الحلقة الحادية عشر
في أحدى الليالي بعد مرور تسعة أشهر على اتمام زواجهما أمام البشر أجمع ..
ولجت "علياء" تتمايل ببطنها المنتفخة يساندها "راجح" بحذر شديد لداخل مسكنهما معا .. قائلاً لها بنبرة قلقه باطنها العتاب :
- قولتلك متجهديش نفسك في فرح "منى" بس ولا أكني بتكلم .. وأدي وشك أرهق والتعب ظهر عليكي أهو ..استدارت "علياء" بجسدها لوجهته قائلة من بين أنفاسها اللاهثة :
- ما أنا كويسة قدامك أهو يا "رجوحتي" .. وبعدين بقى عاوزني أسيب صاحبتي الوحيدة في أسبوع فرحها ، ولا في يوم دخلتها زي النهاردة .. دا أنت مش تتصور كنت بستنى اليوم ده من أمتى .. ولا سعادتي عاملة أزاي لما شوفتها طالعة فوق أخيرا قدام عيوني دلوقت لشقتها مع عريسها بعد ٨ سنين عذاب وفراق .. شقتهم اللي ادتها ليهم هدية بعد ما أنقذتها ودفعت فلوسها للراجل اللي عرفت منه أن مرات أبويا اتنازلت عنها من غير ماتعرف للدجال .. صدقني عملتك دي عمري ما هنساها وهتفضل جميل في رقبتي العمر كله..بُغتت ما أن أنهت حديثها بخصرها الأسير لراحتيه الحانية وقربه الهامس لأذنها :
- تلات حاجات قولتيهم هتخليني أطلب سداد الدين ده دلوقت حالا !..قالت بتعجب دون تمعن في مغزى جملته الماكرة بعد أن ابتعدت قليلا عن وجه :
- تلات كلمات ! اللي هما أيه بقى؟!- أنك كويسه ، و رجوحتي ، وأسبوع بحاله مشغولة مع صاحبتك ومش عارف أشوفك فيه على راحتي ..
نطق بهم "راجح" بتأني يصاحب تعداده على أصابعه الثلاث في وجهها مسترسلا حديثه عقبها بنبرة ماكرة وعينين ذائبتان في رحيق قربها:
- والتلاتة ألعن من بعض ولابد من القصاص ليهم..زوت شفتيها بابتسامة دهاء ما أن وعت لمغزى مُراده هاتفة بدلال كعادتها بقربه:
- مفيش رحمة طيب أو عفو ..- تؤ ..
قالها بإصرار بعد أن تمعن النظر في ذلك البدر المنير الذي زاده الحجاب توهجًا مع ثوب حشمتها الفضفاض ..
لتبادله النظرات بنظراتٍ أخرى مسلطة على ملامح وجهه المحببة لها، تجاهد لتصديق واقعها وأن مر عليهما حقًا تسعة أشهر حملت عبر مرورهم بجنينهُ في احشاءها، متذكره نعيم جنته ، ورحمة معاشرته، وحنان قربه، وعقله الراجح كما اسمه في طريق حياتهما..
فمدت يديها تعقدهما خلف عنقه، متودده بين ذراعيه وصدره كرغبة في اظهار مشاعرها الحلال به، والتي التقطها "راجح" بحنان عاشق متبادلا معها الاقتراب حتى رست شفتيه على شاطئ شفتيها ..
فاندمجت أنفاسهما همسًا، وقلوبهما طربًا ..
إلا أنه بغت في وسط تبادلهما لمشاعرهما الحلال، بصرختها الصادحة في وجهه والتي فزعته من غيبوبته العاشقة بها هاتفًا بريبة :
- في أيه هو أنا لسه عملت حاجة ؟!!
أنت تقرأ
يا أنا يا خالتي
Romanceكبرنا على أقوال من ولعهم عشق الهوى .. بأن للحب سحرٍ خفي يصاب به القلوب حتى وأن كانت محصنة .. هكذا دون تريَّث يطرق قلوب الغافلين .. ويحارب أقفالهم الموصدة .. ليجمع أروحًا متشابهة .. ولاسيّمًا لو كان جمعهما هذا ترعرع بالحلال خشية غضب الاله.. ولكننا ب...