الجميع كانوا سُعداء بفوزه و لكنهم بنفس الوقت كانوا خائفين عليه من (آندي) فهو معروف بكونه شخصٌ شرس لا يهتم بالخصم و لا يحترم القوانين , و قواه قد أستنزفت تقريباً في مباراته السابقة , لذا كانوا يأملون أن يتمكن من الفوز بهذه المباراة.
بدأت الجولة الأخيرة, حيثُ سيتقاتل (آندي) و (جان)على لقب بطل "المواي تاي " التايلاندية , أعلن الحكم بدء المُباراة و كما هو متوقع من (آندي) قام بمُباغتة خصمه قبل أن يستعد للقتال , و سدد له لكمة ثم ركلة و ضربةٌ بالكوع ,أبعده الحكم عن (جان) حتى يستعيد وعيه و أتزانه , ثم أبتعد الحكم قائلاً: قاتِلا بعدلٍ.
الكثير من الدِماء سالت , العديد من الكدمات ملأت جسديهما , هكذا مرّت الأشواط الثلاثة , و في نهاية الشوط الرابع أبتعد (آندي) عن (جان) لبضع خطوات ثم جرى نحوه و قفز ليُسدد ضربة على ساقه , و يُسقطه أرضاً من الآلم .
كانوا أصدقاءه قلقين عليه ,أمسك الحكم (آندي) و أبعده ثم أعطاه مُخالفة بسبب أذية خصمه بشكل مُتعمد , أستجمع (جان) قواه ونهض حتى لا يخسر المباراة ثم أنتهى الشوط الرابع , دخل العم (لاوان) الحلبة لمُساعدته برفقة (آران) و (كايل).
العم (لاوان) أجلس (جان) على الكرسي ثم فحصه: يا بُني , علينا إنهاء المباراة هذا يكفي!
أومئ سلباً و هو يرصُ على أسنانه من الآلم: يمكنني المُتابعة !
ألتفت العم (لاوان) إلى الحكم حتى يطلب مهلة و لكن (جان) أستوقفه قائلاً: يُمكنني فعلها يا عمي ثق بي.
ردَّ عليه: أنا أثقٌ بكَ يا بُني و لكن ..
أبتسم بينما كان ينظر إلى (كانيا): هنالك أمنية عليَّ أن أحققها .
أنتهت الإستراحة و أستجمع (جان) قوته للوقوف و إكمال المباراة ,لكمة بعد لكمة, أصبح وجه كِلاهما مليئٌ بالرضوض و الدماء , عينٌ منتفخة , شفاةٌ ممزقة , و لكنهما بقيا حتى النهاية يتقاتلان بكل قوتهما .
ثبته (آندي) أرضاً و همس له قائلاً: لقد أنتظرتُ هذه اللحظة طويلاً , ستنتهي هذه المباراة بفوزي و ستبقى نكرة.
أغمض عينيه و تذكر دعم أصدقائه له, أخذَ نفساً عميقاً ,ثم قَلَبَه على ظهره و قال: أنا لستُ بنكرة فلديّ أصدقاء يدعمونني هم هويتي و عائلتي , لا يُهمني ما تقوله فلم يُهمني من قبل , ستنتهي هذه المباراة و لكن بنتيجة مختلفة.
نهضا وأنهى (جان) المباراة بالضربة الرئيسية و سقطَ (آندي) أرضاً, ثم أعلنَ الحكم فوز (جان) بلقب بطل "مواي تاي" الجديد.
تعالت أصوات الجماهير و هتفوا بأسمه , نهضت (كانيا) و (كوي) تصرخان بسعادة , و أصدقائه يهتفون له.
و بهذا يكون (جان) قد قفز قفزة كبيرة في سبيل تحقيق حُلمه , أجتمع الجميع لتهنئته بفوزه , و نزلَ (آندي) من الحلبة ثم راحَ يصبُ غضبه على مساعديه.
أنت تقرأ
الوَقــت
Acak(كانيا) أنتقلت حديثاً إلى منزل عمها في مدينة بانكوك التايلاندية, بعد وفاة والدها , و هنالك ستتعرّف على أصدقاء جُدد و تمر بالكثير من الأحداث , و لكن ماذا يُخبئ لها القدر يا تُرى , سنعرف هذا خلال الفصول القادمة من الرواية.