(22)
لا بأس، لا بأس!!!
رددت بهمس و هي تضع يدها على عمود السرير و تُنهض نفسها التي ترنو للأرض كل حين...
كل شيء انتهى الآن، لم يعد هنالك مزيد من الخوف، من الألم، من الضياع...
و جلست على فراشها و هي تمسح أنفها و تزيح شعرها المبلل عن وجهها بأناملها المرتجفة...
لقد كان لكِ ما شئته أخيراً...
ها أنتِ حرة، طليقة، مُطلقة!!!
ليذهب، كان سيذهب في كل الأحوال، كنتُ أعرف ذلك..
ولقد حاولت بشتى الطرق أن أعجل ذهابه، لكنهُ لم يستمع لي لا قبلاً و لا الآن...
لا بأس قلتُ لكم لا بأس...
ما عاد ينفع الكلام الآن، هذا أفضل له، أنا لا فائدة مني، لا فائدة أبداً!!
لقد نفذ الغدير، ماج وارتحل في القاع، لم يبقى منه إلا بقعةً ضحلة كسراب الظمآن...
غداً سينسى كل شيء و ينساني..
من أجله، لا بد أن ينساني، لا بد...
أما أنا فسأُخفي ذكراه في قلبي، سأدسه بين وجيبي، لن أريه أحداً أبداً...
لا ضرر من ألا أنساه، أليس كذلك؟!
لم يقولوا هذا حراماً، ليس مثل اللعب البتة صدقوني!!
أنا لم أشأ أن أجرحك، جرحك يعذبني، يُلقيني في جهنم!!
تخالني لا أفهمك، لا أفهم عيناك، أنا أرى شخصك كله خلالهما..
عيناك التي لن تجيب عن سؤالي عنهما أبداً!!!
العذاب كل العذاب ينضح منهما، لكنني لم أشأ ذلك...
ليس بيدي يا "عمر"، ليس بيدي...
لكنك لم تفهمني يوماً ولم تسمعني...
اذهب و لا تعد هنا مجدداً...
أنساني وأكرهني بكل جوارحك،و سأظل أنا أحبك حتى النهاية يا "عمر"، حتى النهاية...
لا أريد العودة إليك أبداً، أريد أن أبقى لوحدي، لوحدي فقط...
تعبت من الشك، من الغيرة، من ذكريات الأمس..
في البعيد أحبك أفضل، دائماً أفضل بكثير..
و لا أجد في قربك إلا الخوف...
أخافك حين ترفع يدك و حين تمدها إلي لتضمني إلى صدرك!!!
أحبه و أخافه!!
أيُّ مفارقةٍ عجيبة تلك التي أعيشها!!
لا بأس قلتُ لكم لا بأس..
لا محلّ لي الآن هنا ما دام يحمل أثرك...
ما دمت يوماً كنت تقطن في الغرفة بجواري!!!
أنت تقرأ
أشعلت لقلبك شمعة ❤
Short Storyهي قصة تتحدث عن ثلاث فتيات.. الأولى: تعاني من ظلم زوج أمها.. تشاء الظروف أن تتزوج من إبن خالها.. تحاول الحفاظ على مشاعره وعدم جرحه.. فتلجئ لطريقة تسبب العذاب لها وله.. الثانية: أعتقد بأنه يجب عليكم أن تحضروا إبرة وخيط.. فأنا خائفة عليكم من تمزق شفاه...