حتى رات والدها يسبح في دمه فجرت اليه وبدات تصرخ بقوة وتنادي على الجيران،، ساعدوني ساعدوني..
فجاء الجيران صفوفا الى منزل يعقوب ودخلوا الى منزل كي يساعدوا ميرا ، فحمل نعيم واسيا جاكلين الى المستشفى وهي في حالة سيئة جدا.
ثم جاء زوج جارتهم حنان وحمل يعقوب وقد تلطخ قميصه بالدماء وذهبوا الى المستشفى بسرعة فائقة وحملوا معهم ميرا.
وجلسوا على كراسي الانتظار وهم ينتظرون خبرا من الطبيب عن حالة جاكلين ويعقوب،
فخرج طبيب جاكلين وهو سعيد واخبرهم ان جرحها لم يكن عميق وان حالتها اصبحت جيدة الان.
فرح الجيران بهذا الخبر، ولكن ميرا لم تكن تفكر سوى بوالدها الذي كان بحالة سيئة جدا.
وبعد ساعات من عملية يعقوب خرج الطبيب متجها نحو ميرا و وضع يده على كتفها وقد نزلت دموعه الساخنه عليها ودون ان ينطق الطبيب اي كلمة عرفت ميرا ان والدها توفي وانه انتقل الى جوار ربه المنان.وبعد ايام مرت مراسم الجنازة وقد اصيبت ميرا بحزن شديد ، فلا تخرج من غرفتها ولا تاكل شيء .وقد امتلا المنزل بالجيران الذين يواسون جاكلين وميرا وبينما هم يبكون على وفاة يعقوب كانت جاكلين حزينة اكثر على فقدان كل تلك الاموال ، وعلى الثروة التي كانت تعيش بها قبل الجريمة.
وهم في تلك الحال رن الهاتف فحملته جاكلين وتحدثت مع المتصل، ثم وضعت الهاتف وازدادت حالتها سوءا وانهارت.
بدات الجارات تسالنها عن المكالمة فاخبرتهم ان صديق يعقوب ومالك هذا المنزل الذي تعيش فيه هو المتصل، وقد امرهم بالخروج من المنزل لان ميرا شفيت من مرضها وهذا هو الشرط الذي كان شرطه من قبل.
فسمعت ميرا كلام جاكلين وحزنت كثيرا . وبعد يومين حملتا اغراضهما وخرجتا من المنزل كالمتسولات، لم يستطع اي جار المساعدة في هذا الموضوع ولكن نعيم وجارته اسيا قدموا حلا صغيرا وطلبوا من ميرا ان تتزوج من ابنهم فارس كي تجد مسكنا تعيش فيه .
فكرت ميرا قليلا ولكنها تذكرت ان جاكلين هي التي اخذتها الى الطبيب وهي من تسببت في شفائها فرفضت هذا الحل ، وواصلت طريقها نحو المجهول مع زوجة ابيها وبين يديها حقائب مليئة بالثياب والاشياء القديمة.
واثناء هذه الايام قررت جاكلين كشف السر الذي غير كل حياتهم واخبرت ميرا بان والدها وجد كنزا ولم تشرح لها التفاصيل فانزعجت ميرا كثيرا واحتارت كيف اخفى والدها عنها هذا السر ولم يخبرها ولكنها سلمت امرها لله وانهت.
وبعد مرور ايام و جاكلين تعيش مع ميرا في الشوارع ، فتارة ينامون على رواق عمارة ، وتارة على ابواب المتاجر ، وكانت حياتهم سيئة جدا فلم تستطع جاكلين المقاومة مما جعلها تسافر الى امها نحو الكويت وهي تعلم ان امها قد رمتها في الشوارع وتركتها من اجل المال.
حزنت ميرا كثيرا لان جاكلين تركتها في منتصف الطريق ورحلت وشعرت بخيبة امل كبيرة جعلتها تعود الى منزل نعيم واسيا وتقبل عرض الزواج بفارس.
كان فارس سعيد جدا بهذا القرار فقد كانت ميرا فتاة عاقلة وجميلة وذكية ، ولكن ميرا كانت حزينة بعض الشيء لان والدها لم يعش الى تلك اللحظة التي يرى فيها ابنته عروس..
ومر زفافهما وتزوج فارس بميرا وبقيا يعيشان مع بعضهما في منزل السيد نعيم ، وكانت علاقة ميرا باسيا علاقة جميلة جدا وكانت تحبها كما تحب امها.
ومرت ايام على زواج ميرا وابتسمت لها الحياة بعيشة هنية وغنية وامتلا قلبها باصوات الضحك اللانهائية ، ولكنها كانت دائما تفكر بوالدها وتتمنى لو انه يعود للعيش معها ، وذات يوم فكرت ميرا في من يكون السارق الذي قتل والدها واخذ مالها فتذكرت الرسالة التي وضعت على الطاولة والتي لم تقراها من كثر خوفها على والدها .
فذهبت الى منزل صديق يعقوب وهو المنزل الذي حصلت فيه الجريمة ودقت الباب، ففتح صديق يعقوب الباب وسلمت عليه ميرا فرحب بها وادخلها المنزل.
ناصر صديق يعقوب : مرحبا يا صغيرتي ميرا ، ما الذي اتى بك الى هنا وان كنتي ستقولين لي اريدك ان تعطيني المنزل كي اعيش فيه مع جاكلين ايام فقط فانا لا اقبل بتاتا.
ميرا: ههه لا يا عمي لن اطلب منك المنزل فانا ارى انك غادرت بغداد وانتقلت الى العيش هنا في هذا المنزل، ولكني اريد ان اسالك ان كنت قد رايت رسالة موضوعة على الطاولة هنا .
ناصر:ااه نعم يا ابنتي رسالة صغيرة تركت هنا يوم الحادث ، والله انا لم افتحه يا ابنتي تركته لك لاني اعلم اني ستاتين هاهو .
وفتحت ميرا الرسالة وقراتها...
