Part 5

283 9 2
                                    

  (5)

عيناك للبعيدِ تنظران
لذا فأنت لم ولن تراني

أنا القريبُ منك تلك محنتي
ومحنتي أساسها أمران

فأولاً أرى خطايا سيدي
وثانياً أمنحها غفراني

(العتيبة)

=====================

واقفة هي وخمارها يتطاير، تواجه الريح وتحدق في ذلك القرص كعادتها، لعلها تنجح مرة واحدة وتطول فترة تحديقها!!

ولم لا؟!

سرت في جسدها رعدة بفعل نسيم الهواء، التفتت لندى التي كانت تقفز، ضحكت في سرها من منظرها، أحياناً تخالها فتاة خارج هذا الزمن....

- انظري يا "غدير"، شهاب، شهاب...

- هذا شهاب؟! خلتهُ دخان طائرة!! تساءلت بتعجب.

- كلا، كلا أنا أعرفهُ، هيا تمني.. صاحت بإنفعال.

- أتمنى ماذا؟!

- تمني أي شئ، ولكن بسرعة قبل أن يختفي...

تطلعت حينها إلى ندى، كانت قد أغمضت عينيها و مسّت بأناملها شفتيها كأنها تهمهم بشئٍ ما..

صدت "غدير" للشهاب، تتبّع خياله الذي يذوي بخفوت وتتلاشى ذراته كلما ابتعد..

تتمنى أمنية؟!

أيُّ أمنية!! إنها لا تعرف أيها تختار، أن ترتاح من "حميد" أو تعود لمقاعد الدراسة من جديد، أو.....

الوقتُ ضيق والشهاب يأفل مودعاً، يمنحُ الناظرين أماني، منهم من لحق ومنهم لا بد أن يقطع تذكرة القطار الثانية، إنها مسألة وقت فقط...

الوقت؟!!

عادت لتتطلع لصاحبتها، إنها تكاد تحزر ما تمنتهُ منذُ لحظات..

أن ينقلوها إلى شركة أخرى، أو يقيلوا مديرها الذي لا تفتأ أن تذكر اسمه بكره...

تناهى إلى مسمعهما صوتٌ رجالي ينادي...

- ندى، والدي يريدك أسفل...

استدارت هذه الأخيرة لأخيها، مطت شفتيها وهي تسأله:

- لماذا؟!

- اذهبي وانظري ما الأمر..

هزت كتفيها بإستسلام، ثم خاطبت "غدير":

- أستنزلين معي؟

هزت هذه الأخيرة رأسها نفياً، وبقيت تتابع ذلك الخيط الأبيض الرفيع.....

أين سيصل؟!!

تقدم بمحاذاتها، قطع وجوده حالة السكينة التي كانت تعيشها منذُ لحظات...

ما تراه الآن يبدو هلامياً، سراباً!!!

نظر إلى حيثُ تتطلع، وقال بصوتٍ ساهم:

أشعلت لقلبك شمعة ❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن