اعتذر الطبيب من الشقيقين: اعرفكم ابنتي كريستين....
تقدمت كريستين نحوهما وتحدثت بلغة تركية سليمة جدا: مرحبا تشرفت بمعرفتكما....
ردت عليها هزان: لنا الشرف سيدة كريستين......اهنيئك انت تجيدين لغتنا جيدا...
ضحك الطبيب: احسن من والدها ...ابنتي معلمة لغات...تجيد التركية و الإنجليزية بالإضافة إلى الفرنسية ثم إلى ابنته...يمكنك استلام النتيجة من الممرضة....هل اتيتي لوحدك؟ كريستين: نعم يا أبي ...اريد ان افاجئه...انه لا يعلم ...ثم استأذنت من هزان و ياسين و ذهبت......مسرعة
بعد أن انتهيا...خرجا من العيادة متوجهين إلى العربة...لكن هزان انتبهت على السيدة كريستين التي كانت تبكي قرب المخرج...فاسرعت اليها و امسكها من ذراعيها: هل انت بخير ؟
لكنها أصيبت بنوبة بكاء ولم تستطع الإجابة...اشارة هزان إلى ياسين ليساعدها في اصعادها إلى العربة.....لكي يقلوها إلى منزلها ....و في الطريق... هدئت قليلا و اخبرتهم عنوانها
هزان محاولة مواساتها: مهما كان الذي احزنك...فسيمر ....لا تقلقي ...
كريستين: شكرا انت وشقيقك لطيفان جدا...
هزان: لقد سعدنا لتقديم المساعدة لك ...
قاطعهما ياسين : لقد وصلنا على ما اضن...ثم فتح البوابة و نزل ليساعدها.......فشكرتهما مرة أخرى و دخلت من البوابة الكبيرة...
ولما استأنفت العربة مشوارها ...وقعت عين هزان على ورقة....رفعتها...و اذا بها تحليل حمل....و على ما يبدو نتيجته سلبية ...فهمت بكاء السيدة كريستين ...انها تحاول ان تحمل من زوجها .....
بعد اسبوع...عاد ياسين إلى سرايا الايقيمان بعد يوم طويل ..من الفحوصات في العيادة...و جد اخته الصالة الكبيرة قرب المدخل كانت تداعب طفلها بين ذراعيها
هزان: كيف مر ؟ هل حدد موعد الجراحة؟
ياسين: ليس بعد اختي ....انها عملية صعبة لانها ستكون اول تجربة....فتستلزم وقتا للتحضير ...وقف للخروج ثم تذكر : بالمناسبة الطبيب فرانسوا دعانا إلى حفل يقيمه في منزله بعد غذ...فقد اخبرته ابنته اننا ساعدناها...
هزان : لا أدري....لا احب الحفلات....
ياسين : فكري اختي ...لا يمكنك جلس حالك بين اربعة جدران مدى الحياة...فكري !بعد محاولات عديدة ...و إصرار كبير قبلت هزان مرافقة ياسين إلى الحفل......لبست فستانا ابيضا طويلا...يبرز كل منحنيات جسدها الذي ازدادت انوثته بعد حملها رفعت خصلات شعرها الطويل الى الاعلى وزينت شفاهها المليئة بالون الاحمر الداكن ......ترددت كثيرا قبل الخروج من غرفتها .... تذكرت اخر مرة ذهبت فيها إلى حفلة....و كل المشاكل التي تسببت فيها ...اخذت نفسا عميقا...و اتجهت نحو الباب...نزلت السلم ...كان ياسين ينتظرها ...مع السيدة فضيلة...تقدمت اليها هذه الأخيرة: انك غاية في الجمال ...ستبهرين الجميع اللية...
احمر وجه هزان...وابتسمت بخجل: شكرا لك ...لو لا مساعدتك...لما تمكنت من تجهيزي نفسي....
تقدم ياسين بدوره..اخذ يدها و وضعها على ذراعه: هيا ايتها الأميرة عربتك تنتظر .....
كان المنزل جميلا جدا....الحفلة تقام في الحديقة...الكبيرة.......ورود في كل مكان....من كل الألوان......ما ان لمحهم حتى تقدم إليهم الطبيب فرانسوا: انا سعيد جدا أنك قبلتي دعوتي...سيدة هزان ثم نادى على ابنته باللغة الفرنسية: كرستين...ابنتي...انظر من لبى دعوتك....
جاءت كريستين لاستقبالهما هي الأخرى : أهلا بكمل...ثم امسكت يداها بيدين هزان : انت إمرأة لطيفة ...تبدين انيقة جدا....براي لن تبقي ارملة مدة طويلة....اه اعتذر منك...فقد اخبرني أبي انك فقدت زوجك....انا اسفة حقا....اقدم لك تعازي...
ابتسمت هزان لمجاملتها...لا تحب أن يقول الناس عنه انه متوفي ...تشعر بنغزة في قلبها كلما تتذكر الموضوع...
