الحلقة الخامسة
على غرار ما شاهدتها بعينيها الجاحظة صرخت "علياء" مهرولة باتجاهها بنداء مجلجل يغزوه الفزع:
- م..مـــــنــى مــالك !!!!!!ولكنها لم تلبي ندائها !
فأسرعت تصفع وجنتيها براحتي يديها بصفعات متتالية لعلها وهلة زمنية وستمر بمرارتها ..بوغتت بغصة في حنجرتها عندما لم تبصر ما يسُر قلبها من رؤية رفيقتها فائقة أمامها بأحسن حال ..
تساقطت دمعاتها واحده تلو الأخرى مع حالتها الفزعة وقدميها الراكضة باتجاه النافذة لإعلان الاستغاثة الذي طرأ على مخيلتها كحل عاجل ..
صدح صوتها الباكي بهلعه المُبين على صبيها المعين الدائم بعد الله عز وجل لها:
- جعبوررر ! .. أنت يا جعبور ..اقتحم صوتها بنبرته المتوجسة أذنه أثناء عمله الصباحي الدائم لتنظيف المقهى .. فأسرع يترك ما بين يديه مهرولاً للخارج، متطلعًا باتجاه نافذة الطابق الأول قائلاً بريبه :
- أيوه يا ست الستات أنا هنا أهو ..بصوت مرتبك من بين دموعها المنهمرة هتفت :
- أطلعلي بسرعة .. البت طبت ساكته منى ..لم يتركها تكمل جملتها حتى بادرها بالركض للأعلى، ومعرفة عن أي فتاة تتحدث متمنيًا بقلب نخرة العاطفة ككثير من البشر بالا تكون محبوبته " جميلة " المقصودة بهذا ..
ركض بخفه حتى وصل اليها وأطمئن قلبه بأنها لم تكن محبوبته المقصودة، بعدما اقتحم دون استئذان باب البيت الموارب بأنفاسٍ لاهثة بتتابع و رؤية معالم وجه الفتاة النائمة برقدتها الساكنة..
التقطته يدي " علياء " برجي باكي :
- عشان خاطري يا "جعبور" هات أي عربية تاخدنا على أقرب مستشفى البت " منى " هضيع مني وحسه أن متقيده ومش عارفه أعمل لها حاجة ..سارع يلبي رجاءها بقوله المطمئن:
- حاضر يا ست " عليا " فوريرة من عينيا جهزيها أنتي بس ومتشليش هم..أومأت " علياء " برأسها بالإيجاب من وسط غيمة دموعها المتساقطة بغزاره تتابع مغادرته العاجلة، متجه عقبها لصديقتها الوحيدة باعتدال حجابها وهيئتها استعدادًا للمغادرة ..
على بُعد طابق واحد فقط ..
تحديدًا فوقهما مباشرًا توالت الطرقات على باب الشقة المستعمرة بجدرانها بين أعمدته ..
ليهتف صاحبها بنبرة استرخاء من عواقب نومه :
- حاضر .. ثواني مستعجل ليه ياللي على الباب ..ما أن أنتهى منها " راجح " وفتح ذلك الحائل بينه وبين الطارق، حتى شاهد أمامه "جعبور" بوجه مرتبك يهتف من بين أنفاسه المتلاحقة:
- ألحقنا يا ضكتور أني بعد ما نزلت تحت عشان أجهز العربية وأخدهم على المشتشفي، افتكرت أنك هنا ..
أنت تقرأ
يا أنا يا خالتي
Romanceكبرنا على أقوال من ولعهم عشق الهوى .. بأن للحب سحرٍ خفي يصاب به القلوب حتى وأن كانت محصنة .. هكذا دون تريَّث يطرق قلوب الغافلين .. ويحارب أقفالهم الموصدة .. ليجمع أروحًا متشابهة .. ولاسيّمًا لو كان جمعهما هذا ترعرع بالحلال خشية غضب الاله.. ولكننا ب...