حقيقة أم خيال
الفصل العاشر
..................
الألم .. هو حين نعرف أن فرصتنا الأولى غير موجودة والأخيرة .. مجرد حلم ' وأننا خسرنا حتى الحلم ..
ـــــــــــــــــــــــ
ما إن أغلق جابر باب القبو خلف شيماء حتى عاد راكض الخطوات 'ليستفرد بغنيمته التي صبر كثيرا للحصول عليها ..
وقف على باب الغرفة يتأمل الخائفين أمامه ..
اتسعت ابتسامته وهو يسحب سيجارته ويدخنها بشراهة ..
*جميلان ..
همس بها ليزداد ارتجاف مهند ' وآيلا التي تنظر نحوه برعب ..
لا تصدق أن شيماء حقا ستتركها ..
قالت بصوت خافت ليسمعه مهند
*لا تقلق من المؤكد أن شيماء ستخرجنا .. هي لا تعني هذا .. فقط تريد إخافتنا ..
اقترب جابر ليجلس القرفصاء أمامهما متسائلا
*بماذا تهمسين له ؟
ابتلعت آيلا ريقها بقلق 'وقالت برجاء
*جابر أنت لا تعني .. أنت ..
ارتبكت ولم تعرف ماذا ستقول .. نظراته لم تكن تبشر بالخير 'حتى في أسوأ كوابيسها لم تتوقع أن تختار لها شيماء هذه النهاية !
انتظرت طوال الوقت اللحظة التي سيعلن فيها خبر موتها ..
لم تنتظر أبدا أن تسلّم لرجل كي يتمتع بجسدها دون أن تملك القدرة على الدفاع عن نفسها ..
وهل تقدر في الأساس ..
نفث جابر دخان سيجارته ينقل نظراته بينهما' ليقول بنشوة وصوت أجش أثار الرعب داخلهما
*أوه عزيزتي .. بل أعنيه .. وجدا ..
وبكل قسوة أمسك بكتفي مهند ليبعده عنها يرميه جانبا غير آبهٍ للألم الذي لحق بالولد من دفعته' وغير مهتم بالقيود التي أدمت معصميه ..
منهكان .. خائفان' وخائرا القوى 'هذه حال مهند وآيلا'وهما دون طعام لليوم الثالث 'بعد أن تكرم جابر وأحضر لهما الماء ..
ليس شفقة وإنما رغبة بهما ..
ابتلعت آيلا ريقها بصعوبة' وقد ارتفعت دقات قلبها ..
لا تقدر على مواجهته .. لا تقدر .. وكيف يمكنها ذلك وهو بكامل قوته وهي بالكاد تملك القدرة على مجادلته ..
*جابر لا تقترب ..
حاولت الزحف مبتعدة للخلف 'لكنه ضحك بسخرية من حركتها الضعيفة واقترب قليلا' فصرخت بأعلى صوتها ..
ومهند صرخ مناديا باسم شيماء مرتعبا مما يراه أمامه ..
حاولت أن تقف مستندة بيديها الضعيفتين 'غير المقيدتين , متناسية السلسلة المحيطة بقدميها .. لكنها لم تنجح' وضحكات جابر تزداد ..
أنت تقرأ
سلسلة لاجئون للحب , الجزء الأول ( حقيقة أم خيال )
Mystery / Thrillerحينما تتمنى حقا أن ما تمر به مجرد خيال .. تعجز عن تصديق كونه حقيقة ..