وفي الغد حمل فارس ميرا و فرح وانطلقا الى منزلهما في حلب ، وما ان وصلوا الى حلب حتى رحب بهم اهل الحي والجيران وعادوا ابنتهم وتمنوا لها الشفاء.
ولكن سرعان ما تدهورت حالة فرح ثانية وارتفعت حرارتها ، فاعطتها امها ادويتها وحممتها ولكن ما من جدوى.
شكت ميرا ان هناك سرا ما وراء هذذه الحرارة دائمة الارتفاع، فبحثت في شبكة الانترنت وسالت عدة اطباء من مواقع التواصل الاجتماعي ولكن الجميع كان يخبرها انها ، حمى قاسية.
لم تصدق ميرا ذلك وظلت تبحث وتبحث ، ثم سالت ام فارس اسيا فربما هذا الشيء له علاقة بسحر او حسد .
فاخبرتها اسيا انه هناك شيخ في اخر المدينة يقوم برقية شرعية ويبعد عن الانسان كل ما يصيبه من سحر او عين ضارة . فقررت ميرا اخذ فرح الى هناك ولكن خفية عن فارس، لانها لا تريد ان تزعجه بامور ربما لا وجود لها.
في الصباح الباكر انطلقت ميرا مع فرح الى اخر المدينة ووصلت الى منزل الشيخ وسمت الله ودخلت الى المنزل
كانت خائفة بعض الشيء ولكنها عندما دخلت وجدت الكثير من الناس يتعالجون هناك فسالتهم عن احوالهم والكل كان يشكر هذا الشيخ لان رقيته نافعة وفعالة جدا .
فتوكلت ميرا على الله ودخلت له ، فرحب بها الشيخ وادخلها وما ان راى وجه فرح ابتسم وقال ان هذه الفتاة الصغيرة جميلة ويبدو انها صاحبة قلب طيب
فاطمانت ميرا قليلا ولكن رجع لها التوتر عندما بدا الشيخ يقوم برقية للفتاة ، وطلب منها ان تغمض عيناها وتخبره بما ترى ، فاغمضت فرح عيناها وبدا الشيخ يقرا القران و يدعي ، وما ان انهى طلب من فرح ان تخبره ما رات.
فاخبرته فرح انها لم تر شيء. سوى شاشة حالكة السواد.
فابتسم الشيخ وقال.. الحمدلله يا اختي ابنتك جيدة وليس بها اي سحر او حسد.
فنظرت ميرا اليه باستفهام وحزن وخرجت من هناك ، فناداها الشيخ وقال لها..
اعرف يا اختي انك حزنتي ولكن ان كنتي تريدين فهم حالة ابنتك فاساليها فربما هي تعرف.
تعجبت ميرا لكلام الشيخ ثم خرجت من هناك ورجعت للمنزل ، واخبرت اسيا بما حصل لها فتعجبت هي الاخرى من حالة فرح الغريبة.
وفي الليل رجع فارس من عمله متعبا وجلس بجانب ميرا وسالها عن حالة فرح
فاخبرته بكل ما حصل وكلام الشيخ الغريب.
فجلس فارس لولهة وناد على ابنته فرح، وبعد ان عانقها ولعب معها وضعها على ركبتيه وميرا تنظر باستغراب.
ثم بدا فارس يتكلم مع فرح ويقول لها .. ما بك يا ابتي ما الذي يزعجك ويجعلك غريبة عن كل الاطفال ، لما حرارتك مرتغعة دائما ولما لا تلعبين مع الصغار في الشارع وتفضلين الجلوس وحدك.
كانت ميرا تنظر الى فارس وظنت انه مجنون يسال فتاة صغيرة في الثانية عشر من عمرها عن اشياء كهذه. ولكنها تعجبت عندما رات دموعا تنزل من عيني فرح .
فالتفت فارس لميرا ونظر اليها نظرة خوف و استغراب.
ثم مسحت فرح دموعها ونظرت الى فارس ، ثم قالت .. يا ابي ، ارجوك ساعدني
فاحتار فارس في طلب ابنته ولكنها اخذتهم للحديقة ونادت يا صديقاتي اخرجن.
اقتربت ميرا من فرح وسالتها من هؤلاء يا فرح.
فنظرت اليها فرح وقالت .. ساحرات الغابة.
احتار فارس وميرا وطلبوا من فرح ان توضح لهم . فاجابتهم وهي خائفة..
ذات يوم كنت العب في الحديقة كالعادة ولكن انتبهت ان هناك ضوء خاف ينبع من خلف الاشجار فتقدمت اليه ببطئ وكانت الصدمة انني وجدت جنيات صغار يحلقون في الهواء وتحمل كل واحدة منهن عصا سحرية ملونة وعندما اقتربت منهم جاءتني احداهن و قالت لي انت حفيذة يعقوب وستحل اللعنة عليك .
ومنذ ذلك ليوم وانا ارى كوابيس وترتفع حرارتي دون سبب .
فخافت ميرا كثير وسالتها لما لم تخبرهم من قبل فاخبرتها فرح بان الجنية اوصتها ان لا تخبر احد بشيء حتى يسالها وان اخبرته وهو لم يسالها فسوف يموت كلاها.
وهنا خرج فارس وميرا وفرح وذهبا لحديقة المنزل وبدؤوا ينادون ويبحثونون عن الجنيات.
فخرجت لهم احدى الجنيات وادخلتهم لمنزلها الخفي الذي يوجد بين الاشجار .
فسالتها ميرا فورا ما انتم وماذا تريدون من فرح.
فنظرت الجنية اليها بحزن وبدات تحكي قصتهم الطويلة والجميع يستمع باستغراب:
انا الجنية ايريا والمسؤولة عن باقي الجنيات ، وانا ابنة الساحرة التي وضعت لعنتها على يعقوب ورغم ان امي ماتت الا ان لعنتها لم تمت ، وحلفت ان اذ لم يسافر يعقوب واحمد بعد انهاء مهمتهما فسوف تحل عليهما اللعنة.
وحقا تحققت لعنة امي ومات يعقوب كما تعلمون انتم، واصيب محمد بشلل ولكنه تعافى.
ولكن للاسف امي عندما حلفت قالت الكلمات التالية: احلف ان لعنتي ستصيب يعقوب وصديقه ، واحفاذ يعقوب واحفاذ احفاذه ، وان سافرا بعد اكمال مهمتهما فورا فلن يحصل لاحد اي شيء .
ولكن للاسف لم يسافر يعقوب ولا محمد ، وامي حلفت ان تحل اللعنة على احفاذ يعقوب واحفاذ احفاذه ، بما فيهم فرح واحفاذها .
وكانت اللعنات مختلفة من شخص لاخر فيعقوب تقولون انه مات، ومحمد اصيب بشلل ، ولكن لعنة امي على فرح كانت مختلفة جدا وغريبة عن باقي اللعنات.
فقد قدر لفرح ان تلتقي بنا نحن بنات الساحرة البيضاء ، ويجب ان تساعدنا كي نعود انسيات فكما ترون نحن جنيات معزولات عن العالم وكوننا بنات ساحرة قدر لنا ان نكون جنيات ، حتى تاتي فرح وتساعدنا كي نعون الى هيئتنا الانسية.
ولكن ان رفضت فرح مساعدتنا فسوف يكون مصيرها كمصير يعقوب .وكان الجميع يستمع بخوف ورعب وينظرون الى فرح نظرة حزن وشفقة فقد حلت على المسكينة لعنة جدها .
ثم نظرت ميرا للجنية وسالتها ثانية .. وكيف يمكننا مساعدتكن.؟
فاجابتها الجنية ايريا .. انظري ، هناك مهمة واحدة يجب على فرح ان تقوم بها
وربما تكون صعبة على فتاة صغيرة ولكن ماذا سنفعل هذا هو قدرها.
فقالت ميرا بحزن .. وما هي هذه المهمة الصعبة.
ردت ايريا قائلة.. يجب على فرح ان تدخل الى بئر الامنيات وهناك ستجد عدة قصص عالمية ، يجب عليها ان تختار احدى تلك القصص ، والقصة لتي ستختارها سوف تعيشها هناك في البئر ، ويجب ان تنزل وحدها وعندما تعيش القصة وتنتهي قصتها ، سوف تحصل على الحل لمشكلتنا. ولا تخافا فلن يحصل لها شيء الا ما في القصة.
خافت ميرا كثيرا على فرح وطلبت من انية ان تخبرها قليلا عن القصص. فقالت لها الجنية ..القصص عبارة عن قصص دزني الشهيرة وبها عدة شخصيات والقصة التي ستختارها ابنتك ستعيشها داخل البئر وسوف ترجع لنا بعد حصولها على الدواء..
