فصل ١

131 9 3
                                    

انا فتاة ابلغ من العمر 15 سنه اجلس على اريكة المنزل او على كرسي المدرسة او على عشب الطبيعة ، اخرج مواهبي ان وجدت واحاول ان أؤلف قصصا جميلة خيالية كانت او واقعية .
اليوم لازلنا في ريعان الشباب ولكن في الغد سوف تدق الشيخوخة على ابوابنا  ويغادر اللون الاسود من شعرنا  ولا نعلم ان كنا سنعيش الى ذلك اليوم ام لا لا نعلم ان كنا سنرى عجائب الحياة واسرارها ام لا .....
اغلبنا لا يدري ما هي عجائب الحياة  ويظنون انها تلك البنايات الهشة التي ان عصفت عليها ريح من الله  لانقطعت اربا
او تلك الاختراعات العجيبة من لها مضرة اكثر من نفعها
وبعضنا يضن ان العجب في هذه الدنيا هو تحقق الاماني ، ولكن هذا خطأ لان الاماني هي رغبات  ولا يحقق الرغبات الا الله الجبار وذلك بالدعاء والالحاح في الطلب لان الله لا يغفل عن عباده مادامو يتذكرونه في المسرة و الضرر.
وبعضنا ينصح الاخر بالضحك لانه ينير الحياة بالسعادة ، ولكنهم لا يعلمون ما هو السر وراء ذلك ، واخرون يضحكون رغم الاسى والمعاناة ولكن ماهو الشيء الذي يجعلهم يضحكون .؟؟؟
انه القدر ، هو من يشعرك بالسعادة والراحة رغم الوفاة والفقر والقتل والسجن ورغم كل الكلمات التي يفترض ان تسجل في قاموس اسود.

بين شوارع بغداد تعيش اسرة صغيرة لا تختلط بالناس ولا تصدر ضجة في الشارع بل كانو معروفين بالاسماء فقط ولم يكن احد يعلم باسرارهم وخباياهم ، كانت هذه العائلة تحتوي على اب و ابنته.
ميرا  فتاة جميلة  في ريعان الشباب تعيش مع والدها في منزلهم المتواضع ، ليس لهم قوت الا مما وهبهم الله وذلك عن طريق صيد الطيور وكانو يبيعونها في الاسواق .
كانت ميرا فتاة هادئة و ذكية الا ان الصفة التي جعلت دفترها اسود هي حب المال والغنى والرغبة في الملك والسلطة و كانت  تلح على والدها كي يجد عملا افضل من بيع الطيور ، كانت تحلم بان تكون مشهورة او غنية كي توفر كل احتياجاتها.
،لم يكن لوالد ميرا شيء الا ابنته كانا يعيشان في منزل بسيط و لم تكن البنت تتقن الطبخ ولا الغسيل و لا تستطيع الاهتمام بوالدها لذا اراد الرجل ان يتزوج من امراة اخرى.
لم ترضى ميرا  بذلك وكانت تتذكر والدتها كلما تحدث والدها عن ذاك الموضوع ، ورغم الحاح والدها وتهديداته المستمرة واصلت ميرا في رفضها وبقيت اياما تبكي في غرفتها وتتحسر على ايام طفولتها .

حيث كانت تعيش مع كلا والديها في منزلهم وكانت امها تطبخ الطعام الشهي ووالدها يصطاد الطيور كعادته وكانت لديهم نقود كافية 
كانت ميرا تتذكر حياة الرفاهية التي كانت تعيشها في الماضي وتعجبت لحال والدها الذي سرعان ما تخلى عن والدتها و تركها محتارة.

احيانا لا يكون التخلي عن الاحلام حلا ، لان الحلم هو المستقبل والتمسك به هو التمسك بالمستقبل، قد نقرا في كتب قصة فتاة تركت حلمها من اجل حلم والدها ، هذا ليس مراعاة مشاعر انما هو تحطيم للمستقبل والتهيا للشيء امر ضروري لذا فالراي الشخصي اهم شيء لاتخاذ القرارات.
حاول والد ميرا اقناع ابنته مرارا وتكرار واخبرها انه يحتاج لامراة كي تساعده و تعتني به وبها ، ولكن ما من جدوى ،لم تتقبل ميرا الامر واتخذت من والدها موقفا.
انزعج الوالد كثيرا واعتبر نفسه منقادا وغضب على ابنته ظنا منه انها تسيطر عليه مما جعله يتخذ قراره لوحده وتزوج من امراة غريبة لم يعرفها احد من المدينه او القرية ، كانت هذه المراة سيئة جدا ولا تحب احدا والاغرب من ذلك انها لم تكن تملك اهلا ولا صديقا.
لم يكن احد يعلم سبب اختيار يعقوب لجاكلين كزوجة له غرابتها وغموضها فقد كانت بشعة سيئة وحقودة بشكل غير طبيعي مما جعل جميع اهل البلدة في حيرة تامة فكيف لشخص انطوائي ان يتزوج من امراة غريبة لا يعرف لها اصل .
بعد ايام توقفت الطيور عن الزقزقة والمياه عن الخرير و توقفت كل الاحلام واغلقت الابواب التي حاولت ليزا فتحها
لقد اصيبت ميرا بالعمى من الصدمة فقد كانت الفتاة المدللة لوالدها وكانت كلما تذكرت حياتها السابقة مع والدتها و والدها تزداد حالتها سوءا.
تغيرت طموحات ميرا واصبحت احلامها من عالم اخر فقد كانت تحلم بالشهرة والرفاهية واصبحت الان تحلم بالشفاء كما انها كانت تتمنى لو ينتهي هذا الكابوس المرعب الذي اوقعها في متاهة لا خروج منها ولا عودة .
كانت ميرا تغلق الباب على نفسها في غرفتها ولا تترك احدا يدخل وكانت تنتظر ظهور بقع بيضاء على شاشتها حالكة السواد.
اتفق والد ميرا وزوجته الماكره على ان لا يحادثاها حتى تتعافى وتتحسن حالتها النفسية ، الا ان حالتها لم تتحسن قط و استمرت في الاكتئاب وكانت لا تستطيع فتحها عيناها ولا تستطيع زيارة الطبيب بسبب مشاكلهم المادية.
وذات يوم رجع والد ميرا من العمل متاخرا وقد ربح مالا اكثر من بيع الطيور فقد اقتنى انواع نادرة وباعها باثمان مناسبة وتحصل على قوت من المال ، ودق على باب ابنته واخبرها بانه سياخذها الى الطبيب في الغد  .
يعقوب : ابنتي العزيزة لقد جنيت مالا يكفي ان اخذك الى طبيب العيون في الغد وانا امل ان تتقبلي هذا وتخرجي من غرفتك.
ميرا :حسنا يا والدي ولكي امل ان لا تذهب هذه المراة معنا .
يعقوب :لا تخافي يا ابنتي المهم ان ترتاحي وتشعري بالطماينة وان تشفي من كل عللك وان تحل مشاكلك.


اساطير القدر ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن