Part 9

254 8 0
                                    

  (9)  

  علا كثيراً بيننا الغبارُ
وضيّع اليقين الاستكبارُ

فأنت لم تنجح أمامي مرةً
وكل يومٍ بيننا اختبارُ

ما عدتُ أدري هل أقول: يا أخي
بالحبّ أم أقول: يا جبّارُ!!!

==============

وصلت "ندى" وقلبها المخلوع يسبقها إلى الشركة، أخذت تفتح شنطتها كل حين لتتأكد من وجود العذر...

استقبلتها "أشجان" عند الباب بحرارة وهي تضربها على كتفها بخفة:

- لقد اشتقنا لكِ كثيراً، العمل ممل بدونك، هذه آخر مرة تغيبين فيها..

- ليس باليد حيلة، تعرفين كانت لدينا حفلة..

وتطلعت إلى "العقربة" التي كانت تحدجها بطرف عينها وهي تمطُّ شفتيها:

- لديكم حفلة أم خائفة مما جنتهُ يداكِ؟!

- أنا لم أفعل شيئاً لكي أخاف، أسمعتي؟!

- ولم وجهك مخطوف هكذا إذن؟!

- من رؤية وجهك السمج.

- ومن تحسبين نفسك؟! السفيرة عزيزة. قالتها بسخرية.

أمسكتها "أشجان" قبل أن تنقض عليها بأظافرها:

- ابتعدي عني، دعيني أؤدبها..

- أدبي نفسكِ أولاً..

- لا، هذا كثير..

وأفلتت من قبضة "أشجان" وهي تتوجه إليها كالسيل الهادر، غرست إصبعاً غاضبة في جبهتها وهي تقول بتهديد:

- لقد تغاضيتُ عنكِ كثيراً، ليس لشخصك فأنتِ بالنسبة لي لا شئ، ولكن احتراماً لذاتي لأن ليس من مقامي أن أُخاطب مثلك..

أبعدت "جميلة" إصبعها بقرف:

- و مثلك لا يشرفني أن تلمسيه.

- لأنكِ قذرة.

- أنتِ قليلة أدب.

ردت عليها ببرود:

- والدي رباني جيداً، ليس مثلك أخرج كل يوم أمام الرجال بهذا الوجه المصبوغ.

هرعت "أشجان" لتقف بينهما كي لا يتطور النقاش أكثر:

- أهدأن، هذا الكلام لا يجوز.

وتعالى صراخ الفتاتان وكلٌّ منهما تشتم الأخرى بقاموسها الخاص دون أن يبالين بصياح "أشجان" الغارقة بين دفتي بركان..

خرج المدير بعد أن وصل الأمر بينهما إلى تكسير المزهريات وتقذيف الأقلام!!

- ماذا يجري هنا؟! صاح بغضب.

- هي من بدأت أولاً. ردت "ندى" وهي تلهث.

- كذابة.

- أتنعتينني بالكذب؟!

أشعلت لقلبك شمعة ❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن