المتملك و القوية

39 : الحياة الزوجية

الهروب قسمان قسم يشعرك بالراحة وقسم يشعرك بالذنب .

ركضت فتاة صغيرة نحو نور التي سرعان ما جلست أمامها ... قالت الطفلة والجميع يسمع ذلك بينما أمير ينظر لنور بحقدٍ وحزن :

- نور ... انتِ غبية ... انتِ بلهاء ... انتِ مختلة عقلياً ..

ليكملا الاثنتان بنفس الوقت :

- هل العدوى أصابتك مني ؟

انهمرت دموع نور لتقول :

- شذى أين هي ؟

اشارت بأصبعها لبوابة القاعة .... نهضت ويديها ترتجفان ثواني ثم همست :

- ميساء !

كانت تراقب ميساء التي تحمل باقة كبيرة من الورود وتتقدم نحوها وقفت أمامها لتقول ميساء ممازحة :

- هل وزعتم قالب الحلوى على المدعوين وفاتني ذلك ؟

قالت نور بانفعال :
- مجنونة .

ثم عانقتها بقوة وسط بكائها ابتعدت وهي تقول بسرعة وبكاء :

- لقد بحثتُ عنكِ ، موظفون المشفى لم يقولوا لي أي معلومة ومنزلك فارغ ... ذهبت للحديقة التي دائماً نقضي وقتنا بها ... ولكنكِ اختفيتي اتصلت بكِ كثيراً .

قالت وهي تضحك :
- اعلم اتصلتي على الأقل خمسمئة مرة وعلى والدتي ثلاثمئة .

- اين كنتِ ؟

اقترب أمير مقاطعاً :

- الناس تشاهدكم اعتقد انه من الأفضل ان تذهبا لغرفة الملابس وتتحدثان ... انا سأخرج لكي أُدخن .

اومأت ميساء موافقة لتعلن منسقة الحفلة عن ساحة الرقص مفتوحة لمن يريد ... ولكن نور لحقت أمير قبل خروجه ... أمسكت بيده لينظر لها ... قالت بحزن :

- أمير ... ما بك ؟

اجاب وهو يخرج سيجارته :

- لا شيء ... فقط أسأت الفهم .

- هل كنت تعتقد أنني أردت الهروب ... انظر انتَ أكثر شخص يعرف حالتي عندما كانت ميساء بالمستشفى ... اخترتك انتَ من بينهم جميعاً وعندما تصرفت معي بفظة ذهبت لمنزل جدتي وكانت حالتي أسوء ... شيءٌ طبيعي أنني حين أرى شذى تلك الطفلة التي كانت تعتني بها ميساء موجودة وهذا يعني انها برفقة ميساء .... أرجوك لا تنزعج مني لأنني كنت فعلاً تحت تأثير الصدمة .

نظرت حولها ثم طبعت قبلة سريعة على وجنته ثم اخذت السيجارة من يده وهمست بجانب اذنه :

- لا تشرب السجائر أبداً .

وابتعدت نحو غرفة الملابس تتحدث مع ميساء ... ابتسم وهو يراها تركض بفستانها الأبيض ... خرج وجلس مع أصدقائه رغم انه بحث عن عُمر ولكنه لم يجده .

بينما نور رمت الكعب العالي جانباً ثم عانقت ميساء مرة أخرى وقالت :

- اعتذر ولكن عندما اختفيتي لم أجد لكِ أثر ووالدي يكره الخطبة الطويلة وأصبح يصر على تقريب موعد الزفاف بعد أن علم أنني قضيت ليلة في منزله ليلة الثلوج .... ولكن قولي لي ماذا حصل ؟ كيفَ عُمر ؟