تابعت كريستين و هي تنظر من حولها: على ذكر الأزواج......كنت اريد ان اقدم لكما زوجي....لكنني لا أراه...سابحث عنه في الحشد و اعود ....لكن لا تبقيا هنا ارجوكما...هناك و هي تشير إلى طاولة كبيرة مليئة بمأكولات من كل الأنواع........
ياسين الذي لم يرد ان يضيع وقته ...هجم النادل و اخذ كأس نبيذ....رفعها على شرف هزان و شربها كلها على نفس ...
هزت هزان راسها: يا لك من غبي يا أخي !......ثم تمشت في الحديقة...تتبع شجيرات الوردة مت واحدة إلى أخرى...حتى وصلت إلى الورود الحمراء....المفضلة عندها ....انحنت إلى احداهن و واستنشقت رائحتها.... أرادت أن تقطف وردة لكن شوكة انغرزت في اصبعها...
هزان: ايييييي! ....
واذا بها تسمع صوتا خلفها: الورودة جميلة....لكن شوكها مؤلم...كان يجب عليك توخي الحدر انستي ....
تجمدت هزان في مكانها.....هذا الصوت...هذه النبرة...انه...لفت ببطئ...جسمها كله يرتعش...قلبها يخفق بشدة....ولما وقعت عينها في عينيه الخضروان.....لم تتحمل وسقطت فاقدة وعيها.....
ادهشه وقوعها المفاجئ ....هرع نحوها ممدا ذراعه ليمنع سقوطها على الأرض....حملها بين ذراعيه ...و اتجه إلى المنزل ....ثم دخل إلى غرفة صغيرة...و وضعها على الاريكة.....مرر اصابعه على جبينها...و نزع خصلات شعرها من على وجهها الشاحب لونه....بقي صافنا في ملامحه....احساس غريب في قلبه ...ثم سمعها تهذي....ياز...ياز !!؟؟
قرر أن ينادي الدكتور فرانسوا ليعاينها....خرج أمام الباب و أمر إحدى الخادمات باستدعائه....و عاد ليركع امام المرأة المجهولة....
بعد دقائق حضر الدكتور حاملا عدته الطبية مرفقا بابنته كريستين
سالت هذه الأخيرة زوجها: ماذا حصل لها؟
جاوبها و هو يرفع حاجبيه الكثيفين: لا أدري..رايتها في الحديقة جنب شجيرات الورود....جرحت اصبعها و هي تحاول قطف واحدة ...و بعد أن خاطبتها...نظرت اليا..ثم غابت عن الوعي ...
كريستين : هذا غريب....؟ ابي هل هي بخير ....هل نخبر شقيقها؟
فرانسوا: دعيها تعود الى وعيها و ترتاح ثم نخبر اخاها
استفاقت هزان على صوت محادثتهم...محاولة ايزالة الضباب المسيطر على عقلها...هل كانت تحلم مجددا...ام انها حقا سمعت صوته...و عيناه...اجل ....فتحت عيناها مباشرة و أرادت النهوض ...
فرانسوا: على مهلك يابنتي ...
لكنها كانت تلف بنظرها الغرفة باحتثا عنه ....حتى وجدته ...واقفا في زاوية مربع اليدين....كان ينظر اليها أيضا...ابتسمت له...و الدموع في عيناها....قلبها يكاد يتوقف من الخفقان.....بادلها ابتسامتها فنهضت مسرعة وارتمت في احضانه و هي تبكي بحرقة: ياز....انت هو ...كنت أعلم ..اخبرت الجميع لكنهم لم يصدقو...ياز...كم انا سعيدة ساقايا تكاد لا تحملانني..لكنه لم يتحرك ...لا يقول شيء...لم يحضنها بين ذراعيه كما كان يفعل دائما...ابتعدت عنه لتنظر إلى وجهه.......الذي تعلوه الدشهة
هزان: ياز؟ حبيبي؟ ثم رفعت يدها لتلامس خذه باصابعها....
تقدمت كريستين نحوهما امسكت يد زوجها و قالت: اضنها تهذي...انها متأثرة جدا بوفاة زوجها ....
هزان و قد لاحظت مسكة اليد : انا لا أهدي سيدة كريستين ....انه زوجي ...
ابتسم ياز: غير معقول ...يا سيدتي فانا متزوج ثم قبل كريستين على خذها ...و هذه الحسناء تكون زوجتي......
أنت تقرأ
وردة الشتاء
Lãng mạnالقصة تحتوي على مشاهد 🔞 على ضفاف البحر الأسود......يتقاطع طريق القيصر مع المراة التي ستغير قدره.....حبها سينمو في قلبه.....هزان هي الوردة في شتاء حياته....❤❤ مقطع تشويقي بدأت هزان بوضع المعقم..اصابعها تلامس شفته برقة...فتح ياز عينيه فالتقت نظراتهم...