حقيقة أم خيال
الفصل التاسع
ـــــــــــــــــــــ
غالبا ما تربي في بيتك وحشا تعتقده صغيرا ' لكن فعله خطير !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صباح اليوم الثالث لاختفاء مهند ..
لم يتغير شيء 'باهر وأمه على حالهما ' لا اتصال ' لا جديد 'والبحث جار دون توقف ' لكن فقط ' كأنه اختفى من كل مكان على وجه الأرض ! ما غايتهم من هذا الصمت 'وفي كل دقيقة تمر 'يزداد الضغط على قلب باهر الذي يختنق ويعجز عن التنفس 'فقط سجائره التي لا تفارقه ..
أمه بالقرب منه هي هادئة منذ بضع ساعات' تنظر أمامها بجمود ..
لا تتحدث 'لا ترد على أحد ..
باهر كان أضعف من ذهابه لمواساتها .. حقيقة هو من يحتاج مواساة ..
دخلت شيماء في تلك اللحظة 'لتذهب بالقرب من ماجدة .. جلست على الأريكة تنظر لها بعجز .. للحظات قبل أن تتوجه نحو المطبخ وتعود بزجاجة ماء 'والقليل من التفاح المقطع ..
أي شيء .. المهم أن تجبرهما على تناول شيء ..
*خالتي .. رجاء كلي شيئا ..
التفتت لباهر تطلب بضعف
*وأنت كذلك يا باهر .. هذا الضعف لا يجب .. تعال ..
لم تجد استجابة من أي منهما ..
فنهضت نحو باهر الجامد في مكانه قرب النافذة ..
أمسكت يده وهمست راجية
*باهر .. كن قويا لأجل خالتي 'لا يجب أن تكون بهذا الضعف ..
نظرت نحو ماجدة التي لا تبدو في هذا العالم معهم
*انظر لها .. كفى ' لا تخسرها باهر .. افعل شيئا ستنهار سريعا ..
كل ما حصلت عليه هو تنهيدة من باهر وهو يرنو بعينيه نحو أمه ..
لكن بالله كيف سيقدر على النظر إلى وجهها والكذب أن كل شيء بخير ..
من قال أنه خارق القوى ؟ لا يكسر ؟ لا يتعب ؟ لا يضعف .. ولا ينهار !
هو بالنهاية مجرد إنسان عادي 'له قدرة محدودة على التحمل وقد بلغت مداها .. بل وفاضت عن حدها ..
زفرت شيماء بيأس .. ثم همست بضعف ترجع خطوة للخلف
*كن قويا يا باهر .. يجب أن نستعد لكل الاحتمالات .. كفى ضعفا وتناول شيئا أنت وخالتي ..
لم يرد عليها باهر 'في عقله تتردد كلماتها .. ( نستعد لكل الاحتمالات )
هذه الجملة جعلت قلبه ينزف مجددا ..
أنت تقرأ
سلسلة لاجئون للحب , الجزء الأول ( حقيقة أم خيال )
Mystery / Thrillerحينما تتمنى حقا أن ما تمر به مجرد خيال .. تعجز عن تصديق كونه حقيقة ..