وبعد ان طلبوا المساعدة من السيد نعيم ، وبخهم وسالهم لما لم يخبروه من قبل فشرحوا له كل شيء واخبروه بان هذا من حق ميرا وهي يجب ان تسترد حقها الماخوذ.
فتفهم نعيم القصة وبدا يسال عن اطراف الحكاية ، وبعد ساعات من التحقيق فهم نعيم القصة وعلم ان ميرا وفارس متورطان داخل لغز محير ، فاتصل بجاكلين وكان قد اخذ رقمها من عند اسيا ، وتكلم معها وسالها ان كانت الخريطة القديمة التي وجدها يعقوب مازالت معها ، فاخبرتهم جاكلين ان الخريطة عندها وانها تزوجت برجل حلبي ورجعت للعيش في حلب مرة اخرى وطلبت منهم القدوم الى مكان معين كي تعطي الخريطة لميرا.
والتقت ميرا بجاكلين وسلمتها الخريطة ، لكن جاكلين حاولت ان تفهم ما الذي يحصل ، فتجاهلتها ميرا ولم ترضى بقول اي شيء لها .
اخذت ميرا الخريطة للسيد نعيم وبدا يفحصها ويترجم عباراتها وقد استدعوا محمد، معهم لانه يستطع افادتهم وبعد زمن قصير استطاع نعيم فهم كل جزء من الخريطة وفهم ما قد كتب عليها فقد كانت هناك كتابة بخط صغير جدا اسفل الورقة لم يلاحظها المترجم الذي ذهب اليه يعقوب منذ زمن.
فطلبت ميرا منه ان يوضح لها ما كتب على الرسالة فقال لها : لقد كتب هنا يا ابنتي يجب عليكما السفر والا سوف تحل لعنة الساحرة البيضاء عليكما.
فالتفت الجميع الى محمد وقد عم الصمت ارجاء المكان وعرفوا ان الامر ليس سهلا .
وهنا تذكر محمد كلام الفراشة ليعقوب وكلام الغيمة والفراشة فقد كانو يوصون بالسفر مباشرة وكرروا كلامهم كثيرا لكنهما نسيا فعل ذلك وتجاهلوا الامر.
وحكى لهم ما تذكر ، فضرب نعيم راسه بشدة ، ونظر الى محمد نظرة حصرة واخبره بانه لو سافر هو ويعقوب لما حل بهما كل ذلك فقد اخذت اللعنة مالهما وقتلت يعقوب و اصابت محمد بشلل تام.
فحزن الجميع وعرفوا عاقبة تجاهل ادق الاشياء وبحثوا عن حل ولكن ما من جدوى فربما يشفى العليل ولكن مستحيل ان يحيى الميت.
ومرت الايام وقد نسيت ميرا كل ما حصل معها وبقيت تعيش حياة جميلة مع فارس ، وتكفلت بعلاج محمد فشفي من مرضه وبقي مدينا لها بحياته فقرر ان يكون سائق السيارة الخاص بها كونه لا يملك عملا.
ثم مضت اسابيع و اسعدت ميرا كل افراد الاسرة بخبر حملها وامتلات الحياة بالبهجة والسعادة ، وانجبت صغيرتها بعد اشهر وقد سمتها فرح كي تعيش دائما حياة سعيدة وتبقى فرحة رغم ظروف الحياة القاسية.
ومرت الايام هكذا ولا يعلم احد ما الذي ستلقاه فرح في حياتها فقد ملات المنزل باصوات الضحك اللانهائية.
ومرت الايام واكتملت فرحة مييرا وانستها فرح كل حزنها و متاعبها ، كما كان فارس سعيدا جدا بابنته وكان ياخذهم كل يوم في نزهات ورحلات ممتعة ، الى ان كبرت فرح واصبحت تبلغ الثانية عشر من عمرها ، وبدات فرح تقوم بخطواتها الاولى نحو الحياة وكانت هذه الخطوات كنز قيم بالنسبة لفارس وميرا ، وحتى نعيم واسيا كانوا يستمتعون برؤية ابنهم فارس سعيد مع ميرا و فرح ويدعون لهم بالسعادة الدائمة.ذات يوم كانت ميرا مستعدة لاخذ فرح الى طبيب الاطفال ، فقد اصيبت بحمى وارتفعت حرارتها كثيرا ، فجهز فارس السيارة وبقي ينتظر ميرا ، الى ان نزلت مع فرح ، وركبا السيارة .
وعندما وصلوا الى الطبيب فحص فرح وخبرهم ان يأخذوها الى المستشفى بسرعة لان حرارتها غير طبيعية.
ارتعب فارس و شعرت ميرا بخوف شديد على فرح ونقلاها الى المستشفى بسرعة قصوى .
وبقيت فرح في المستشفى يومين والاطباء يعجزون عن اخفاض درجة حرارتها الغير طبيعية .
كانت ميرا حزينة دوما على حال ابنتها فرح فطلبت من زوجها فارس ان يجد اها مستشفى اخر فهم اغنياء ويستطيعون ان ياخذوها الى مستشفى احسن .
فبدا فارس يبحث عن مستشفى بمستوى احسن ، فبحث و سال كل معارفه ، وعندما سال صديقه المقرب اخبره بانه يوجد مستشفى ممتاز في الهند ، عالج امراة مفرطة السمنه وفتاة اصيبت بهزال قوي والكثير من الامراض الخطيرة .
فاخبر فارس ميرا بهذا الخبر وقرروا اخذ فرح الى الهند من اجل العلاج.
وسافرت الاسرة الصغيرة الى الهند لعلاج فرح ، فالغريب في مرضها هو ان حرارتها لا تنزل ابدا عن الخامسة والاربعين درجة .
وما ان وصلوا الى الهند واستقروا في فندق ، اسرعوا باخذ فرح الى المستشفى المذكور وبقيت الصغيرة تتعالج هناك لعدة ايام.
وبعد مرور يومين ، بدات ميرا تحس ان حرارة فرح بدات تتعدل ولكن حالتها تزداد سوء فقد اصبحت الفتاة الصغيرة تنادي وتتكلم دون سبب وتقول اشياء غريبة في نومها.
اخبرت ميرا فارس بما لاحظته ولكنه اخبرها ان المفيد في القصة هو ان فرح بدات تتعالج وحرارتها في نقص ملحوظ.ولكن ميرا بقيت قلقة وخشيت ان تصاب ابنتها بمكروه يجعلها تفقد اعصابها.
وعندما انهت ميرا حديثهها مع فارس ذهبت لتطمان على فرح وما ان نظرت الى سريرها حتى وجدته فارغا فصاحت باعلى صوت وهي تنادي بنيتي بنيتي اين انت ،
وهم كل من في المستشفى يبحثون عن فرح ، وميرا تجري ودموعها قد صنعت جسرا مائيا على خدها .
وفي الاخير وجدت ميرا ابنتها في حديقة المستشفى تلهو وتلعب مع الفراشات فابتسمت واعتذرت من الناس الذين بحثوا معها ، ثم اتجهت نحوها وحدثتها..
ميرا .. اين ذهبت يا فرح لقد بحثت عنك كثيرا.
فرح.. اسفة يا امي ولكن الفراشة طلبتني فذهبت معها.
ميرا.. هههه حسنا يا فرح كفانا خيالا اليوم فلندخل الى المستشفى الان.
وبعد كل هذا لاحظت ميرا ان فرح تحسنت وانهم يجب ان يرجعوا الى حلب لمنزلهم وعائلتهم .
فتناقشت مع فارس واتفقوا على العودة الى المنزل في الغد.