الحلقة السابعة

5.2K 248 27
                                    

الحلقة السابعة



ما أن عبرت باب البناية بعد أن تتبعت مغادرة صبيها لوهلة زمنية، حتى استعادت ذكرياتها المسلوبة بفعل ذلك السارق، غاصت متلذذة بين موقفيها معه، أثناء ذلك تفاجأت فزعه بيد تخترق أجواءها المغيبة من خلف ظهرها لتحيط جسدها بسلاح يدوي أضحى أمام عينيها المذعورتان تزامنًا مع اليد الأخرى لصاحبها التي احاطت ثغرها مانعه صرختها الصادحة من الخروج لأذن العلانية ..



انتفض جسدها حتى تشنج رعبًا، واقتلع قلبها من جوفه في حدث تعيش خفاياه لأول مرة من نوعه، ومع هذا لم تستسلم بصُراخها المتواصل رغم كبحه، مجاهدة بحركاتٍ نافرة متلاحقة بمحاربة تلك اليدان المكبلة لفمها ولجسدها جيدًا ..



ولكنها بالأخير مقاومة امرأة بين ذراعي رجل !



استكانت هلعه حين لفح أذنها ووجنتيها أنفاس معبئة بالكحول تردد بحنق شديد:


- أمشي معايا من سكات بدل ما أشوه وشك الجميل بالسكينة دي يا برنسيسة ..



الأن علمت بما ستجنيه من كوارث عندما اقتحمت تلك الرائحة الكريهة فتحتي أنفها، ليعقبها صوته الجاف في أذنها، وهلتها تسرب خوفها متفشيًا في سائر الجسد حتى أنتهى به المطاف لمقلتيها التي اطبقتهما في الحال تاركه لدموعها التدفق دون ضبط جماحها ..



فعن أي ضبط ستضعه لها، وهو يجبرها عنوة على التحرك أمامه باتجاه تلك الغرفة القديمة أسفل درج البناية، حينها فقط أقشعر بدنها وأطلقت بعزم صوتها الباكي بهلعه المُبين استغاثة طويلة المدى لعلها تخرج وتصل لأحدهم ..



ولكن يبدوا بأن ريبتها انستها، بأنه يكبت أنفاسها قبل صوتها ..



بكت كما لم تبكي من قبل، وتلبسها الجبن والخوف الآن مثيل ما تلبسها الشجاعة طوال سنوات عمرها، واقع محزن لم يخطر على أحلامها وهلة، ولا تتمنى من هلع ما تشعره به الأن، إن تعيشه مرة أخرى أو أن تصاب به فتاةٌ يومًا ..



من قلب غيمتي عينيها الدامعة، شاهدته يدفع بقدمه باب الغرفة العاتي ليقلعه قلعًا من ثباته الواهن ويقتحم بها داخل جدرانها الأربعة مجاورة مع مخلفات عفى عليها الزمن ..



ما أن دخلا معًا حتى همس بجوار أذنها مرة أخرى كفحيح ثعبان الأنوكاندا المتهيئ لافتراس فريسته:


- طلبتك بالحلال مع أنه مش طريقى واتغنجتي عليا، فمش قدامي إلا كده، فمن ساكت مسمعش صوتك لحد ما أخلص، وأوعي عقلك يوزك بأنك تعملي أي صوت ولا حركة لأن لحظتها السكينة دي هتتغرز في قلبك ، وتبقى توته توته خلصت الحدوتة ..



حركات مقاومة عشوائية صُدرت منها عقب إنهائه لحديثه المشمئز، لم تهدأ بتاتًا حتى غرز بداية سلاحه في لحم ذراعها قائلا بوعيد:

يا أنا يا خالتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن