・:*:・˙ وينوين! محرك الدمى ・:*:・˙

1.9K 149 15
                                    


لم تكن لديك أي فكرة عن سبب وجودك هناك، لكنك كنت هناك بالفعل. كان متجر حلم أي طفل في العالم. المبنى نفسه كان صغيرا مبني من الطوب الأحمر بين بنايتين رمديتين كبيرتين. لكن المحل الصغير كان بارزا بينهم ليس بسبب اللون أو الارتفاع فقط، بل بسبب مظهره القديم التي كان يميزه عن باقي البنايات في الشارع. كانت نوافذه مليئة بالألعاب من جميع الأشكال والأحجام. كانت هناك دمى من الخزف التي تبتسم لك بعيون ثابتة، خيول هزازة خشبية ملونة، وقطارات وسيارات وبيوت الدمى وألعاب أخرى ...

شعرت بالحنين الى الطفولة يغمر روحك مجددا.

خطوت أقرب نحو المتجر. قرأت اللوحة البرتقالية والسوداء فوق الباب: Happy Halloween.

لقد كان فصلك المفضل اقترب وكنت تتسائلين إذا كان هناك أي ملابس في هذا المتجر مناسبة للهالوين. لأنك بحثت في كل المتاجر لفترة طويلة جدا، ومعظم الملابس التنكرية الجيدة كانت قد نفذت. حاولت تبرير سببك لدخولك إلى هذا المتجر لهذا السبب. لكنك تعلمين أن الأمر لم يكن كذلك.

المتجر كان يناديكِ، كما لو كنت تسمعين صوت الأطفال يكلمونكِ.

دفعت الباب و دخلت إلى المتجر ببطء. رن الجرس فوقك، ولكن كان رنينه غريبا. نظرت إلى الأعلى وشهقت عندما رأيت عنكبوتا كبيرا يستقر على الجرس.
تراجعت خائفة من العنكبوت أن يسقط على شعرك في أي لحظة، وخطوت الى الوراء قليلا ثم شعرت بشيء صلب وراء ظهرك، استدرت لترين دمية متحركة تحدق فيك.

جمدت في مكانك بدهشة، لم تشاهدي قط دمية كهذه من قبل، لقد كانت كبيرة؛ بحجم فتاة حقيقية.

حدقت الفتاة الخشبية في وجهك، فمها كان مفتوحا قليلاً، شفتاها مطلية باللون الوردي. عينيها…. كانت عينيها كأنها مسكونة، كانت مرسومة بطريقة تبدو كأنها حقيقة لكن بدون حياة. كانت تحمل الحزن والخوف فيهما. كل هذا كان يتناقض مع زيها. كانت ترتدي فستانا أبيض مشع كراقصة باليه، وقدميها كانا مقوس كحذاء راقصات الباليه.

"هل أحببتها؟" سألكِ صوت هادئ خلفك.

كنت تعتقدين أنك الوحيد في المتجر. نظرت خلفك، ولمحت فتى وسيما للغاية يبتسم لك. كان يبدو من النوع الذي يمكنه جذب الحشد في كل مكان يذهب إليه. كان يبدو ك رجل الاستعراض. هكذا كانت هالته.

" أتريدين مشاهدة رقصها؟" أكمل عندما اقترب منك.

نظرتِ مجددا إلى الدمية. كان هناك شيء جعل بدنك يهتز. الطريقة التي كانت تحدق إليك بها كما لو أرادت تحذيرك...

أومأت ببطء و تراجعت حتى يتمكن الفتى من التقدم إلى خشبة الأداء. لم تلاحظي أن المتجر كان مصمما بطريقة المسارح،  مسرح لمحرك الدمى ولعبته.

"عزيزتي، أنتِ أول زائرين المتجر في موسم الهالوين هذا. أتمنى أن تستمتعي بعرض لمحرك الدمى العظيم، سيتشينق ، وجميلته الراقصة." أعلن وهو يدير صندوق الموسيقى.

سرعان ما امتلأ المتجر بصوت البيانو الرنان الذي ذكرك بـ بلاد العجائب. شاهدته بينما كان يرفع الأوتار ليجعل راقصة الباليه تتحرك. كانت كل خطواتها سلسة وناعمة، الأمر الذي لم تتوقعيه من دمية خشبية.

شاهدت واستمعت بالفعل، تركت الموسيقى تغمرك. وببطئ، كنت تتمايلين مع كل نغمة. شعرت بساقيك تتحرك ببطء مع خطوات الدمية.

شعرت بذراعيك ترتفع إلى الأعلى. كنت تعكسين الفتاة الخشبية برقصها. لكن لم يكن لديك أي خيار، لا يمكنك إيقاف نفسك. لا يمكنك سحب ذراعيك إلى الأسفل. لا يمكنك حتى التحدث. نظرت إلى محرك الدمى ورأيته يبتسم لك. مد يده نحوك، الأوتار كانت تطير من أصابعه وتلتف حول كاحلك ومعصميك.

"مرحبا بك في العرض، دميتي الصغيرة." همس  بينما كنت تشعرين بجسمك يتحول؛ ليصبح قاسيا كالخشب.

#انتهى

هالو'سيتي (Nightmare Dream) - مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن