يا طائري المحزون حلق عالياً فوق النجوم , و إرحل و خذ عني كل الهموم
الموت كأسٌ كلنا منه شاربون , و الخلق منه لهاربون
أتعلمون ؟؟
الحزنُ حقٌ كالممات و لن يكون ...... إلا ككأسٍ سوف تشربه العُيون
و تفيض بالدمع الغزير من الجفون
و سيولد الألم الفظيعُ و لن يهون
حتى تذوق الحزن أضعافاً و أضعاف الهموم
تلك البذور التي أسميتها أملي الكبير
و زرعتها و سقيتها بالدمع و الحزن الغزير
نبتت و عشش فوقها ذلك الطير الحزين
هو أسودٌ كالليل إن غاب النهار
هو طائرٌ ضخمٌ كبيرٌ كالحمار
هو طائرٌ لكنه لا يطير
يبقى على شجرة الآمال معششاً كل الفصول
و أنا سألته ذات يومٍ من فضول
متى قد تطير ؟؟
ألست طيراً كالطيور؟!
ألا تحب بأن تكون حراً بالسماء ؟؟
ألن تطير؟؟!!
لماذا تبقى فوق شُجيرتي و تأكل ثمارها قبل أن تصير
هل أنت طير ؟؟؟ , أم تراك وحشٌ حقير ؟!!!!
أم هاربٌ من أي ثأرٍ و جئتني كي تستجير
إرحل و طر هيا و لا تبقى و إلا سوف أهدم عشك القشي ذاك هو الكبير
و أستبيح حماك عندي ثم أجعلك الأسير
ضحك الطائر المحزون و تعالت ضحكاته حتى إهتزت أغصانُ شُجيرتي
و قال :
أنا طائرٌ أنت الذي ربيتني و جعلتني هنا أمثل
غذيتني بالحزن منذ كنت فرخاً مزغباً لا ريش لي
و جعلتني فوق الشجيرة مُكرماً و اليوم تطلب مني أن أرحل
و تريد مني أن أطير و كل همٍ منك فوقي يثقل
لا لن أطير و لو تكون هنا قاتلي
لما تنهد طائر حزناً عليّ
أبصرته يبكي و دمعه حارقٌ تلك الشجيرة مثل نار لاهبة
فعرفت أني مخطئٌ و هو الصواب
بقيت أسأل و السؤال بلا جواب
و كلامه عذلٌ عتاب
و فتحت قلبي ثم لم أجد لي مخرجاً أو أي باب
فعرفت أن الحزن حقٌ و الحقيقة لا تُعاب
فشربت كأس الحزن حتى صار ريقي كالتراب
و قتلت طيري و رميتُ لحمه للكلاب
و بقيت أسقي كل أشجاري بماءٍ كان عذباً كالعُجاب
يا طائري المحزون إعذرني فإني لا أطيقك مطلقاً و لست أحتمل العذاب
حسام عبيدات
أنت تقرأ
كلماتي ( قصائدي & خواطري & كتاباتي)
Poesíaكل ما في هذا الكتاب هو من تأليفي سواء كان شعراً أو خاطرة أو نثر أو أي شيء أتمنى أن يعجبكم ☺😊