساعدتني؟ وقد بدأ بخلع معطفه المبلل...بحدر ..
هزان : حسنا ...افهم انك ستراوغ كالعادة ولن تصارحني...لكنني لن اتراجع و ساعرف منك او بنفسي...ثم أشعلت الشموع...لتنير الحجرة المظلمة....
انصدمت عندما رأت وجهه: كدمات و جروح..دماء في كل مكان...ياز !! يا إلهي وجهك...
ياز : حسنا  انظري هناك مشيرا إلى زاوية... ستجدين  ماء ..مناشف...و كل ما يلزم
اسرعت هزان و احضرت كل شيء جلس على السرير... فركعت بين ركبتيه و بدأت تنظف وجهه..برقة كي لا تؤلمه...كان ينظر اليها...عيناه الخضروتان....يغمرها الإرهاق.....ولما اقتربت اصابعها بتمسح الدم على شفاهه.....قبلها...
هزان: ياز...ارجوك..لا تفعل! انا امرأة متزوجة...واحترم زوجي
ياز: إذا كنتي تحترقين زوجك ماذا تفعلين هنا؟
هزان: جئت لاعرف الحقيقة....
ياز: لست مستعدا لاخبارك بها هزان...لا اريد ان تكون في خطر ..حتى مجيئك إلى يشكل هنا خطر عليك..انا مراقب
هزان: من من ؟ .....
وضع يده على شفاهها: تعرفين كل شيء...لكن ليس الآن...اعدك..
هزان: و بشأن الدين...لما لم تخبرني انك تخليت عنه من اجلي؟ لما تركتني أتزوج من شخص آخر؟
ياز: ضننتك تعلمين .....و قرارك بالزواج من جمال يلدز كان بمحض ارادتك.....تذكري كنت هناك ذالك البوم
هزان: انت تركتني و رحلت بعد ان سلمتك نفسي ...انتظرتك طويلا..ان تأتي..لكن لا شيء...ثم سمعت انك خطبت سوزان و تنوي الزواج بها...فقررت أن أمضي قدما...
ياز: هل انت متأكدة ان هذا هو السبب الوحيد..؟
هزان : نعم هذا هو السبب الوحيد...
ياز: كم انت عنيدة...حتى انك قبلت الزواج بالوحش المقنع عنادا...بي
هزان: أجل بعد أن خدعتني كرهت نفسي...ولم يعد يهمني ان تزوجت رجلا بعمري والدي او وحشا مقنعا كما تقول...ثم نهضت وراحت تبحث عن معطفها ....جاءت لتعرف الحقيقة لكنه يستفزها كعادته ....
ياز  و قد استقام: هزان ...لا تفعلي هذا؟ لا يمكنك الخروج الآن...المطر ينزل بغزارة... الوقت متأخر...وانا حقا متعب
هزان: سأذهب لوحدي...لم اطلب منك ان ترافقني...
ياز بعد أن امسكها من ذراعها: انا لا امزح...لن ادعك تذهبين لوحدك.....ثم بنبرة احن: لن اتحمل ان حصل لك مكروه الا تفهمين....انا..احبك
انفجرت هزان: أن كنت تحبني...لما خطبت سوزان...؟ لما تخفي عني سرك؟ لما تركتني لرجل أخر ...؟؟؟ اصبحت تتخبط كالمجنونة فشدها إلى حضنه  و اخمد دموعها على صدره: اعدك انك ستعرفين...الان اريدك ان تبكي فقط ابكي.....
مرت دقائق عديدة و هي بين ذاعيه...جسدها يهتز...من شدة البكاء...ولما هدئت...اسندها إلى السرير فاستلقت عليه و هي تمسح دموعها...
باز: ارتاحي و حاولي النوم انا ساجلس هنا....
ابتعدت هزان  لتخلي له مكان على السرير...ابتسم و رد: السرير ضيق.....
هزان: انت مرهق...يجب أن ترتاح أيضا...تعال سنتقاسمه...
 فاستلقى على السرير و اخذها في حضنه: ستنامين في حضني الليلة...و ترجعين إلى بيت زوجك غدا
هزان: لقد تركت زوجي...هجرته...
ياز: لماذا؟ هل تكرهينه؟ هل يخيفك مظهره
هزان: لا ليس لهذه الأسباب...انا لا اهتم بمظهره و هو رجل مرهف الحس رقيق القلب...بالعكس انا أتألم..و اتخبط بين مشاعري نحوك..و نحوه...كيف يمكنني أن احب رجلان في نفس الوقت....
ياز: لم تجيبي..لما تركته؟
هزان: كنت مصممة على دفن مشاعري نحوك..وقد بدأت اغرم بسنان.....لكن بعد الليلة التي انقذتني فيها ...و تخليه  عني اصبحت لا اعرف...عقلي..قلبي..مشوشان...اريد ان اكون معك...و في نفس الوقت اريد أن اكون معه....
رفع ياز يدها و قبلها لا تشغلي تفكيرك حبيبتي...سيمر...كل هذا سيمر....يجب أن تبقي في قصر زوجك انه المكان الأمن لك.....نامي الآن
استيقضت هزان مع طلوع الفجر...كان ياز غاطا في النوم...قبلته على خذه....لبست معطفها..و حداءها ...سترحل قبل ان يراها أحد...وهي تهم بالخروج وقع نظرها على خاتم  فوق مكتبه...رفعته لتراه عن قرب...مصنوع من ذهب...وفوقه شعار.....ركزت النظر اكثر انها تعرفه...نفس شعار عائلة زوجها...شعار عائلة ايقيمان...الذي يعلو مدخل القصر.....وضعته في جيب معطفها...و خرجت....نزلت من السفينة...و اتجهت نحو منزل المختار....سترجع إلى القصر يجب أن تعرف ما علاقة ياز بعائلة ايقيمان.....اسرعت الوتيرة..لكنها لم تلاحظ العينان التي كانتا تراقبانها من بعيد.....
اما ياز...فقد افاق متأخرا كانت الشمس قد توسطت السماء.....يجب أن يجهز نفسه ...الليلة سيذهب للعشاء في منزل خطيبته....لكن هذه المرة يجب أن يجد أوراق الملكيات...ملكيات عائلته التي استولى عليها جمال يلدز و شركائه.....من بينهم والد زوجته...امين تشامكران....بعدها سيفجر الحقيقة و يعلن عن هويته ...ياز ايقيمان...الابن الاصغر لحازم ايقيمان...الذي لم يعلم بوجوده أهل طرابزون ...الا ..جمال يلدز ..العجوز الماكر..يعرف هويته...ياز متأكد من هذا..لكنه يتظاهر.....و ياز يعرف غايته جيدا...يريد  ان يعقد قرانه مع وحيدته سوزان ثم يخلص عليه بطريقته...كي يستحود على ما تبقى من ممتلكات عائلته...في طرابزون..اسطمبول..و حتى في روسيا......يجب أن يجد تلك الملكيات.....

وردة الشتاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن