عندما دخل يعقوب القصر انبهر لجماله و احتار في جمال منزل هذه الساحرة و تقدم الى الامام والخوف يداهم قلبه ومشى في رواق طويل حتى وصل الى اول غرفة في القصر وفتح الباب وتفاجئ في المنظر الذي كان ممزوج بالظلام الحالك و نور الشموع الخافت واستدار الى الخلف فراى طاولة طويلة مليئة بالطعام والشموع ولم يكن هناك احد يجلس عليها وهنا فهم يعقوب انه دخل الى غرفة معيشة و فجاة شعر برغبة الاكل واصبح يتطور جوعا وبدا يتقدم الى الطاولة رويدا رويدا حتى جلس عليها وقد كان فيها طعام شهي وساخن ولم يرتح قليلا حتى وجد نفسه يرتدي محرمة على عنقه ويحمل شوكة ولكنه حاول ان يسيطر على نفسه ويمنعها من الاكل وبدا يقول في نفسه .. لن تغريني هذه الساحرة بالطعام البائس ونهض من الطالة وخرج بسرعة قبل ان تغلبه الشهوة ، ولما وجد يعقوب باب اخر دخل اليه بسرعة كي يبحث عن التعويذة ويتخلص من هذه المهمة .
وما ان دخل الى الغرفة حتى راى احذية كثيرة في كل مكان وملابس لا تعد ولا تحصى نظر يعقوب الى الاحذية فتذكر زوجته جاكلين ثم نظر الى الثياب و تذكر ابنته ميرا ولم تمر ثوان على دخوله حتى وجد نفسه يجمع الثياب والاحذية ولكنه تذكر انه ان حمل شيء فسوف يموت فارجع كل شيء وخرج من هناك وهو يركض بسرعة ، و بخفة صعد يعقوب على الدرج كي يجد نفسه واقفا امام بابين متقابلين وقد كتب على كل واحد فيهما كلمات بخط رقيق فتقدم للباب الاول وكان يكتب عليه كنز الملك يعقوب ، واقترب من الباب الثاني وبدا يقرا وقد كتب عليه ان متت فليس فيك روح الرجال.
احتار يعقوب وبدا الخوف والتوتر يسيطران عليه واحس بشيء ما يدفعه الى الباب الاول فقد احتار في عبارة كنز الملك يعقوب وبدا الطمع يسحبه ومد يداه الى مفتاح الباب الاول وهو يقول في نفسه هذا كنزي الذي اتيت من اجله الى هنا فلاخذه ولاتخلص من هذه المتاهة التي ضعت بها ، ومد يداه رويدا رويدا حتى امسك بالمفتاح وبدا يديره ويديره حتى بدا الباب بالانفتاح.
ولم تبقى الا دورة واحدة كي يفتح باب رزق يعقوب ، وفجاة اغلق يعقوب الباب بسرعة وحس بغلطته وتذكر كلمات الشجرة لا شيء يخرج من القصر سوى التعويذة ثم تذكر كلماتها الاخرى وهي تقول اتبع اللغز ولا تتبع شهواتك ، وهنا اسرع يعقوب الى الباب الثاني الذي اثار فيه الرعب اكثر لما كتب عليه من عبارات يملؤها الموت و القتال وفتح الباب..
فخرج منه نور ساطع يكاد لا يستطيع الرؤية من خلاله وفتح الباب وما ان دخل حتى راى طاولة كبيرة عليها كتاب ضخم مليء بالصفحات فاقترب نحوه وما ان وصل اليه حتى راى امامه سيدة عجوز شعرها ناصع البياض وهي مقيدة بشدة بسلسلة ضخمة لا تستطيع الحراك من خلالها .
خاف يعقوب قليلا ولكنه اطمان لان العجوز مقيدة وبدا يقلب صفحات الكتاب ففتح الكتاب على الصفحة الاولى وما ان فتحه حتى لاحظ ان شعر العجوز عاد الى لونه الاسود كما لو انها شابة وفي هذه الاثناء علم يعقوب انه فتح الكتاب على الصفحة الخاطئة . فقلب الصفحات ثانية وفتح على الصفحة الثانية فتفاجئ بان اسنان العجوز تصلحت واصبحت ناصعة البياض كما لو انها اسنان طفل صغير.
بدا يعقوب يفكر ماذا سيفعل وفجاة تذكر ان اطراف هذه القصة 4 جاكلين و يعقوب ومحمد وميرا ثم تذكر ان ابيات اللغز 4 وتذكر ايضا انه التقى 4 اشياء غريبة وهي الغيمة والشجرات والاقزام والفراشات، ثم انهى تذكره بانه ذهب الى 4 اماكن وهي قمة جبل سمعان وغابة اليقطين وعش الفراش وقصر الساحرة.
فاتكل على الله وقلب صفحات الكتاب الى الصفحة الرابعة وهنا ظهر نور ساطع من الكتاب وتمزقت الورقة فجاة فحملها يعقوب و استعد للخروج من هناك وما التفت حتى وجد الساحرة متجمدة و قد غطاها جليد وغطى على حركتها.
خرج يعقوب من هناك بسرعة وهو يحمل التعويذة بيده وفجاة ما ان خرج حتى وجد ان الدرج قد اختفى ولم يستطع النزول الى الطابق السفلي فقرر ان يقفز وتذكر ان القوة من صفات الرجال وهذا مما في اللغز وقفز وهو يطلب من الله ان يساعده فنجح في ذلك ولكنه شعر بالم كبير في قدميه واسرع وهو اعرج الى باب الخروج فوجد ان الباب قد اغلق باحكام ولم يستطع فتحه باي مفتاح فقرر ان يكسره وبدا يضرب ويضرب حتى انكسر الباب وخرج من القصر و قد اصبح يشعر بالام اكثر في يديه .
وانطلق يعقوب الى ث الاقزام وما ان وصل اليهم حتى ضمدوا جروحة وجبروا كسوره وشكروه على عمله وهم كذلك حتى جاء محمد يركض ويقول اسرع يا يعقوب اسرع ان الشجرة ستموت ، فاسرع يعقوب وبدا يقرا التعويذة وما ان انهاها حتى لاحظ ان الاقزام قد زاد طولهم وعاد حجمهم الى طبيعته ففرح يعقوب كثيرا لانه انقذ اهل القرية وفي هذه اللحظات اسرع احد الرجال وجلب له تاجا من ماس وطلب منه ان يكون ملكهم لكن يعقوب رفض ذلك وطلب منهم ان لا يلحوا في الطلب لان اسرته في انتظاره.
فودعم وخرج من هناك ووجد ان الشجرة في حالة سيئة ، ولكنها حدثتهما واعادت لهما نفس كلام الفراشة وطلبت منهما ان يسافرا فور عودتهما الى المنزل والا سوف تحل عليهما لعنه الساحرة البيضاء . وسرعان ما انهت كلامها حتى ذبلت وماتت ، حزن يعقوب ومحمد عليها كثيرا ولكنهما اسرعا بالخروج من الغابة وقد انهيا المهمة الصعبة بنجاح.
عندما خرجا وجدا الغيمة السوداء بانتظارهما وقد هناتهما واخبرتهما بانهما انهيا مهمتهما على اكمل وجه .
وشكرتهم على مجهوداتهم التي انقذت العالم ودلتهم الى مكان الكنز فاسرعا وذهبا الى المكان وهما متعبان جدا ووصلا الى نقطة اكس التي تعين المكان المحدد وقد كانت الغيمة توصيهما طول الطريق :يجب ان تسافرا سرعان عودتكما الى المنزل.
وبدا بالحفر ، يحفران ويحفران ويحفران باستمرار ودون توقف.
وبعد زمن فتح يعقوب عيناه ووجد نفسه نائما في منزله وكان محمد مستلقيا بجانبه ، شعر يعقوب بخيبة الامل و السوء وظن انه كان يرى حلما طويلا ومليئا بالمغامرات من البحث عن الكنز في قمة جبل سمعان الى غاية انقاذ غابة اليقطين وايجاد مكان الكنز وفتح عيناه ونظر نظرة محيطة بكل الغرفة وما ان اتجه نحو جاكلين حتى راها ترتدي اكسسوارات باهظة وثياب انيقة وكان كل المنزل مليئا بالديكورات غالية الثمن والمال وهنا علم يعقوب ان الغيمة السوداء قد اوصلتهم للمنزل وفرح كثيرا لانه استطاع احضار الكنز بعد شقاء وعناء.
وما ان شعرت جاكلين ان يعقوب قد استفاق حتى عانقته بشدة وقد امتلات عيناها بالدموع والفرحة غمرت قلبها وشكرته لانه استطاع تحقيق حلمها وبدا تطلب منه ان يشتري لها اشياء كثيرة وتطلب وتطلب حتى تذكر يعقوب امر ميرا واسرع الى الهاتف وطلب من محمد ان يتصل بالمجرمين الذين اختطفوا ميرا فاتصلوا بهم وطلبوا منهم ان يحضروا ميرا وسيعطونهم كل اموالهم.
والتقى المجرمون بيعقوب ومحمد وسلموهم ميرا مقابل تاج من ماس باهض الثمن يستطيعون من خلاله شراء المدينة باكملها ، فاحتار المجرمون لغرابة الامر كيف احضروا تاج كهذا في زمن قليل وقد كانوا فقراء لدرجة انهم لا يستطيعون توفير مال الفطور.
ورجعت ميرا للمنزل وقد غمرت السعادة ارجاء المنزل ، فشكر محمد يعقوب لانه سدد ديونه واعطاه مالا يكفي احتياجاته واحتياجات امه وودعا بعضهما وعاد محمد الى منزله وهو سعيد جدا. ولكنهما لم ينتبها لامر اخر وقد نسيا ان يسافران فورا .
ومر زمن ويعقوب يتمتع بحياة الرفاهية ..
جاكلين .. هيا يا يعقوب يجب ان نخفي هذا الكنز المليء بالمجوهرات في مكان ما لا يجده احد ويجب ان لا تعرف ميرا بخبره .
يعقوب ... ماذا ، ماذا تقولين يجب ان تعرف ميرا امر الكنز انها ابنتي ومن حقها ان تتعالج وتتمتع بالثروة.
جاكلين... وماذا عني اليس من حقي التمتع بالمال والاكسسوارات الباهظة ، انا من ساعدتك يا يعقوب وليست ميرا ، انا من اتبعتك وسهرت الليالي وانا افكر في حالك اما ميرا فقد كانت تكتب الابيات في غرفتها وفي رايك عمن كانت تكتب ، لقد كانت تكتب عن امها انها لا تفكر بك اصلا ، وقبل ان تضيع المال على ابنتك تذكر انك ستعالجها وتشتري لها نظرات غالية وستقوم بعمليات وادوية متجددة ثم لا تنسى ابنتك قبل ان تمرض لقد كانت تحب الشهرة والمال وكانت لا تكتفي بصيدك للطيور وبيعها.
تمعن يعقوب في كلام زوجته وفكر كثيرا ثم تذكر ان ابنته قبل ان تصاب بالعمى كانت دائما تخبره بانها تريد ان تكون غنية ومشهورة وتريد اكسسوارات وثياب لا تعد ولا تحصى فقرر ان لا يخبرها بامر الكنز .
وبعد ساعات دخلت ميرا الغرفة وهي تمسك بعصاها ثم جلست بجانب والدها وبدات تساله ، كيف انقذها ومن اين جلب كل ذلك المبلغ للمجرمين وانقذها من الهلاك ،
فبقي يعقوب ساكتا ولم يرد اجابة ابنته واخبرها بانه متعب ويجب ان يذهب كي يرتاح.
كل يوم كانت ميرا تسال والدها نفس السؤال ولكنه يتهرب ولا يجيبها ابدا .ففهمت ميرا ان والدها يخفي عنها شيء ما وربطت الموضوع بكلام جاكلين مع امها حيث قالت ان يعقوب يخفي شيء ما ولا يريد اخبارها ، وبدات الشكوك تدخل في نفس ميرا ومئات الافكار والامور تدور في ذهنها بغموض.
