12

220 9 0
                                    


حقيقة أم خيال

الفصل الثاني عشر

ــــــــــــــــــــــــــــــ

تختلف دائما طرقنا في مواجهة ألمنا .. وغالبا يظن من حولنا أنها خاطئة 'متجاهلين حقيقة أنها أكثر ما يريحنا ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

توجه باهر نحو القسم حيث تلقى اتصالا من كاسر يطلب منه القدوم 'لكي يتم وضع الإفادات و إعلامه بآخر ما توصلوا إليه في هذه القضية ..

لم يكن ليتوقع أبدا أنه يربي الأفعى في عقر داره ..

نوعا ما يريد الهروب من كل هذه الحقائق ..

فأحيانا الحقيقة تكون مؤلمة جدا 'بشكل نجد أن التهرب منها طالما بالإمكان ' هو أفضل ما نفعله !

شيماء .. لو أنه فقط يفهم أسبابها'هو لم يقدر على ربط كلامها بشكل جيد ذلك اليوم ..

مهند لا زال بفراشه صامتا بشكل غريب 'والطبيب أكد أنها مجرد مسألة وقت حتى يتخطى الصدمة'لم يدخل لآيلا بعدها' لكنه عرف من الطبيب أنها تبدو نوعا ما طبيعية بالنسبة لما تعرضت له ..

لم تدخل في حالة عصبية أو ما شابه .. هي فقط سألت عن حال مهند بقلق وحزن'وتنهدت براحة بعد أن علمت أنه بخير ..

ثم عادت لصمتها .. حالها كحال مهند ...

لا يعرف ما الذي عليه فعله حقا !

مسح وجهه بكفيه مكملا سيره نحو القسم'عل التعب يريح عقله المنهك ..

لم يرتد ثياب الشرطة كالعادة'بل ثيابا مريحة ..

بنطالا خفيفا وكنزة تناسبه .. بدا الإرهاق واضحا على وجهه ..

شفتاه مزمومتان بقوة .. لم يبد أنه يدرك ما حوله غارقا في عالمه الخاص' حتى لم ينتبه لوليد الذي حاول أن يسلم عليه ..

هيبته الجلية من سيره وخطواته المتزنة الثابتة رغم شروده' ورغم جبل الهموم الذي يرزح براحة على صدره محولا هدوء أنفاسه لنيران تحرقه..

دخل القسم' ليبتسم بقسوة مفكرا .. لو أنه لم يدخل كلية الشرطة هل كان ليحدث معه كل هذا ؟

ربما من يعرف ! وربما لا'لكان الآن يعيش حياة هادئة جدا مع عائلته مع والده وأخيه وأمه .. أو ربما حصل على زوجة صغيرة هادئة ..

بعد كل شيء .. أكثر خطوة غباء وحمقا في حياته هي موافقة أمه على تزويجه !

لم يرد أن يرى أحدا فدخل مسرعا نحو مكتبه' ملاحظا أثاثه البسيط الجديد' لحظات فقط حتى دخل كاسر خلفه مغلقا الباب'متجها بخطوات حازمة ليقف أمام مكتبه

سلسلة لاجئون للحب , الجزء الأول ( حقيقة أم خيال )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن