الفصل العشرين

82 1 0
                                    

الفصل العشرين:
رن هاتف فاطمة الوو
مريم: مرحبا صديقتي العزيزة اعتذر عن كوني سافرت ولم اخبركي او حتى احضر حفل التخرج،
فاطمة: لابأس حبيبتي، لعل المانع خير
مريم:فلقد تمت خطوبتي،
فاطمة:خطوبتكي؟؟؟ ولم احضر!!!!
مريم:لهذا إتصلت، إنه صديق اخي يعيش خارج البلاد إنه يحبني لذا قرر ان تنعقد الخطوبة بسرعة ولم يكن معه متسع من الوقت لهذا لم استطع ان انتظركي لكن اعدكي ان اعرفه عليكي قريبا،
فاطمة: ومتى الفرح؟؟؟
مريم:بعد اسبوع، هل ستحضري؟؟
فاطمة: اكيد فلن افوت فرح اختي..
مريم: وماذا عنكي انتي واحمد؟؟؟
فاطمة: احمد؟؟ يتصرف بغرابة مؤخرا، فهو لم يكلمني منذ اسبوع، إتصل بي وتشاجر معي، حتى لم اعرف السبب؟؟
مريم:غريب؟؟؟ هل تكرهينه بعد ان تشاجرتما بشكل كبير من دون سبب؟؟ حتى أنه لم يكلف نفسه لحضور حفل تخرجكي؟؟
فاطمة:(وهي تضحك) شجاري وحزني منه ساعة فقط...اما حبي له فهو عمر...لذا قريبا سنتصالح..
مريم (قريبا ستنصدمين منه)
بدأت التحضيرات لفرح مريم وكانت فاطمة اكثر الناس فرحا وسرورا لكونها صديقتها رغم انها كانت تحس بإحساس غريب بإحساس بالحزن الداخلي بإحساس موحش ، بإحساس قاتل إلا انها كانت ترجع ذلك لكونها ستودع صديقتها بعد زواجها...
فتحت حسابها على الفيسبوك لتطمئن على احمد وتعتذر منه رغم انها لم تفعل شيء له إلا ان الحب تضحيات وتنازلات هكذا كانت تراه وأيضا لتخبره عن موعد زفاف مريم، لكنها صدمت عندما وجدته معلنا عن خطوبته والكل يبارك له، لم تصدق ولم تبالي فهو دائما كان يعمل لها مقالب لذا إعتبرته مقلبا بعثت له رسالة غير ان حسابه مغلق، إتصلت عليه فلم يجب، لذا قررت ان تستعير هاتف  مريم وجدتها تستحم فلم تطلب الإذن بأخذه لكونهما تتشاركان في كل الأشياء، ما إن فتحت الهاتف حتى رأت رقم احمد، إتصالات عديدة وطويلة، بحثت في الرسائل وجدت اشياء صدمتها، وجدت عمرها يتناقص أمامها، وجدت لياليها السوداء،وجدت احلامها تتبخر، وجدت إبتسامتها تذبل، وجدت حبها يقتل، لم تستوعب الأمر نزلت دموعها فخطيب مريم لم يكن سوى أحمد، نعم أحمد حبيبها ذلك الفارس الذي كان يمتطي حصانه القادم نحوها بلباسه الأبيض، ذلك الفارس الذي اصبح الآن جلادها، لقد إكتشفت تلك الحقيقة المرة، ذلك الخداع الطاعن، إتصلت عليه من رقم مريم..
احمد:نعم مريم، هل ينقصكي شيء،،
صمت، فقط صوت انفاس متقطع، صوت دموع متألم..
احمد:فاطمة ، لقد عرفها من صوت أنفاسها، نعم فاطمة لقد عرفت الحقيقة، أغلقت الخط وذهبت تركض جلست وحيدة بحديقة خلف المسجد بكت كثيرا، لقد عرفت ان الغد هو موعد إعدامها والجلاد طبعا حبييها وصديقتها، بكت من مرارة الخيانة فهي اصعب شعور، الخيانة هي ذلك الشعور عندما تسجن في غرفة مظلمة وانت تعلم انه ليس هناك مفر، الخيانة هي ذلك الشعور عندما تدفن حيا لتبقى وحيدا في ظلمة القبر تناضل من اجل إستنشاق حبة هواء، الخيانة هي ذلك الشعور عندما يشق رأسك بمنشار وانت على قيد الحياة ،الخيانة هي عندما تغمض عينيك ولا ترى سوى الظلام، سوى الكره والحقد والحسد من اشخاص أحببتهم بصدق، ان يطعنك احد في ظهرك فهو امر طبيعي، لكن ان تلتفت وتجده أقرب الناس إليك تلك هي الكارثة، فلاشيء أسوأ من إنسان اهديته عمرك وكان يقرنه دائما بكلمة أحبك لتصحو وتجد نفسك تسقط وبقوة، الخيانة هي تلك السكين التي يطعنها الحبيب في قلب من احب، خاصة تلك الخيانة من صديقة حسبتها اخت  كانت تحكي لها تفاصيل علاقتهما ظنا منها أنها لن تخونها ابدا والصدمة هنا مضاعفة فلقد اتت من صديقة وحبيب معا والشفاء منها ليس بالسهل او مستحيل، إتصل عليها احمد مرات ومرات ولم تجب عاود الإتصال أجابت دون ان تنطق بكلمة واحد، سمعت ذلك الصوت الذي سمعته اول مرة قبل  ثلاث سنوات ، صوت خالي من الحب كله برود ،قال لها نلتقي بالحديقة  خلف المسجد،
اجابت وهي تبكي : لماذا؟؟؟ لماذاااا انا بالذات؟؟؟ لماذا  فأنا لا استحق منك كل هذا الكره...
احمد:نلتقي بعد 10 دقائق واغلق الهاتف...

احببته فخذلنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن