ف٨

16 6 0
                                    

في اليوم التالي ذهبت ميرا الى بيت الجيران وجلست مع السيدة اسيا يتحاورون ويتبادلون الحديث وقد كانت اسيا طيبة القلب مع ميرا وكانت تحبها كما تحب ابنها فارس على عكس ما كانت عليه مع جاكلين ، فقد كانت تكرهها وتحس انها زوجة اب سيئة وذات قلب اسود.
ثم وصل السيد نعيم الى منزله وجلس بجانب ميرا وزوجته اسيا وبدا يتحدثان مع ميرا ، فاحباها كثيرا واعتباراها كابنتهما خاصة بعد ان لاحظا ان والدها لا يهتم بها على اتم وجه.
بعد مرور ايام لاحظ اهل القرية بان جاكلين تملك اكسسورات غريبة وكثيرة وهذا لا يوضح انها فقيرة وتعيش بمنزل صديق يعقوب ، ولم يلبثوا ايام على طلبهم الطعام والماء حتى لاحظوا ان يعقوب قد اشترى سيارة باهظة الثمن ، فاحتار اهل القرية وتوافدوا على منزل جاكلين ويعقوب فاستضافتهم الاسرة في الصالة.
وبينما هم يتبادلون اطراف الكلام كانت ميرا تجلس في غرفتها وهي لا تعلم شيء عن ما يحصل في منزلها وفجاة خرجت ميرا من غرفتها وهي لا تدري بوجود الجيران في منزلها وجااكلين تستعرض ثيابها المولوكية و اكسسواراتها الجذابة وبينما هي تطرق بعصاها على الارض حست الجارة حنان بقدومها فبدات تمعن النظر فيها كي ترى ان كانت ذهبت للطبيب ام لا ولكنها انبهرت لحالة ميرا التي لازالت ترتدي ثياب الفقيرة و جسمها ممتلئ بالندوبات والبقع السوداء كما ان حالتها لم تتحسن بل ازدادت سوءا.
تاسفت حنان لحالة ميرا وعرفت ان جاكلين و يعقوب  قد اخفيا امر المال عن ابنتهم ميرا ، لكنها لم تتحمل وبعد لحظة نطقت وقالت..
حنان.. ماذا يجري يا عزيزتي جاكلين الم تعالجو ميرا من مرضها بعد انظري انها في حالة يرثى لها ، هل تتركون فتاة عمياء تتكلم فقط كي تتمتعوا بالثروة.جاكلين ... لا لا يا جارتي نحن كنا سنعالجها  ..
ولم تكمل جاكلين كلامها حتى اوقفتها الجارات ووجدن فرصة كي يزعجنها بما انهن يكرهنها كثيرا وبدات الانتقادات والتوبيخات تنهال على جاكلين وهي تجلس محتارة لا تدري كيف تجيب.
ولصدفة ذلك كانت جاكلين قد استمعت كل كلام الجيران وفهمت ان والدها وجاكلين يتمتعان بحياة الثراء بينما كانت هي تجلس في غرفتها السوداء بين جدران الفقر.
وبينما هن كذلك والمنزل مكتض بالناس دخلت ميرا عليهم وصرخت باقوى صوت لديها وطلبت منهم ان يهدؤوا ولا يتحدثوا عن ما لايخصهم وقالت..لم تتدخلون في اشياء لا تهمكم يا نساء ، الخالة جاكلين تقول الصدق انا لم اتعالج لان العلاج يتطلب وقتا ، كي ساشفى في وقت فصير . انتم لا تعلمون ما اعانيه انا لا ارى شيء انا لا اعلم شكل منزلي اوحتى شكل زوجة ابي. لذا من فضلكم اخرجوا من هنا ولا تزعجونا ، لما تفسدون فرحتنا لما تحبون اصوات الضحك التي في قلوبنا.
فهم الجيران ان علاقة جاكلين وميرا جيدة جدا حسب كلام ميرا وخرجوا من المنزل وهم يعتذرون منهما ، جلست ميرا على احدى الكراسي المصفوفة وبدا تبكي وتخرج دموعا كئيبة من عينان مغمضتان ، فنظرت لها جاكلين نظرة خجل ثم شكرتها على المساعدة التي قامت بها ووعدتها انها ستعالجها مقابل تصرفها اللبق .
ولكن رغم ذلك بقيت ميرا غاضبة من والدها فهي لا يهمها امر جاكلين بتاتا لانها تعلم ان جاكلين لا تحبها وتحب والدها انما تحب المال فقط.
وعاد يعقوب الى المنزل وقد علم بما صار في منزله ، فدخل الى غرفة ميرا واعتذر منها وهو يبكي بحرقة قلب فبدات ميرا ايضا بالبكاء وبقيت تساله من اين احضر المال ولما اخفى عنها  ولامته كثيرا وقالت له انه يفضل المال على ابنته ، وامتلا هذا الجو العاطفي بالدموع واكتملت صورة اب يبكي عند قدمي ابنته العمياء التي لا تعلم شيء عما يخفيه والدها من اسرار.
في الصباح الباكر قررت جاكلين ان تاخذ ميرا الى طبيب العيون وذلك جزاء لما فعلته الفتاة من اجلها وتجنبا للاشاعات ، فاخذتها فعلا ولكنها لم تسال يعقوب ولم تاخذ رايه في الموضوع وبقيا عند الطبيب يستفسران عن حالة ميرا فاخبرها الطبيب ان ميرا تعاني من العمى جراء ظغط نفسي كبير وانه لا يوجد مشكل اخر يعرقل طريق ميرا نحو الشفاء فقام الطبيب باعطائها دواء للعيون ورغم انه كان باهظ الثمن الا ان جاكلين دفعته لما كانت تملكه من اموال واكسسوارات.
ورجعت ميرا للمنزل مسرورة وقد نسيت كل ما فعله والدها وزوجته ، وكانت تنتظر ان تشفى بفارغ الصبر .
ومرت ايام وحالة ميرا تتحسن خاصة بعد الدعم النفسي الذي قامت به جارتها اسيا ويوم بعد يوم تزداد رؤية ميرا تحسنا . وفي يوم من الايام  رجعت طيور ميرا الى زقزقتها الجميلة وتلونت ايامها واصبحت مفعمة بالحيوية والنشاط، في هذا اليوم رجع لميرا بصرها واصبحت ترى كما يرى كل البشر .
وغمرت سعادة كبيرة هذه العائلة وامتلا المنزل بالفرح حتى جاكلين التي كانت تكره ميرا فرحت كثيرا بشفائها ، ومن شدة السعادة حمل يعقوب ابنته ميرا بين يديه وبدا يركض في حديقة المنزل وميرا سعيدة بجمال المنظر الذي تراه والشعور الذي تحسه والذي مرت سنوات وهي تنتظر هذا اليوم.
ومرت الايام وعادت ميرا الى طبيعتها وعادت لها احلامها بالشهرة ، واصبحت هذه الاسرة غنية جدا وتملك ما لا يملكه اغنى الناس في العالم  وابتسمت لهم الحياة، وبدات ميرا تتجهز للذهاب الى الثانوية واكمال دراستها  فكانت تذهب الى فارس ابن جارهم نعيم وجارتهم اسيا وكان يعلمها كل شيء ويعوضها ما فات عليها من دروس.
في احدى الليالي كانت الاسرة تتجهز للنوم واطفؤوا الانوار وسلموا انفسهم لليلة مليئة بالكوابيس. وبقيت ميرا تسهر الليالي وهي تشكر الله تعالى على نعمته التي اوهبها لها وبينما هي كذلك حتى سمعت صوتا يصدر من غرفة المعيشة ، فخافت ميرا قليلا ولكنها ظنت ان جاكلين هي من تتحرك بين الغرف . ولكن الصوت الغامض تعالى مما جعل ميرا تخرج من غرفتها ، وذهبت الى الغرفة التي يخرج منها الصوت وفجاة ....،.،.

