الفصل الثامن والعشرون

100 1 0
                                    

الفصل الثامن والعشرون:
إستيقظت فاطمة مرعوبة فلقد رأت كابوسا، سألتها امها مابكي؟؟
فاطمة:لقد رأيت كابوسا، لقد رأيت نبضاتي توقفت لم تعد هناك حياة ،لقد رأيت نفسي ارتدي فستانا ابيضا، والناس حولي تودع، رأيتهم يحملونني، ويذهبون بي إلى مكان مظلم، رأيتهم يذهبون عني ليتركوني وحيدة،رأيتهم يبكون لفراقي، رأيت كل تلك الوجوه، رأيتهم جميعااا، بكيت وصرخت انا هنا حية ارزق فلا تتركوني وحيدة، صرخت وصرخت ولم اسمع إلا صدى صوتي، حاصرتني الظلمات جريت في كل الإتجاهات فلم أجد مخرجا،لم اجد احدا يسمعني، ينقذني، رددت آيات الرحمان، فرأيت شعلة أمل، رايت يدا تمتد نحوي، اخرجتني بعيدا ثم ذهبت عني صرخت بها إنتظريني، ركضت خلفها ، إنه شاب نعم إنه شاب لكن لم استطع تمييزه، لم استطع ان اتعرف عليه...صرخت من انت؟؟؟؟ولماذا تظهر لي دائما؟؟؟؟. إبتسم وقال لاتتركينا قاومي، عودي من اجلنا،عودي من اجل حبنا لكي.... إصنعي لكي نبضا يطرب قلبكي، ثم اختفى.....
إبتسمت رقية وقالت :الحمد لله على السلامة حبيبتي....لقد تم إنقاذكي من موت محتم،
فاطمة:(وهي تنظر إلى كل تلك الأجهزة) ماذا جرى؟؟؟
يدخل الطبيب مبتسما:ارى ان مريضتنا إستعادت وعيها الحمد لله على السلامة. .
فاطمة: الله يسلمك
الدكتور:لقد تجاوزت إبنتكي الخطر..
رقية: شكرا لكم كثيرا، بفضلكم عاشت إبنتي، لن ننسى معروفكم أبد. ..
الدكتور:الفضل من بعد الله يرجع لذلك الشاب الذي تبرع لها بكليته في اللحظات الأخيرة...
خالد:هل يمكننا ان نراه ونشكره بأنفسنا..؟؟؟
الدكتور: لقد تأخرتم كثيرا...لقد تم نقله إلى عيادة اخرى....كما أنه لا يريد الإفصاح عن نفسه..ونحن نحترم الخصوصية..
خالد: اشكره نيابة عنا...
بعد مرور كم يوم خرجت فاطمة من المستشفى....إستقبلوها بفرح اقاموا حفلة بمناسبة إستعادتها لعافيتها....شكروا الله وحمدوه...
بعد شهر من العملية...
خالد: غريب امر وليد صار يختفي كثيرا..
رقية:نعم يا إبني،
خديجة:حتى انه لم يكلف نفسه حتى لزيارة فاطمة...
فاطمة:اتركوه في حال سبيله، لا اعرف لماذا تهتمون به، ربما له اسبابه الخاصة...
خالد:حسنا، نامي الأن، فلنا غدا موعد مع الدكتور...
الكل نام....بقي خالد وحده يفكر في صديقه وماذا أصابه. ...ولماذا تغير عليهم...ماذا يشغله؟؟؟هل عرف فتاة ما؟؟؟؟ ثم نام
في الصباح ذهبت فاطمة وخالد للمستشفى. ...كشف عليها الطبيب طمئنهم على صحتها وانها لا تعاني من اي اعراض جانبية..وصحتها في تحسن..ذهب خالد مع الطبيب  لتوقيع بعض الأوراق ...وبينما كانت فاطمة تستعد للخروج من الغرفة لمحت ظلا نعم إنه ليس غريبا عليها، تبعته إلى غرفة الطبيب المعاين...فتحت الباب...وقفت متسمرة إنه هو نعم إنه هو...بوجه شاحب قليلا....نادت عليه....انت...انت....انت من تبرع لي بكليته.....وقف مرتبكا مذهولا....فاطمة ...ماذا تفعلين هنا ...اجابته اجبني انت من تبرع لي بكليته ....لم يجب إتجهت نحوه رفعت قميصه لتجد مكان الجرح كادت تقع دمعت عيناها....قالت وهي تخنقها العبرة...لكن ل...ل...لماذاااا؟؟؟؟
اجابها:لأني احبكي...لأني لا أتحمل رؤيتكي على فراش المرض....لأني لا اتحمل خسارتكي....حتى لو لم تكوني لي ....فيكفيني ان أراكي بخير وسلام...
لم تسطع الرد بكت وحضنته  بقوة كأنها طفلة صغيرة طبطب عليها وكأنه ابوها. ..قالت له انا اسفة ....اسفة...شكرته...وإستدارت لتعود إلى غرفتها مذهولة....امسك يدها ....احست بذلك الشعور الذي احسته في ذلك الحلم عندما إنتشلها من الظلمة....قال لها: أرجوكي لا تخبري احد....
اجابته:لا استطيع وانصرفت مسرعة...
رجع خالد للغرفة وجدها تبكي رمى الأوراق سألها بإرتباك..ماذا..ماذا حصل....هل اصابكي مكروه؟؟؟ ....هل تتألمين....
اشارت إلى قلبها يوجعني كثيراااا
سألها بإلحاح:ماذا حصل؟؟؟
اجابته اخيرا إنه هو إنه هو لقد تبرع لي بكليته....إنه يحبني لدرجة ان يعرض نفسه للخطر من أجلي....إنه يحبني لدرجة انه اخفى علينا الأمر حتى لا نشكره او نمتن له...إنه يحبني لدرجة انه لم ينتظر مني مقابل....إنه يحبني حتى انه لم يخبركم خيفة ان ترفضو تبرعه.....نعم هو يحبني ...نعم هو من تبرع لي ....نعم فشيء منه يعيش بداخلي وسيعيش بداخلي مادمت حية....
خالد: من يا فاطمة؟؟؟
فاطمة:شخص احبني؟؟؟إنك تعرفه..
نظر لها نظرة حيرة قال: هل هو...هو....هو...نفسه...أ..أ..أحمد؟؟؟؟؟
فاطمة:احمد؟؟؟؟؟؟؟؟
خالد: نعم؟؟؟
فاطمة:لا ....إنه صديقك وليد..
خالد: وليد؟؟؟؟؟؟
فاطمة: نعم، وليد هو من تبرع لي بكليته...
خرج خالد يبحث عنه وجده امام باب المستشفى ينتظر السائق ليقله....عانقه بحرارة وبكى قال: لا اعرف ماذا اقول لك فمهما قلت وعبرت لن اوفيك حقك...شكرا لك اخي
وليد:لا تشكرني فأنتم عائلتي ....وهي ....هي...قطعة من روحي حتى لو لم تكن لي فيوم من الايام....
خالد:أتحبها إلى هذه الدرجة؟ ؟؟؟
وليد: (وإبتسامة تعلو شفتيه):وأكثر. .

احببته فخذلنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن