الحلقة الثانية
استهلت باب الشقة الرئيسي عابرة إياه بزوبعة نارية تحيط جسدها كما داخلها .. مندفعة دون تروي للهبوط على درجات البناية وهي تكاد تكتم حنقها المسيطر عليها وينخرها نخرًا، غير مصدقة أنها أجبرت أناملها على توقيع ذلك العقد حقًا، بحالة هشة لم تلبسها من قبل إلا حينها فقط ..
فدائمًا يعهدها المحيطين بها، امرأة قوية لا تُخضع ولا تُذل، امرأة لا تهاب الظالم وتدافع عن حق المظلوم والضعفاء، أنثى بكل الذكور وليس بعضًا منهم .. كانت هي دائمًا !
ولكن أمام مُعضلة أبيها وسمعته وأكاذيب رأس التنين، لن تكون كذلك وستضحي من أجل ذلك الرجل الحاني الذي لم تتذكر له إلا كثيرًا من الخير ..
خطت أناملها فوق ذلك العقد باسمها واسم والدها وذكراه العطرة، التي عادت من الماضي أمام عينيها كالخنجر المسموم لإبادة كل ما تتحوط به من قوة ..
مضت تلك الورقة لتغادر عبقهم المقزز ومكان تواجدهم، بعد أن هجرها النوم في موعد طقوسه، واستبدال ملابسها بعباءة خارجية مفصله لانحناءات الجسد بالونين الأبيض والأسود ، مع قطعة وشاح مزخرفة عقدتها بضيق على مقدمة رأسها، تاركه لخصلات شعرها الغجرية التمدد وملأ ظهرها كعادتها الدائمة..
حالتها النفسية وغضبها المتصاعد الذي ضل بصيرتها، جعلها تجهل خطواتها المسرعة وامتداد طريقها، والتي حصدت عواقبه في الحال، حين بوغتت بوجود أحد العمال أمام عينيها مباشرًا حاملاً أحدى حمولاته الثقيلة ..
افتدت الاصطدام به في ثوانيه الأخيرة، ولكنها لم تدرك بأنها وقعت حينها أسيرة البنية الجسدية للصاعد خلفه بنية حرص ما يحملهُ ذلك العامل ..
عبق رجولته طغى على أجواءها النارية، فأصاب مقذوف سهامهُ حصونها المنيعة، لتهوى جوارحها الأبية بين وهلة وضحاها ثملة حضوره ..
احتواء ذراعيه المتشددة، قادة أنوثتها المتهجنة لعالم آخر لا تخنع بتضحياتهُ ولا بخباياه ..
نهج صدرها مفلتًا لجامه من بين يديها، وكأن الهواء المبسط يداه دائمًا بسخاه للبشرية، سار عدوها في تلك الثواني عاصيًا متطلبات رئتيها الصادحة بعدائية بين ضلوعها..
تحالف معهما خفقان قلبها بتذبذب مضطرب، وكأنه لم يولد من قبل لينتفض ..
حربًا شنيعة كانت تخوضها بدروعٍ محصنة مع الذات، لتوأد مخاض فطرة الخالق بداخلها كأنثى إذ ناضلت ذات ثوانًا للحرية ..
عذرًا فتلك نسماتٍ نشعر بها وندركها حين نكون ضعفاء أمام الاقوياء ..
ومن بصرتهم جميعًا من جنس هؤلاء كانوا في حضورها ضعفاء ..
إلا هــو !
-مش تفتحي يا ست أنتي !!
تلك الكلمات اللاذعة كانت كفيلة لتسقط على راسها گ المطرقة الحديدية لتسرب غيبوبتها الوردية هباءً ..
أنت تقرأ
يا أنا يا خالتي
Romanceكبرنا على أقوال من ولعهم عشق الهوى .. بأن للحب سحرٍ خفي يصاب به القلوب حتى وأن كانت محصنة .. هكذا دون تريَّث يطرق قلوب الغافلين .. ويحارب أقفالهم الموصدة .. ليجمع أروحًا متشابهة .. ولاسيّمًا لو كان جمعهما هذا ترعرع بالحلال خشية غضب الاله.. ولكننا ب...