رات ميرا شخصا مقنعا يخرج من خلف الستار وامسكها من يدها وربط لها اطرافها وعينيها وفمها ووضعها على كرسي .
بدات ميرا تصرخ وتنادي  ولكن ما من جدوى  فصوتها لا يصل الى غرفة والدها .
اخذ اللصوص كل الاكسسوارات الغالية الموضوعة في الصالة وفي غرفة ميرا ثم دخلوا الى غرفة يعقوب وجاكلين واصابوهما بالسلاح.
وما ان سمعت ميرا صوت السلاح حتى ارتعبت وبدات تصرخ وتبكي بقوة ولكن ما من جدوى فالرباط الموجود على فمها منعها من الصراخ.
وحمل اللصوص كل الثروة الموجودة في المنزل وقبل ان يخرجوا وضعوا رسالة على الطاولة وهربوا بسرعة.
لم تستطع ميرا ان تفك قيدها وقلبها يخفق في النبضات خوفا على والدها ، ولكن بعد دقائق شعرت ميرا ان احدهم قادم فتمنت ان يكون والدها ، ثم شعرت انه يفك قيدها وفتح لها كل العقدات المربوطة حولها وما ان فتحت عيناها حتى رات جاكلين امامها وهي من فتحت لها قيدها فبدات ميرا تسالها عن والدها ولكنها رات جاكلين تضع تمسك يدها وتبكي بشدة وعندما تعمقت في النظر عرفت ان جاكلين مصابة في يدها وحالتها في شدة السوء .
فصعدت الى غرفة والدها وهي تركض وكل الافكار السيئة تدور في ذهنها، وما ان دخلت الى الغرفة...

اساطير القدر ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن