(18)
تلكأت "ندى" عند باب الشركة وهي تضع أصبعها في فمها بتوتر...
أأدخل أم لا؟! ماذا سيقول عني عندما يراني قد عدت!!
سيقول رغماً عن أنفها عادت وسيبدأ في التشمت والسخرية مني...
تعرفونه حقود، يغار مني لأني أفضل منه!!!
ثم سيصرخ في وجهي أمام "أشجان" و "جميلة" و سيشير لي بإصبعه لأتوجه إلى مكتبه وكأني نعجة من نعاجه الهاربه!!!
كلا، ثم كلا، أنا "ندى"، تعرفون من هي "ندى"؟!! هيبتي وكرامتي هي أغلى شيء عندي!!
سأعود لمنزلي وأنام خيراً لي من رؤية وجهه السمج، وسأمر على المستشفى في طريقي وآخذ لي عذراً من هناك، تعرفون معدتي لاتزال تؤلمني منذُ البارحة بسبب المجرم!!
وابتعدت عن مدخل الشركة وهي سارحة في أفكارها تلك، ولفت انتباهها صوت بائع جرائد يُدلل على بضائعته المتنقلة..
حرفت مسارها عن موقف السيارات واتجهت ناحيته...
- اعطني صحيفة "الأيام"..
- تفضل "مدام"!!
- "مدام"؟! أنا مدام يا قليل الأدب!!
وسحبت منهُ الجريدة وهي تنظر له بشزر، تطلع لها "الآسيوي" بخوف دون أن يدري فيمَ أخطأ!!
وقلبت الجريدة بسرعة حتى وصلت إلى صفحة "الوفيات"!!
مررت عينيها بسرعة على الأسماء ثم زفرت بصوتٍ مرتفع، وخاطبت العامل بإستفهام:
- كم سعرها؟!
"كل الجرائد بنفس السعر!!"
- 200 فلس.
- ماذا؟! لا أريدها، صفحاتها مجعدة، لا بد أن كثيرين قرأوها بالمجان قبلي!!
- أنت أول نفر قرأها دون أن يدفع!!
- لا تكثر الكلام "بابو".. وطالعته بتهديد وهي تُردف:
- أنا يسفر أنت بلادك إذا عصّب.
- ماما، أنا عندي جنسية "بحريني"، أنا مثل أنت "سيم سيم"!!
وشهقت "ندى" وهي تضرب على صدرها:
- أخذت الجنسية "بابو"؟!
- يس مدام، و اسمي أصبح "محمد"، انظر..
وأخرج لها بطاقته المدنية فقرأتها عن كثب وهي تهزُّ رأسها أسفاً...
زمن!!!
ومطت شفتيها وهي تردد بصوت خافت:
- الآن أنا و "بابو" بحرينيين!! كيف تركب هذه؟!
هزت رأسها بلا مبالاة ثم أخذت تطالع عناوين الكتب المعروضة...
مغامرات اللص الظريف "أرسين لوبين" – أشياء لا تنسى – فنون الطبخ و ....
أنت تقرأ
أشعلت لقلبك شمعة ❤
Short Storyهي قصة تتحدث عن ثلاث فتيات.. الأولى: تعاني من ظلم زوج أمها.. تشاء الظروف أن تتزوج من إبن خالها.. تحاول الحفاظ على مشاعره وعدم جرحه.. فتلجئ لطريقة تسبب العذاب لها وله.. الثانية: أعتقد بأنه يجب عليكم أن تحضروا إبرة وخيط.. فأنا خائفة عليكم من تمزق شفاه...