الجزء الرابع

32K 401 15
                                    

بقيت هزان في الغرفة طول النهار...تفكيرها مشغول بياز اين هو ؟ لما تركها و رحل؟...هل كان يعني ما قاله ليلتها..؟ اذا كان الحال هكذا فسوف تلوم نفسها مدى الحياة...كيف استسلمت له..باي حق قدمت له نفسها...انه جبان...زير نساء قذر يستغل اي غبية تقع في شباكه ليأخذ ما يريده ثم يرميها كالقمامة...وهي هزان تشامكران..تكون أكبر حمقاء عرفها التاريخ...
غربت الشمس وحل الظلام...اخبرت السيدة فضيلة هزان ان السيد ايقيمان ينتظرها على العشاء في الصالة الكبيرة ...وتركت فوق سريرها ملابس داخلية..فستانا و حذاء...جهزت نفسها و مشطت شعرها الطويل مسلدة اياه على جنب ..ثم نزلت...كان صوت اقدامها مدويا على الادراج الصخرية...لما وصلت القاعة وجدت السيدة فضيلة تشعل ما تبقى من شموع...
فضيلة: انه قصر عتيق..لا توجد كهرباء و نحن نحيا على ضوء الشموع...
هزان: انا احب هذه الاجواء كثيرا...
فجأة صوت ات من زاوية مظلمة من القاعة: حقا..هذا شيء جميل...الفتياة في سنك لا يعجبن بهذا عادة يفضلن الاماكنة المنارة..المكتضة بالناس...
هزان وهي تبحث عن مصدر الصوت لمحت خياله: سيد ايقيمان؟
تقدم الرجل إلى جهة اكثر اضاءة: تشرفت بمعرفتك آنسة تشامكران...
انصدمت هزان من منظره..كان يضع قبعة..و قناعا من الجلد يغطي كل وجهه الا بقعة صغيرة من فمه...يحمل قفازات على يديه..و يستند على عصا....لاحظ توثرها فتقدم اكثر و هو يعرج: شكلي يخيفك؟
هزان و قد استعادت وعيها: لا أرجوك..فقط لم اكن اعلم أن القصر له صاحبه...ضننت ان الجميع..
قاطعها: أجل كل عائلتي هلكت في ذلك الحريق الا انا...ثم مد يده المقفزة..نحو هزان: سنان ايقيمان..
هزان: وهي تمد يدها بتردد...تشرفت سيد ايقيمان..
سنان: يمكنك مناداتي سنان...ثم اشارة الى طاولة العشاء...لنجلس ارجوك....
جلس كلاهما حول الطاولة...ثم قدمت السيدة فضيلة الخدمة وخرجت.. بدأت هزان بالأكل لكنه لم يفعل بل بقي ينظر إليها من وراء قناعه...تكاد لا ترى عيناه بسب الفتحات الصغيرة اما صوته فكأنه يتكلم من خلف جدار...
هزان: ا لن تتناول الطعام؟
سنان: يجب أن انزع قناعي من أجل ذلك ..و انا لا اريد اخافتك أكثر...افضل تناول الطعام بمفردي في غرفتي....ارجوك لا تكترثي لي و تابع فوجودك سيعدني كثيرا و يخرجني من وحدتي....
هزان بتردد: ماذا حدث لوجهك؟
سنان: انها التشوهات الناتجة عن الحريق... ثم بنبرة حزن صحيح أنني بقيت حيا تلك الليلة..لكن روحي ماتت مع عائلتي....دعينا لا نتكلم عن هذا..
هزان: اعتذر ان ذكرتك بناديك المؤلم...
سنان: اخبريني عنك..كيف وصلتي إلى هنا؟ كل السكان مرعبين فاندهشت لما وجدتك نائمة في إحدى الغرف...
هزان : سقطت في النهر ...و اضطررت ان التجئ إلى القصر لتدفئة جسدي...
سنان: هل كنت وحدك؟
هزان: أجل...كنت وحدي لم يكن احدا آخر معي..و هربت بعينها ...و تابعت أشكرك لأنك اعلمت والدي بالحادث...وساكون ممنونة لك ان اعرتني عربة للرجوع إلى منزلي غذا..
سنان: يحزنني ذهابك..كنت أود لو بقيتي أكثر..لكن رغباتك أوامر...سيصطحبك جهان إلى القرية يكون مستعدة على الساعة الثامنة صباحا...ثم قام من مقعده ..رفع يدها انحنى و قبلها برقة...طابت ليلتك
دخل ياز إلى مكتب المختار ..و هو يثور من الغضب...امسكه مباشرة من ياقته: ما معنى هذا...انت رجل دنيئ..
أمين: و انت رجل غبي...!
ياز: انا تنازلت على الدين بشرط واحد...ان لا تستغل زواج ابنتك لتسديده..و انت قبلت..
أمين: صحيح .. و انا على وعدي...لكن ابنتي هي من ترغب بالزواج الآن و ليس انا من يجبرها
ياز الذي ترك ياقته يمسح قذلات شعره بعصبية: لا أصدق هذا لما تقبل ابنتك ذات العشرين عاما الزواج بالسيد يلدز...الذي لديه ابنة بعمرها....
أمين: ليس من شأنك..لقد قبلت فحسب...
ياز: انت تبتزها انا متأكد انك تضغط عليها...
أمين: لقد تغيرت ابنتي كثيرا...منذ اليوم الذي تعرضت فيه إلى ذلك الحادث...اصبحت تسمع كلمة ابيها...والان أنصحك بأن تخرج من مكتبي و في الحال...ها..ولا تحاول الاقتراب من هزان انها مشغولة بتحضير مراسم الخطوبة...كما تعرف ستكون بعد يومين...
خرج ياز من عنده ..اراد الذهاب إلى هزان..لكن ليس لديه عين ان ينظر فيها بعدما تركها ...فذهب إلى الحانة لعله ينسى همه في المشروب...
اما هزان فكانت تجلس في غرفتها...تنظر الى الثلوج التي غطت التل ...و تتذكر ليلتها معه...مر شهران الآن....لم يأتي لرايتها لم يسأل حتى عنها ...وعلاوة على هذا مازال يطالب والدها بالمال ..و يهدده بزجه في السجن مع شقيقي..بتهمة السرقة و محاولة القتل......و ضعت يدها على بطنها... حتى الهروب لن ينفعها هي الآن مجبرة اكثر من ذي قبل...ستتزوج اي كان....لتستر فضيحتها...لا يهمها...فقلبها اصبح رمادا الآن

وردة الشتاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن