ف٦

32 6 0
                                    

في هذه الاوقات كانت جاكلين تنتظر بشدة وتتخيل نفسها ملكة على عرش الملوك تلبس ثيابا من حرير واغلى اكسسوارات العالم وكل النساء تعمل عندها فواحدة تطبخ والاخرى تغسل واسيا تسرح شعرها وميرا تضع لها مكياج.
كان كل ذلك حلم والواقع ان جاكلين فقيرة تجلس على كرسي الانتظار وتتامل اليوم الذي تصبح فيه ثرية ، وبينما هي كذلك حتى دخلت عليها جارتها اسيا وبدات تتحدث اليها...
اسيا.. ما هذا يا جاكلين لقد انفضحتم في المدينة الناس تقول ان يعقوب قد مات وجاكلين لا تريد اخبار  احد وقالو ايضا انك تضربين ميرا وتعاقبينها بشدة.
كانت الاخبار تنتشر في المدينة وامر عائلة يعقوب السالمي تنتشر في كل مكان فانزعجت جاكلين كثيرا وطردت اسيا من منزلها ونهرتها و امرتها ان لا تزورها ثانية .
كانت جاكلين تفكر في امر النقود ولا يهمها امر ميرا ولا امر يعقوب ولا امر محمد حتى انها نسيت امها وكل من يعنيها وبقيت تفكر في المال وحسب.
ومرت ال6 ايام ويعقوب على عش الخفاش والفراشة يرعى اليرقات ومحمد يعيش وحيدا في ذلك المنزل ، كان يعقوب قد اعتاد على اليرقات واحبهم كثيرا كثيرا وحانت لحظة العمر لليرقات وتحولوا واحدة تلو الاخرى الى فراشات جميلة تبعث السرور في اعين الناظرين
وطارت الفراشات بروعة وهي تشكل اشكال هندسية في السماء وكان يعقوب ينظر اليهن باعجاب كما لو انه والدهن ، وبعد ثواني جاءته الفراشة و الخفاش وشكراه على معروفه بحركات وايماءات واضحة واعطوه مفتاح الكنز ، ففرح كثيرا وشعر بسعادة لا توصف كما انه حزن في الوقت نفسه انه سيترك الفراشات ويرحل .
ووقفت الفراشات في صف و وودعنه وحدة تلو الاخرى ولما جاء دور الاخيرة عانقته بشدة كاخوتها ثم قرصته على يده حتى جعلت به شامة تشبه شكل اليقطين، فاحتار يعقوب عن سبب هذا التصرف ولكنه تجاهل ذلك واكمل طريقه مغادرا نحو محمد.
و وصل يعقوب الى محمد وعانقا بعضهما واستقبله محمد في منزل الغيمة وحكوا لبعضهما كل ماحدث وبقيا ينتظران الغيمة فربما تاتيهما بخبر جديد عن الكنز.
وفي الغد خرج يعقوب منتظرا قدوم الغيمة ، حتى راها قادمة نحوه ففرح كثيرا واستقبلها ثم بدا يسالها عن الوجهة التالية ، فقالت الغيمة .. لم تبقى امامكما سوى مرحلتين وتنتهيان من هذه المشاكل التي حلت بكم كي تحصلوا على الكنز ، وجهتكم التالية ستكون نحو عالم اليقطين وهذا المكان يقع في نهاية هذا الطريق ولكن يجب ان لا تنسوا كلمات اللغز ويجب ان تتفقا جيدا .
سمع محمد كلام الغيمة وذهب ليحضر امتعتهما كي ينطلقا الى عالم اليقطين.
وانطلقا وهما يمشيان على طريق مستقيم وعندما قطعوا جزء منه و اخذوا من التعب ما يكفي لجلوس ، ارتاحا تحت احدى شجرات الزيتون المتواجدة وبدا يتسالان عما سيحدث في هذه المرحلة وكيف سيتعبان ويصعب الامر اكثر من ذلك.
فجاة ... لم يلبث عن الحديث دقائق حتى سقطت حبة زيتون على ظهر محمد واخرى على راس يعقوب رفع الرجلان راسيهما فرايا ان شجرة الزيتون ايضا تملك وجه كالبشر ثم بدات تصرخ وتنادي ... المجرمان المجرمان تعالين يا شجرات الغابة الخضراء .
لم يفهم الرجلان سبب صراخ الشجرة ونهظا من مكانهما وهما ينظران اليها بتساؤل.
قطعت شجرة الزيتون تساؤلهما ثم سالتهما عن سبب مجيئهما فحكيا لها الحكاية.
وكانت كل اشجار الغابة تستمع الى القصة بامعان ثم توقف محمد عن قص الحكايةوسال شجرة الزيتون عن سبب صراخها واتهامهما بالسرقة فقالت الشجرة.. كل الامر ان هناك عصفور صغير مر من هنا واخبرنا ان هناك مجرمان سيمران من هنا وكنا نظن انكما انتما المجرمان ولكن عندما راينا الشامة التي على يد السيد يعقوب تاكدنا من انكما صديقا الغيمة السوداء.
وهنا فهم يعقوب ومحمد ان الغيمة قد اوصت شجرات الغابة عليهما فاطمان قلباهما وشعرا براحة كبيرة.

وبعد مرور ساعة واصلا مسيرتيهما ومشيا على الطريق المستقيم وكانت كل اشجار الغابة تحميهما وتسلم عليهما عند المرور وبعد مرور زمن وصل يعقوب ومحمد الى غابة اليقطين وانبهرا من غرابة المكان، كل شيء لونه برتقالي ويقطين منتشر في كل مكان واناس يرتدون قبعات على شكل يقطين كان هذا من اغرب الامور التي شاهداها بينما كان اصحاب ذلك المكان اقزام صغار لا يصل حجمهم الى حجم طفل في العاشرة من عمره.
مد يعقوب يده كي يفتح الباب الزجاجي الجميل ويدخل الى عالم اليقطين ولكن احدى الشجرات نادته بقوة وسحبته الى عندها ثم قالت له ...
انا ام الاشجار هنا يا يعقوب ويا محمد وانا كنت انتظر قدومكما منذ زمن .
احتار يعقوب وسالها عن السبب .. فاجابته.. انتما يا يعقوب ستنقذان غابة اليقطين و هذا ما تقوله الاسطورة ، ان هناك رجلان احدهما من بغداد والاخر من حلب سوف ينقذان غابة اليقطين من الاختفاء الذي سيحل بها ، وسوف ياخذان الكنز العظيم ولكن يجب ان يسافرا الى اي بلد يريدانه فور عودتهما الى منزلهما والا سوف تحل عليهما لعنه الساحرة.
احتار الصديقان في هذا الكلام وطلبا منها ان توضح اكثر .
فاجابتهم بهدوء... منذ اعوام كانت هناك  ساحرة شريرة تريد ان تملك غابة اليقطين ولكن سكان الغابة ابوا ولم يرضوا بفعل ذلك وطردوها وعينوا شخصا اخر كملك على غابة اليقطين ولكن الساحرة غظبت كثير فقامت بلعنة اهل غابة اليقطين وتمثلت لعنتها في سحر الى الابد تسبب في جعل سكان الغابة اقزام مخيفون كالاشباح  ولم تكتفي بذلك بل جعلت وعدا ان غابة اليقطين سوف تختفي من الوجود عندما تموت شجرة منها وكانت هذه الشجرة هي انا يا يعقوب ان متت انا فسوف تختفي هذه الغابة للابد ويختفي اهلها ايضا وكما ترون لقد تعبت وذبلت اغصاني ويجب ان تنقذوا الغابة قبل الهلاك .
زادت حيرة يعقوب ومحمد وسالاها كيف يستطيعان المساعدة فاجابتهم بحزن.. يجب على احدكما ان يرعاني وهو محمد كي لا اموت قبل ان ينفذ يعقوب المهمة. ويجب على يعقوب ان يدخل ويذهب الى قصر الساحرة وعليه ان ياخذ التعويذة التي ترجع كل شيء لطبيعته ولكن لا تنسى اللغز ولا تنسى ان تتغلب على شهواتك وتذكر يجب ان لا تاخذ معك اي شيء من بيت الساحرة فان خرج شيء من هناك فسوف تموت انت و محمد.

بقي محمد مع الشجرة كي يرعااها واستعد يعقوب لدخول القرية اليقطينية وفتح الباب الزجاجي وقلبه مليء بالفضول وما ان دخل حتى هجم عليه اهل القرية ورغم انهم اقزام الا انهم اقوياء فحكى لهم القصة ففهموا واعتذروا منه وادخلوه بترحيب.
حمل يعقوب امتعته واتجه نحوقصر الساحرة مباشرة.
ودخل .....

اساطير القدر ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن