فروقات لغوية ج2

381 49 37
                                    

السلام عليكم جميعا، ومرحبًا بكم في لقائنا الجديد

كيف أحوالكم؟

لن نستلّ اليوم أي سيف، ولن نذهب في مغامرة، بل سنزور عائلة متشابهة لنعرف الفرق بين أفرادها.

قبل أن نجري مقابلة مع أبطال فصلنا اليوم، لنأخذ المثال التالي، ولننتبه إلى كيفية استخدامهم في النص:

«لَمْ أسطع الانتظار أكثر، كنت أردد في خلدي: لِمَ تأخروا؟ لَمّا يأتوا رغم أن الساعة تجاوزت الخامسة! أيعقل أنه لَمّا يصلهم عنوان اللقاء؟ لَمْ أعرف ماذا أفعل، فعدت أتأكد من إعداد كل شيء، ولاحظت أن عقارب نفسها لَمْ تتغير، فعرفت أنني لَمّا أضع لها بطاريات جديدة، وكان ذلك السبب. تفقدت هاتفي ووجدت أن موعدنا لَمّا»

أظن أنكم عرفتم عمّا سيكون موضوع اليوم:
الفرق بين لَمْ، لَمّا، لِمَ.

ما رأيكم أن نبدأ مع لِمَ؟

لا فرق بين لِمَ ولماذا؛ فلِمَ تستخدم للاستفهام عن السبب، نضع في نهاية الجملة التي تقع فيها علامة الاستفهام.

ومن الأخطاء الشائعة كتابتها: لِما؛ لأن ألف (ما) تحذف في الاستفهام بعد حرف الجر، فتقول:
بِمَ (بماذا) وفيمَ (في ماذا) وعلامَ (على ماذا) وعمّ (عن ماذا) وممّ (من ماذا)...
*(في حالة الاستفهام)

وقد قيل لأحد النحاة: بما توصيني؟
فقال: بالتقوى وحذف الألف.
عرفتم معنى إجابته، أليس كذلك؟

ويمكن استخدام لِمَ للسؤال في الماضي والحاضر والمستقبل، نحو:
«لِمَ كتبت الشعر؟»
«لِمَ تكتب الشعر؟»
«لِمَ ستكتب الشعر؟»

استخدامها سهل كما أظن، أيمكنكم ابتكار سؤال مميز بها؟

(لَمْ، لَمّا)
كلتاهما تستخدمان للنفي، لكن ما الفرق بينهما؟

في المعنى:

أن المنفي بلَمْ لا يتوقع حصوله، والمنفي بلَمّا متوقع الحصول، فإذا قلت «لَمّا يأتوا» فسفرك منتظر، بخلاف «لَمْ يأتوا»

أي أن الفعل إذا لَمْ يحدث بعد، ولكن من المتوقع أن يحدث في المستقبل نستخدم معه لَمّا.

أما إذا أردنا نفي حدوث الفعل في الماضي فقط، فإننا نستخدم لَمْ.

مثالان آخران:
نفي «يرون» هو «لَمْ يروا»
أما نفي «قد يرون» هو «لَمّا يروا»
لِمَ؟
لأن الأولى تفيد تأكيد الرؤية، فنفيها يجب أن يكون بلَمْ، أما «قد يرون» فتفيد التشكيك، أي أن الفعل يتوقع حدوثه، لذا فنستخدم لَمّا لنفي الجملة.

أيمكنكم ذكر أمثلة أخرى؟

في أسلوب الشرط:

لا تقترن (لمّا) بحرف الشرط بخلاف (لَمْ).
نقول:
إذا لَمْ تأكل، أكلت بدلا منك.
ولا يجوز القول:
إذا لمّا تأكل، أكلت بدلا منك.

اذكروا أمثلة على النمط نفسه هنا.

في حذف الفعل الذي يليهما:

قد يحذف الفعل بعد (لمّا)، يقال: هل أنهيت قراءتك؟ فتقول: بدأتها ولمّا؛ والمقصود: ولمّا أنهيها.
مثال قصير آخر:
-هل درست؟
- لمّا.

ولكن لا يجوز القول: بدأتها ولَمْ. بل يجب أن نكمل الجملة. (باستثناء الضرورة الشعرية)

أظن أن لمّا غير معروفة جدا، لكن ألا ترون أن استخدامها سهل؟ ما رأيكم بالتجربة؟


وبهذا تكون وصيتنا لكم حتى تنتبهوا إلى الفروقات بين لَمْ، ولَمّا، ولِمَ قد انتهت.

لنختبر الآن نجاحكم في رحلتنا لهذا الفصل، أيمكنكم كتابة ثلاث جمل مترابطة وصحيحة في المعنى باستخدام لَمْ، ولَمّا، ولِم؟


هل لا تزال لديكم أسئلة عن موضوع هذا الفصل أو مواضيع أخرى تودون أن نطرحها؟

ألديكم أي اقتراحات؟

لا تترددوا في سؤالنا؛ فهدفنا هو النهوض بلغتكم جميعا.

نرجو لكم يوما طيبا، من فرسان اللغة،
سلام.

وصايا الفرسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن