«ماتت كلماتي، وتَوَفَّى القلم.»
ما إن سمعت آخر التسجيل حتى تنهدت متضايقة ثم أغلقته، لم أستطع إلا التعليق عابسة: رحم الله كلماتك وقلمك ثم عزاء واجب لِلغة!
عدت إلى أوراقي أتثاءب بعد أن سمعت القصة كاملةً وقد طُلب مني تلخيصها، لكن الأحداث عن رأسي اختفت بالفعل،
لا أذكر من قال ماذا أو من فعل أي شيء، هززت رأسي في عنف أبعد عني النعاس حتى أكمل الكتابة:
«كانت الأعين مُعلَّقة على الأبواب ترقب بشوق أن يفتحها...»
توقفت وحدقت بالأوراق هنيهة متسائلة، من كان المسؤول عن فتح الأبواب؟ هذه مشكلة! لن أعيد سماع تسجيل طويل لأعلم من فتح الأبواب! خطرت لي فكرة فسارعت بمسح آخر كلامي، وغيَّرته كاتبةً:
«...ترقب بشوق أن تُفتح الأبواب.»
الآن هذا أفضل!
------------------------------------------
مما كُتب آنفًا، هل علمتم موضوع فصل اليوم؟
إنه المبني للمعلوم والمبني للمجهول!
ما الفعل المبني للمعلوم والفعل المبني للمجهول؟
الفعل المبني للمعلوم هو الفعل الذي له فاعل موجود، سواء كان هذا الفاعل اسمًا أو ضميرًا ظاهرًا أو ضميرًا مستترًا.
مثل:
شرب الولد اللبن.
شربوا اللبن.
شَرِبَ اللبن.
في الجملة الأولى، الفاعل اسم (الولد)، في الثانية الفاعل ضمير ظاهر (واو الجماعة)، أما في الثالثة الفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
انتبهوا إلى أن الفاعل في الجملة الثالثة ليس محذوفًا بل مخبأ في الجملة!
أما الفعل المبني للمجهول هو فعل لا فاعلًا معروفًا له، كأن نقول: شُرِبَ اللبن.
أين الفاعل؟ هل هو اللبن؟ اللبن لم يشرب نفسه، إذًا هل هو ضمير مستتر؟ لا، فلا يصح قول شُرِبَ هو اللبن.
أين هو إذًا؟ بساطة محذوف، الفاعل هنا غير معروف.
متى نبني الفعل للمجهول؟
نبني الفعل للمجهول في عدة حالات، مثلًا حينما لا نعرف الفاعل أو لا نريد ذكره، وربما لكون الفاعل معروفًا فلا حاجة لذكره.
والآن إلى النقطة الأهم: 3) كيف نجعل الجملة مبنية للمجهول؟
لكي نبني الجملة للمجهول نبدأ بحذف الفاعل، وحتى لا يظل مكانه فارغًا، يُرَقَّى المفعول به فيصير نائبًا للفاعل، وبالطبع يُرفع قدره فيصير مرفوعًا، ونهايةً، نبني الفعل للمجهول.
أنت تقرأ
وصايا الفرسان
Randomالأعمال العظيمة تبدأ بخطواتٍ صغيرة. هنا نتشارك بعض هذه الخطوات كي نصل إلى أعمال أكثر عظمة وإلى عالمٍ واتبادي أجمل. ننتظر منكم تفهّمكم هذه الوصايا ورأيكم بها كي نتشارك سلّم الارتقاء بصحبتكم في هذا الكتاب إلى غايتنا الموحّدة. تذكروا أمرًا واحد...