Part 15

258 9 0
                                    

(15)

دخلت إلى مكتبه قبله و صوت الباب يُصفق خلفها بعنف..

صرّت عينيها و أذنيها بقوة...

و أخذت تدعو في سرها و تنذر عشرات النذور كي تسير الأمور على خير!!

جلس على مقعده الوثير وأصابعه تدقُّ على سطح الطاولة...

كانت الدقات تزحف إلى رأسها ببطء وقوة كدقات المطرقة على المسمار...

واستمرّ الدق هكذا وبدا سيد المكان تلك اللحظة...

فتحت إحدى عينيها المزمومتين بتوجس لتستشفّ معالم وجهه، لكنها لم ترى شيئاً!!!

لم ترى غضبه، غطرسته، أوداجه التي تنتفخ كلما رآها!!!

فقط كان يطالعها بإزدراء!!

فتحت كلتا عينيها وهي ترمشهما بسرعة وقد بهتت من نظرته تلك...

و رأته يسحب ورقة من على المنضدة و يكتب فيها بسرعة...

و هوى قلبها....

أرادت أن تتقدم لعلها تسترق شيئاً مما يخطه بيده، لكن رجلاها تجمدتا من الخوف...

تحركت شفتيها بإضطراب و أخيراً سألتهُ بصوتٍ غائب:

- ماذا..ماذا تكتب؟!

- ..................

- تكتبُ شيئاً عني، صح؟!!

- ..............

- صدقني، أنا لم أقصد أن أقول شيئاً مما سلف، أصلاً أنا لم أقل شيئاً!!!

- ...............

- هي من تحرضني، هي من تدفعني لقولِ ذلك، إنها تستخدم جهازاً ما بالتنويم المغناطيسي، لا أعرف اسمه، يجعل شفتاي تتحركان بما لا أعلم، إنها "ساحرة"!!!

ورفع رأسه حينها لها فأسبلت عينيها وهي تتظاهر بالإستكانة و الضعف...

لكنها سرعان ما سمعت جرة القلم تعود من جديد...

"لا فائدة من هذا الظالم، لا فائدة منه!!!"

عادت لتقول بإستعطاف:

- أرجوك، لا تضيع مستقبلي، أريد أن أتخرج هذا العام...

- ...........................

- أعدك أنني سأحسن سلوكي، سأتوقف عن الكذب، عن التمثيل، سأصادق "جميلة" أيضاً إذا شئت!!

- ..........................

- لا تكتب عني شيئاً، أنا لا ذنب لي، أنا خلقني الله هكذا، لكنني سأتغير، سأتغير بصدق...

- ........................

- إذا علم والدي سيمرض، سيتقطع شمل عائلتنا، هم بحاجة لي، كلهم يعتمدون علي، أيرضيك أن نشحذ؟!!

و انطلق صوت بكاءها ليرتفع وهو لا يتوقف عن الكتابة!!!

أخذت تطالعه بحرقة وعيناها تكادان تقفزان من محجريهما من بروده...

أشعلت لقلبك شمعة ❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن