8

197 9 0
                                    

الفصل الثامن

حقيقة أم خيال

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

أوجاعنا ليست صرخات .. إنها مقابر أرواح تطالب بالخروج من داخلنا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لم يعد يتحمل الجو المشحون في البيت'حاول جاهدا تهدئة أمه لكنه لم يتمكن ' حتى مع الكثير من الوعود بأن يجد مهند إلا أنها تكاد تجن ..

فتركها تحت رعاية شيماء' وها هو في الرابعة يتجه نحو القسم سيرا على قدميه كي يرهق جسده ويلهي عقله عن الألم'ربما من يعلم وجد مهند على الطريق 'وكانت تلك العلبة مجرد كابوس لا حقيقة له..

أراد الاتصال بكاسر لكنه تراجع ..

فهو يحتاج القليل من الراحة حتى يتمكن من مساعدته'لم يكمل نحو القسم إنما اتجه نحو الحديقة'يتوسطها ..

ينظر حوله بجنون .. قبل أن يصرخ بعلو صوته

*مهند ..

ناداه وناداه .. لكن لا صوت ولا حركة ..

ابتلع غصته وخرج محني الظهر من المكان' يكاد يقسم أن رائحة مهند عالقة فيه ..

غدا سيذهب من الصباح الباكر للمدرسة وسيسأل دريد ذاك ومن كان معه'إن كانوا قد رأوا شيئا غير طبيعي في المكان ..

كيف اختفى وهو بينهم .. لا يقدر على استيعاب الأمر ..

هناك شيء خاطئ'لم سيغادر مهند دون توديعهم ؟

*هل من جديد ؟

سأل بأمل ما أن خطا داخل القسم وقابل أول شرطي في المكان' ليهز الرجل رأسه بأسف

*وردياتنا لا زالت في الشوارع .. آسف سيدي لا جديد في الأمر ..

*ما الذي يعنيه ذلك ؟

هدر باهر بالمكان' صوته يقصف ويعلو

*أريد أخي .. لن أعذر أيا منكم على التقصير .. ابحثوا...افعلوا شيئا .. أخي بين يدي مختل يجب أن نجده ..

ضرب الجدار بقبضته بكل قوة حتى آلمته بشكل لا يحتمل ..

*أحتاج أن أجده افعلوا شيئا ..

هرع وليد نحوه ليمسك يده المصابة :

*سيدي من فضلك اهدأ وتعال معي ..

وسحبه بالقوة نحو المكتب الذي نظفه العمال وإن لم يكن قد تم إعادة تأثيثه بعد'سمح لنفسه أن يجعله يجلس على كرسيه'بينما يسمع باهر يقول :

*مهند يا وليد .. هو يحبك جدا ويريد اللعب معك ..

ابتسم وليد بحزن على حال سيده الذي لطالما كان قويا' جامدا لا يهزه شيء .. لكن الآن يراه على بعد شعرة من البكاء كطفل صغير ..

سلسلة لاجئون للحب , الجزء الأول ( حقيقة أم خيال )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن