・:*:・˙ دويونق! الرسام ・:*:・˙

2.3K 166 24
                                    

في ولاية تشياباس بالجنوب المكسيكي
معتقد خرافي شاع في القرن التاسع عشر في وقت اختراع آلآت التصوير، بأن الكاميرات تسرق الأرواح و هناك خرافة اخرى شاعت قديما عند بعض الشعوب الغربية أن اللوحات الفنية تسرق الأرواح أيضا.

"هل أنت عارضة؟”سألك شاب آتي من العدم. ازحت نظرك من كتابك ونظرت الى الأعلى، شاب جميل شاحب ذو شعر أسود يقف أمامك. كان طويل القامة ونحيلا. لم ترَ شخصا رقيقا مثله، لكنه عضلي ورجولي في نفس الوقت. كان ينظر إليك مع ابتسامة مغرورة، وبعيون سوداء. قدم يده نحوك ليصافحك، لكنك شعرت بشيء غريب حيال ذلك.

كانت يديه كأنها مغطاة بالألم، الأحمر، البني، البرتقالي الذي كان يتناسب مع سقوط أوراق الشجر في شهر أكتوبر.

"أنا آسف ، لم أقصد أن يبدو وكأنه تعارف. أنا دويونق ، رسام ".
أوضح بينما لا تزال يداه أمامك طليقة في الهواء.

وضعت كتابك على المقعد بجانبك، وأخذت يده معتذرة.
"أنا آسفة . ليس الكثير من الرجال يسألوني ذلك. لا، أنا لست عارضة". أخبرته بابتسامة. وببطء وقفت.

انحنى أمامك وقبل يدك كالنبلاء. كانت شفاهه مثل أجنحة الفراشة. دغدغتك قليلا عندما وضع قبلة سريعة على ملمسك.

عندما نظر إليك مجددا، اختفى شعور عدم الارتياح. شعرت وكأنه كان يأخذ عدة صور ذهنية لك. ليس فقط لكِ، بل لكل شيء محاط بك. كل شيء عنه يوضح لكِ أنه فنان حقيقي .

"حسنا ، هل فكرت في الإستعراض؟ أنا أبحث عن موضوع جديد للوحة."
عرض عليك وهو يحدق في عينيك.

لقد شعرت باحمرار خديكِ. لم يكن لديك أي فكرة عن سبب موافقتك، لكنك لم تستطعي إيقاف نفسكِ. تبعته عبر المتنزه.

تحت شجرة صفصاف كبيرة كان هناك غطاء أبيض و مقعد وحامل أدوات الرسم وحقيبة من المعدات الفنية . جلست تحت الشجرة، طويت ساقيك تحتك بينما كنت تحدقين في وجهه. ابتسم في وجهك، وهو يرتب معداته.

بدأ يغمس الفرشاة في الصباغة، و يرسم على القماش بأناقة. كان هناك نسيم صغير يحرك شعرك ويضعه على وجهك مانعا عنك رؤية الرسام. و عندما هدأت الرياح، استقرت الأوراق المتساقطة حولك، نظرت إلى الشاب أمامك وشعرت أن قلبك تخطى نبضاته المعتادة. كانت عيونه السوداء تبدو بيضاء بالكامل تقريباً، وبدت بشرته اليافعة أكبر سناً. بدا وكأنه قد بلغ من العمر حوالي 20 سنة أخرى في غضون بضع ثوان.

حاولت التحرك، الوقوف والهرب منه، لكنك كنت مشلولة. لا يمكنك التحرك من مكانك. نظرت إلى أسفل، الى يديك ووجدتها شاحبة أكثر مما كانت عليه. نظرت إلى دويونق مجددا، لقد تغير. كان يتحول أصغر سنا الآن.

استمر في الرسم. عيناه كانت ثابتة نحوك، وليس على اللوحة، يده كانت تنتقل بسرعة حتى شعرت بالدوار. أكثر و أكثر. كان رأسك يدور، وساقيك تهتز بضعف وشعور مريع في معدتكِ كأنها كنت تتمدد.

بدأت تغلقين عينيك، كنت متعبة.
أجبرت نفسك على البقاء مستيقظة، ولكن في كل مرة تفتحين عينيك، يبدو العالم حولك أكثر سطوعا و كلما بدا الرسام أكثر شُحوباً، كما لو كان يأخذ كل العمر والطاقة من المنطقة المحيطة بك.

لقد بدأت بالذعر. كنت تحاربين ضد القوة التي كانت تمسك بك في مكانك، والتي تجهلين ماهيتها، لكن مجهودك كان بلا فائدة. لم يكن لديك قوة متبقية في أذرعك و وساقيك، كل شيء تلاشى، بدأت بالإختفاء. أنت والعالم من حولك.

"انت جميلة حقا. كل المقاييس المثالية للشباب في عارضة واحدة".
تحدث بلهجة ساخرة عندما انتهى من رسمه، وهو يحدق في صورتك في اللوحة.

شجرة الصفصاف التي كانت تمنح ظلها في المنطقة، كانت محاصرة الآن في اللوحة؛ التماثل كان غريب، كانت تظلل جسمك كما كانت في الواقع. كنت هناك أيضا، روح جميلة، محاصرة بين الالوان الكئيبة. يبدو الرعب واضح في عينيك وأنت تنظرين إلى العالم الذي لم تعودي جزءاً منه.

#انتهى

هالو'سيتي (Nightmare Dream) - مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن