الفصل الواحد والعشرين:
إنتظرته هناك وسط الساحة، إنتظرت جلادها، ليخبرها عن موعد إعدامها، إنتظرت من اهدته عمرها، إنتظرت من اهدته احاسيس صادقة إلا انها دمرت سمع دوي إنفجار بركان داخلها، ذهب وهو يقول في نفسه انه لن يخبرها كل تلك الحقائق، فمريم نصحته ان يختفظا بالسر خوف ان تكتشف فاطمة وتكذب مجددا وتغوي احمد ليضعف امامها، طبعا كل هذا تخطيط من مريم فقط. ...
رآها تقدم نحوها، تقدم نحو كومة رماد محطمة،...
فاطمة:لماذا هي بالذات، لما هي؟؟؟ ألم تجد سوى صديقتي؟؟؟ ألم تجد سواها لتخونني معها؟؟؟؟لماذاااا فأنا لم استحق منك كل هذا الخذلان؟؟؟؟
احمد:لستي الأولى من عانت من مثل هذه الأمور.
فاطمة: لكنها اختي، وانت....وانت كنت حبيبي؟؟
احمد: ها انتي قلتي كنت، ولم اعد..
فاطمة: كنت، وقبل لحظات لم تعد...
احمد:ينظر إليها وهي محطمة.....انتي تعلمين ان امي لم توافق على علاقتنا رفضة رفضا قاطعا
فاطمة:وبإمكانك ان تقنعها إن اردت؟؟
احمد:إخترت امي على الحب..
فاطمة: إذن غدا زفافك إلى مريم. ..فلماذا اصررت على رؤيتي؟؟؟
احمد:كي أودعكي قبل الرحيل...
فاطمة:ما أرحم الرحيل بلا وداع....
احمد: أردت أن أراكي....للمرة الأخيرة. .قبل أن....
فاطمة: قبل ان تعقد قرانك على من حسبتها صديقة...قبل ان تعقد قرانك على من اخترتها بعقلك...
احمد:انتي تعلمين أني لم اخترها بإرادتي...
فاطمة:حديث عقيم إعتاد العشاق على ترديده عند المحطة الأخيرة من الحكاية...فترفع عنه حفاظا على صورة جميلة لك في قلبي....
احمد: تصرين على ذبحي بسخريتكي...
فاطمة: ذبحك؟؟؟ ومن أنا كي أذبحك يا سيدي؟؟؟ فأنا مجرد بطلة أدت دورها في حكايتك بكل صدق وغباء...
أحمد: انتي كل شيء. ...
فاطمة: أنا بقايا حكاية فاشلة.....حتمتها بقانون العقل...ثم جئت الآن كي تتلاعب بالبقايا...
احمد: أتلاعب؟؟؟؟ تدركين جيدا ان إحساسي نحوكي كان صادقا....
فاطمة: كان صادقااا....وكذب؟؟؟
احمد: إفهميني ارجوكي....يمر الإنسان بظروف تجبره عن التخلي على أشياء يؤلمه التنازل عنها...
فاطمة:لم يبقى للحزن مساحة لفهم أشياء لم تعد تجدي...
أحمد: انا احببتكي جدا....كنتي عمري كله..
فاطمة:لم أكن عمرك كله بل كنت مرحلة من مراحل عمرك وانتهت...
احمد:كنتي اجمل مراحل العمر....إنكي تلك المرحلة من العمر التي لا تطفئ السنوات أنوارها أبدا...ولا تغلق الأيام أبوابها...
بعد صمت طويل....
احمد: لماذا انتي صامتة؟؟؟؟ نظراتكي الدامعة تكاد تقضي على آخر خيوط المقاومة في داخلي...
فاطمة:غدا زفافك. ..فماذا يجب ان اقول؟؟؟ هل اتظاهر بالفرح؟؟؟ هل أغني لك أغنية الزفاف التي يصيح يها قلبي الآن؟؟؟..
احمد: أعلم أن لحظات الفراق مؤلمة....
فاطمة:ليست دائما يارسيدي....فأحيانا لا تكون مؤلمة. ...أحيانا لا تكون قاتلة ...كالجلطة الدماغية....تدمر كل خلايانا ولا تبقي إلا الصمت...
أحمد: يؤلمكي فراقي؟؟؟
فاطمة:فراقك يقتلني...يرفعني من فوق هذه الأرض ...يأخذني إلى إرتفاع فوق الكرة الأرضية. ...ويلقي بي بلا إنتهاء..
احمد:ماذا تتمنين الآن؟؟؟
فاطمة:اتمنى ان افقد ذاكرتي..
احمد:كي تمسحي تفاصيلي معكي ومنكي؟؟؟؟
فاطمة:كي أنسى موعد إعدامي غدا...كي لا تلمحك عيناي وانت تتقدم إتجاه من خانت ...حاملا بيديك عمري كله كي تنثره تحت قدميها. ...
احمد: لاتحملي قلبي فوق طاقته...فبي من الحزن الكثير...
فاطمة:بل انا يا سيدي من يتحمل الآن فوق طاقته....فلا احد يعلم مرارة إحساس إمرأة عاشقة ليلة زفاف فارسها إلى صديقتها...
أحمد: لكن قلبي سيبقى معكي..
فاطمة: وما ينفعني قلب رجل مضى كي يمنح جسده وحياته وعمره سواي....تاركا خلفه هذا الكم المخيف من الحزن والذكرى والعذاب والحنين....وبقايا إمرأة؟؟؟...ترى هل ستمنحها اطفالي؟؟؟هل تذكر اطفال احلامنا؟؟أطلقنا عليهم أسماء ذات مساء دافئ بالحب....
احمد:بكاؤكي يمزقني....
فاطمة: لا يجب ان تتمزق او تحزن...يجب ان تكون في قمة فرحك وقمة أناقتك وقمة قسوتك....فغدا ليلة عمرك...
احمد:ليالي عمري انتي واعلم اني ضيعتها. ..
فاطمة:وليالي عذابي انت....واعلم انها ستضيعني...
احمد:لا استحق منكي كل هذا الحزن...
فاطمة:ولا استحق منك كل هذا الخذلان. ...
احمد:خذلتني ظروفي فخذلتكي...سامحيني...إغفري لقلبي الذي احبكي...إغفري لظروفي التي خذلتكي...
فاطمة:قد أغفر يوما....لكن هل سأنساك.؟؟؟؟
احمد: قد يأتي النسيان يوما....فيسقطني من اجندة ذاكرتكي....
فاطمة: اخشى ان يأتي بعد ان افقد القدرة على البدء من جديد...
احمد:سأرحل الآن...شكرا على أجمل عمر واغلى إحساس...
ويرحل....تاركا خلفه انثى في حالة بكاء هستيري....انثى كانت ذات حكاية ...نصفه الآخر.
أنت تقرأ
احببته فخذلني
Romanceحينما يعجز اللسان عن البوح ...عندما لا ننطق بما يحزننا....عندما نكبت آلامنا....نخفي دموعنا.....نبقى اسيري احزاننا...ويبقى القلب مغلقا في وجه المارة.....عندما نخفي كل هذا ...هنا فقط ينطق قلمنا ليكتب كل ما يجول بداخلنا في عدة اوراق ....ربما نستريح بعد...