حروف الجر ومعانيها.

1.4K 125 124
                                    

مرحبًا بكم أعزاءَنا اللطفاء.

اليوم تأهبت الفارسة سمراء وأعدتْ عدتها لتنقذ أحرف الجرِّ مِن قبضة أعداء اللغة، بعد تعذيب وأسر قد طال، وأقبلت نحوكم برفقة حروف الجرِّ السعيدة بهذا النصر.

ما هي حروف الجرِّ، ولماذا سُميت بذلك؟
حروف الجر هي تلك التي تقوم بربط الأسماء بالأسماء، أو ربط الأسماء بالأفعال.
وسُميت حروف الجرِّ لأنها تجرُّ معنى الفعل قبلها إلى الاسم بعدها، أو لأنها تجرُّ ما بعدها من الأسماء، أي تخفضه ولهذا تسمى «حروف الخفض» أيضًا، وتسمى «بحروف الإضافة» لأنها تضيف معاني الأفعال قبلها إلى الأسماء بعدها.

حسنًا أعترف أن التعريف مشتتٌ قليلًا فحسب. لنرى أمثلةً إذًا.

هنالك بعض الأفعال لا تقوى للوصول إلى المفعول به كالفعل اللازم، لذا استعنا بحروف الإضافة، نحو:

- عجبتُ سنا، ومررتُ شهرزادَ.

لم تصح هذه الجملة إلا بإضافة أحرف الجرِّ المناسبة هكذا:

- عجبتُ مِن سنا ومررتُ بشهرزاد.

كم عددها؟
عددها عشرون حرفًا، وهي:
«مِنْ، إلى، عَنْ، على، في، حتى، متى، الكاف، الباء، اللَّام، واو القَسَم، تاء القَسَم، مُذْ، مُنذُ، رُبَّ، خَلَا، عَدَا، حَاشَا، كي، ولَعلَّ.»

إن المقولة الرائجة التي تقول:
«إن حروف الجرِّ ينوب بعضها عن بعض.»
مقولة لا تصحُ تمامًا إن لم تكن خاطئة كليًا؛ فإن صحت فذلك يعني أن نكتب التعابير التالية ونقبل استعمالها، مثل:

- كتبتُ من القلم.
- سلّمتُ في القائدة.
- اتصلتُ إلى الهاتف.

ولكن هذه التعابير غير مقبولة بتاتًا، بل ومستهجنة ذوقًا وسماعًا، وليس هنالك مبرر أو حجة تبرر استخدامها، فضلًا عن الإتفاق حولها.

ويمكنني أن أقول بأن هنالك الكثير ممن يعملون بتلك المقولة، فبعض الكتاب لا يولون أي أهميةٍ لانتقاء حروف الجرِّ المناسبة للسياقات والتراكيب المختلفة، معللين تجاهلهم هذا بأن هذه الحروف تنوب عن بعضها البعض ولا تخضع لمبدأ الانتقاء أو أن تكون في موضعٍ خاطئ.

إن حروف الجرِّ ليست اعتباطية التوظيف، وإنما لها ضوابطها المنهجية واللغوية التي تحدد مواطن استعمالها الصحيحة لتبليغ المعنى المطلوب.

لكي نُحسن ونضبط استعمال أحرف الجرِّ لابد لنا من معرفة معانيها، والتي هي كثيرة ولكن يسهل حفظها.

معاني حُرُوف الجرِّ:

١. الباء: لها ثلاثة عشر معنى. وهم:

أ. الإلصاق:
وهو المعنى الأصليُّ لها. وهذا المعنى لا يُفارقُها في جميع معانيها.

والإلصاقُ إمّا حقيقيّ، نحو:
- أمسكتُ بيدِكَ.
وإمّا مجازيٌّ، نحو:
- مررتُ بدارِكَ.
أي بمكانٍ يَقرُبُ منها أو منكَ.

وصايا الفرسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن