رثاءُ قصيدة

385 56 47
                                    

رثاءُ قصيدة

تعالوا غسلوني و إدفنوني &&& فما أبقيتُ دمعاً في عيوني

لماذا قد أعيشُ و لست أبكي &&& على نوري إذا غَمُضَتْ جُفوني

ضياءُ الكونِ أعتمَ دونَ عُذرٍ &&& و غادرت الشموسُ الأرضَ دوني

ألا إني نسيتُ العيشَ حقاً &&& سكرتُ بغيرِ خمرٍ من جنوني 

أعيدوني لذاك اللحدِ إني &&& أموتُ فهيا قوموا و كفنوني 

لماذا لا أرى نوراً كأني &&& ضريرٌ في البراري قد نَسوني

تضيقُ الأرض بي من كل فَجٍ &&& فكيفَ سأحيى في هذي السُنونِ

وحيدٌ كنتُ حتى جئتِ أنتي &&& و صرتي لي كأمٍ لي حَنونِ

و لكنَّ المنايا فرقتنا &&& و ضعتُ أنا بصرخاتِ السُكونِ

ألا إن المصائبَ لم تزرني &&& سوى يوم إفترقنا و غادروني 

ألا إن الأحبةَ فيكِ كانوا &&& و كنتي أغلى ما   شَهدتِ عُيونِي

إذا ما كنتُ ألقاكِ أراهم &&& و لو غابوا فكانوا يلتقوني 

ألا إن القصائدَ ساجِداتٌ &&& لكِ و الشعرَ كانوا يعبدوني 

و قافيتي تغني فيكِ دوماً &&& و ما صدَّقتُ يوماً أن تخوني

تخوني العهد أن نبقى و نحيا &&& فلا يأتي الفراقُ و يُبعدوني

إلى موتي العسير أنا سأمضي &&& فلا تأتوا إلي و تمنعوني 

فإن الموت أرحمُ من حياةٍ &&& بدونِ قصيدةٍ تُدفي شُجوني

فأنتي قصيدتي و أنا حُسامٌ &&& تعالوا يا غُزاةُ و قاتِلوني

فمَن قتل السعادةَ مِن حياتي ؟! &&& سوى الأحبابُ حينَ يُفارِقوني

أزيحوا التُربَ عنها و إدفِنوني &&& بجانبها , و فيها فإربطوني 

فإن حياتي قد أمست عذاباً &&& و سجناً فيه هم قد قيدوني 

كفى شعراً فإن الشعرَ عارٌ &&& إذا قد قيلَ دونكِ , فإسمعوني 

أنا قد عُدت ذاكَ الشخص ميتاً &&& أعيشُ و لستُ أحيا فإفهموني 

كفاني ما جرى حقاً فإني &&& تعبتُ فماذا أفعلُ ؟؟ أخبروني ؟؟؟!!! 

حسام عبيدات

كلماتي ( قصائدي & خواطري & كتاباتي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن