اسرعت اليه جاكلين وطلبت منه ان يشرح لها فقال.. الامر هو ان هذا المقال به رعب للقارئ ولم يخلو اي بيت منه من كلمة موت وقتال اذا فان الامر خطير ثم قال اتبع الخريطة لا المقال اي انه يجب ان نتبع الطرقات الموجودة في الخريطة دون ان نخاف من كلمات المقال ولكن الشرط الموجود هو ان اذهب لوحدي لانه قال انني ان متت فليس بي صفة الرجال وانت امراة حتما سوف تموتين.
توضح كل شيء بعقل جالين وخافت وتوترت كثيرا وطلبت منه ان لا يخبر ميرا بشيء كي لا تخاف و لكن غايتها كانت المال وليس راحة ميرا بتاتا.
وبعد يوم نسيت ميرا ماكانت تشك فيه والتهت بتعلمها الكتابة وهي عمياء وقام يعقوب بشراء عدة كي يستعملها في البحث عن الكنز اما جاكلين فقد كانت تنوي الذهاب معك كثيرا ليس من باب الاطمئنان عليه وانما من باب الطمع وكي لا يسرف يعقوب ماله لوحده قررت جاكلين الذهاب معه فعلا .
جاء اليوم المعزوم وتجهز يعقوب للذهاب ولم يكن يعلم ان جاكلين تنوي الذهاب معه فركب حافلة في الطريق وانطلق الى موقع الانطلاق.
وصل يعقوب الى جبل سمعان وجلس قليلا على الارض كي يرتاح ولكنه تفاجئ بوجود جاكلين بجانبه حيث كانت تترقبه ،وحينما راها امامه نهرها ووبخها كثيرا خوفا على حياتها المهددة بالخطر ولكنه هدا بعد حين وجلس يفكر ثم قرر ان ينطلق ونظرا معا الى الخريطة فوجدا ان عليهم تسلق جبل سمعان وعلى قمته سيجدان شيء يساعدهما تلى وجود الكنز .
بدا يعقوب يتسلق الجبل فحاول مرارا وتكرارا ولكنه لم يفلح فبدات جاكلين تحفزه وتذكره بصغيرته ميرا التي تنتظره في المنزل فحاول يعقوب الصعود رويدا رويدا حتى استطاع النجاح هذه المرة وبعد زمن وصل الى قمة الجبل ووجد هناك اشجار واعشاب كثيرة فقد وصل الى مكان شاهق لا يذهب اليه البشر دوما.
بدا يعقوب يبحث عن دليل ما بينما كانت جاكلين تنتظره في الاسفل بفارغ الصبر ، وغابت الشمس وبدا خيط الليل يستمر في الظهور فشعرت جاكلين بشيء من الخوف اسفل الجبل خاصة ان يعقوب قد تاخر ولا يوجد له اثر.
عندما اسودت السماء وطلت النجوم ، رجعت جاكلين الى المنزل مسرعة ودخلت وهي تبكي بصوت خافت ثم دخلت لغرفتها واغلقت الباب وظنت ان يعقوب قد حصل له مكروه هناك حسب ما ذكر في الخريطة ، الموت حتمي لا محال.
سمعت ميرا صوت جاكلين فبحثت عن مصدر صوتها و بدات تطرق الباب بخفة وتنادي بصوت حنون،، والدي اين انت ، هل انت هنا .
لم ترد جاكلين على ميرا وبقيت صامته ، فخافت ميرا كثيرا وخلدت الى النوم بسرعة وقد امتلا ذهنها بالافكار.
في الصباح الباكر خرجت جاكلين من المنزل واتجهت نحو جبل سمعان اين يوجد يعقوب ووقفت امام الجبل وهي تنادي باعلى صوت وكلما ازداد الصدى ازدادت معه نبظات قلب جاكلين ،،،،
وفجاة...
مسك شيء ما جاكلين من كتفها فارتعبت المراة وبدا تدعو الله ان يكون هذا يعقوب والتفتت ببطء وهي تنظر الى الارض وفجاة وما ان فتحت عيناها حتى وجدت نفسها تعانق يعقوب وتساله عن حاله .
جاكلين.. كيف حالك يا زوجي ما الذي حصل لك اخبرني.
يعقوب.. لا شيء يا عزيزتي صعدت الجبل ولم اجد اي علامة تدل على الكنز اظن ان هذا هراء ولا يوجد كنز او ماشابه
حزنت جاكلين كثيرا وتمنت لو ان يعقوب مات خيرا من ان ياتيها بخبر كهذا ورجعوا الى منزلهم حيث تركوا ميرا وحيدة وما ان وصلو حتى ........لم يجدوا ميرا في المنزل ، وانبثق الرعب في قلب يعقوب خوفا على ابنته وبدؤوا يبحثون عنها في ارجاء المكان وبعد دقائق دق باب المنزل ففتح يعقوب الباب بسرعة وتمنى ان يجد ابنته في الباب وما ان فتح حتى وجد رجلا ينزف دما وقد امتلا جسمه بالجروح والندبات ، فادخله يعقوب الى المنزل وبدا يساله اسئلة كثير حتى اجابه الرجل قائلا..
انا محمد رجل فقير جدا وليس لي مال ، وامي مريضة جدا ولما رايتها كذلك اخذت سلفة من احد الرجال الاغنياء الذين اعرفهم ولم اكن اعلم بانه مافيا واشتريت الدواء لامي ومضت ايام وانا اعمل واتعب ولم استطع توفير مال يكفي كي ارجعه فذهب الى الرجل الذي استدنت منه واعطيته كل ما لدي من مال ولم يكفي فطلبت منهم ان ادفع لهم بالقسط ولم يقبلوا فاعطوني مهلة ليومين ولكني للاسف لم اجمع شيئا ولم احصل على عمل حتى فاصبحوا يترقبونني في الشارع وما ان شعرت بانهم خلفي حتى جريت بسرعة وهربت وبقوا يلاحقونني كالاسد الجائع وانا على تلك الحال حتى رايت فتاة عمياء تمشي بعصا على الطريق وكادت شاحنه عملاقة ان تدفعها بقوة خارج الطريق وتصدمها فجريت نحوها وانقذتها وبقيت اسالها عن حالها فاخبرتني انها بخير ولكن المافيا كانو خلفي تماما ولحقوا بي وامسكوا بالفتاة العمياء واخذوها معهم وظنوا انها صديقتي او قريبتي وطلبوا مني ان ادفع لهم المال مقابل حياتها كي استطيع استرجاعها.غضب يعقوب كثيرا واصيب بهستيريا من البكاء و وضع نفسه انه المذنب فقد ترك ابنته وحيدة حتى اخطتفتها المافيا وهي لم تقم بذنب ، لم يستطع يعقوب ان يهضم الحكاية وبقي يكرر نفس الكلام.. شاب ينقذ ابنتي من الموت وهو ملاحق من طرف المافيا فيخطفون الفتاة ظنا منهم انها قريبته وطلبوا منه ان يدفع ديونه وليس مع الشاب اي مال او عمل.
فكر يعقوب كثيرا ولكنه وصل الى الحل ، وقرر ان يواصل في بحثه عن الكنز فربما يستطيع توفير مال يكفي لانقاذ طفلته واخبروا محمد بقصة الخريطة
والكنز وطلبوا منه ان لا يخبر احد فاطمانوا وتاكدوا انه لن يخبر احدا لانهم سيدفعون له ديونه.
في الغد حمل يعقوب عدته وقرر ان يذهب للجبل ويحاول ثانية البحث عن الكنز فصعد واخذ معه محمد كي يساعده ، وبعد زمن وصلو الى القمة وبداو يبحثون عن علامه او دليل ولكن ما من جدوى.
محمد .. لا يوجد شيء هنا يا عمي يعقوب
يعقوب .. ولا هنا ايضا
محمد.. الم تجد تلميح او شيء ما على الخريطة
يعقوب .. قد وجدنا ابيات شعرية او ماشابه
محمد .. انا ادرس الادب يا عمي قد استطيع ان احلل لك ما يقصد في البيت الشعري فربما استعمل كناية او غيرها
يعقوب .. تقول الابيات ، الموت حتمي لا محال ، اتبع الخريطة لا المقال، ان اصابتك مصيبة فالحل هو القتال، وان متت فليس فيك روح الرجال.
.،،،، احتار محمد في هذه الابيات التي اعتبرها لغزا محيرا وبدا يغوص في الكلمات ويحلل معانيها
محمد .. اظن اني فهمت يا عمي يعقوب ان قال ان الموت حتمي لا محال فهو يطمانك انك ستموت هنا او هناك كما قال الله تعالى كل نفس ذائقة الموت، ثم قال اتبع الخريطة لا المقال اي يجب ان نتمعن في الخريطة ونسير كما تقول ولا نخف من الكلمات الموجودة في المقال فربما يكون ذلك من اجل الرعب فحسب، ثم قال ان اصابتك مصيبة فحلك هو القتال .
وهنا توقف لولهة وبدا يعقوب ايضا يفهم وعرف كلاهما ان المقصود بالمصيبة هو اختطاف ميرا وانهم يجب ان يقاتلوا كي يستطيعون الحصول على الكنز وانقاذها فبداوا يبحثون عن شيء يستحق القتال على قمة الجبل وفجاة ظهرت هناك غيوم شديدة السواد رغم ان السماء لا زالت زرقاء والشمس مشمسة .
احتار محمد ويعقوب في هذا المنظر الغريب سماء زرقاء وغيوم سوداء ، كان المنظر اشبه برؤية كلب يطير او فرخ يتكلم لكن يعقوب ومحمد واصلا عملهما بالبحث عن مخلوق كي يتقاتلو معه ، وفجاة......
