الفصل الأول: منـزلٌ جديـد

482 13 2
                                    

في إحدى أحياء مدينة بانكوك , توقفت سيارة أجرة أمام أحد المنازل , ثم نزلت فتاة شابة , نظرت إلى المنزل و أبتسمت , ثم ألتفتت إلى السائق و ساعدته في إخراج حقائبها من صندوق السيارة .

دخلت إلى حديقة المنزل فأستقبلها عمها (لاوان) و أحتضنها قائلاً: أهلاً بأبنة أخي (كانيا) العزيزة, كيف حالكِ؟

قالت و هي تتنفس بصعوبة: بخير يا عمي , بخير .. و لكنني سأموت خنقاً.. إذا بقيت تعصُرني هكذا.

أبتعد عنها بسرعة و قال بقلق: أنا أسف و لكنني سعيدٌ للغاية , لم أركِ منذ مدة طويلة.

أبتسمت و تنفست تقول: أجل . لقد مرت مدة طويلة ... 

فصاحت: عمي!

قال بتعجب: ماذا!

قالت و هي تضع يدها على بطنها: أنا جائعة , هل يوجد لديك بعض الطعام الصالح للأكل.

نظر إليها بتعجب : ماذا تقصدين بـ"صالح للأكل"!

أجابته و هي تنظر إليه بحدة: أنتَ دائماً كنتَ تحرق الطعام , في كل مرة كنتُ و أبي نأتي لزيارتكَ فيها.

قال لها و هو يسحبها للداخل : هذا هُراء , أنا أطهو ألذ الأطعمة و سترين بنفسكِ.

بعد تناول العشاء , نقلت (كانيا) حقائبها بمساعدة عمها إلى غرفتها , دخلت إليها و تفاجأت: عمي , هل جهزت الغرفة بالفعل؟

أجابها قائلاً و هو يضع حقيبتها على الأرض: أجل , لقد وصلت أغراضك قبل أن تأتي بأسبوع لذلك رتبتُها من أجلكِ , و لكن إن لم تُعجبكِ يمكنكِ أن تُعيدي ترتيبها كما تُريدين.

فأجابت بسرعة: لا , لا .. يُعجبني ترتيبها, شكراً لك يا عمي.

وضع يده على رأسها و قال: هيا أرتاحي , لابد و أنكِ متعبة من الرحلة , إذا أردتِ رؤيتي فأنا في المطبخ.

 أبتسمت: حسناً , شكراً لك.

ثم رمت نفسها على السرير و غطت بنومٍ عميق..

في الصباح التالي , أستيقظت (كانيا) بنشاط , أغتسلت ثم خرجت لتُساعد عمها في إعداد وجبة الإفطار, بعد ذلك جلسا على المائدة ,قال لها عمها: ما رأيُكِ اليوم أن نذهب إلى السوق الشعبي , و منه تتعرّفي على الطُرقات , فالمدارس على الأبواب.

تذمرت  قائلة: لا تُذكرني أرجوك , سأذهب إلى مدرسة جديدة , هذا يعني تكوين صداقات جديدة ,و نفس السِناريو كالعادة و سيكون هنالك إستجواب "من أنتِ؟" و "من أين أتيتِ؟" و إلخ ..

ضحك عليها, و يقول: لما أنتِ حزينة هكذا , يجب عليكِ أن تشعري بالسعادة لأنها..

قاطعته قائلة: لأنها أجمل سنين حياتي الدراسيّة , أليس هذا ما كنتَ تريد أن تخبرني به؟

أبتسمَ قائلاً: ذكية! .. و الأن هيا أنهي وجبتكِ , لكي نذهب إلى السوق.

كان السوق الشعبي مكتظٌ بالناس , هنالك من يبيع الطعام , و من يبيع الملابس , و من يبيع الأدوات المنزلية , و غيره من البضاعة المختلفة.

الوَقــتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن