يا أنا يا خالتي

الحلقة التاسعة

الحلقة التاسعة

- أعمل ليا عمل تاني أقوى من ده يخليه يطلقها ويتجوزني أنا !

صاحت "جميلة" بتلك العبارة ما أن بشرها "الشيخ متولي" بإحلال رابط السحر المخطئ فيه..

ليتسع شدقيه بابتسامة ماكرة هاتفًا بلؤم شديد ما أن وعى لهيئتها المغرية ووجهها المعبأ بالألوان الصناعية :

- وماله .. بس العمل عشان يكون أقوى ومنقعش في الخطأ الأولاني لازم يتكتب بأيدي على ضهر صاحب العمل عشان يتنفذ بسرعة ويكون وصايا من اللي قلبك يحبه !

اتسعت حدود عين "جميلة" ووالدتها التي هتفت على الفور بنفورٍ تام :

- ضهر أيه وكلام فارغ أيه يا سيدنا الشيخ أعملها العمل العادي اللي متعودين عليه ..

إلا أن جميلة قطعت جملتها بقولها الصارم الذي أعمى عينيها عن نتائجه:

- استني يا مه، أحنا عاوزين المضمون والاسرع ..

تلجلج صوت "عنايات" بصدمة :

- بس يا بنتي ..

ولكنها قطعته مرة أخرى عند شروع ابنتها في ازاحة ملابسها العليا قائلة:

- هو أحنا هنفضل نبسبس لما "عليا" تفوز بيه وأنا أموت من قهري ..

ما أن شاهدها "متولي" تقوم بإزاحة جزء من رداءها أمام مقلتيه الجاحظ بنشوة انتصار يغلبها غريزته الشهوانية، حتى تراقص قلبه طربًا على تحقيق حلم اقترابه المشمئز للنفس البشرية ..

----------------------------

- الهيروين ده بتاع مين فيكم، ويا ترى تجارة ولا تعاطي ؟!

سؤالاً خرج من ضابط مركز الشرطة الخاص بمحيط الحارة السكني ..

ليسرع "راجح" يجيبه بورع ما أن سمع كلمته المخيفة لقلوب البشر وعواقب حيازتها..

- مخدرات أيه وهيروين أيه حضرتك، قدامك دكتور حاصل على درجة الماجستير والدكتوراة بتقدير يشرف ، يعني من رابع المستحيلات اللي بتقول عليه ده، ولا أي عقل في العالم يصدقه ..

أطرق الضابط بقبضتيه سطح مكتبه بعنفوانيه، وقف عقبها يهتف بصوت جهوري :

- يعني يا حضرت الدكتور المحترم بنتبلا على حضرتك مثلا، وجينا حطنالك البودرة من غير ما تعرف ..

تلعثم مخارج حروف "راجح" بعد أن عدل من وضعية عويناته بارتباك:

- العفو يا حضرة الظابط ، اقصد أنا مش عارف الحاجة دي جت عندي أزاي ..

- أنا !

التفت كلا من الضابط و "راجح" من قبلهُ على صاحبة تلك الكلمة ..