٢

6K 604 215
                                    

يوم جديد تمنيت أن يكون به ما يستحق الإستيقاظ، حملت إبريق الماء الفارغ خاصتي وخرجت من غرفتي بشعري المبعثر ومنامتي الوردية بينما أقفز على قدمي السليمة باِتجاه المطبخ، الوقت مبكر جداً، أعتقد أني سأرجع للنوم...

كنت أشرب الماء بملل ليخترق صوت إيڤار مسامعي "صباح الخير"

أفزعني ظهوره المُفاجئ ما جعلني أختنق بالماء، كنت أسعل وأحاول الخروج من المطبخ... هذه الجبيرة تُعيقني من جديد.

أمسك ذراعي قائلاً "هل أنتِ بخير؟ أتحتاجين المساعدة؟"

حاولت سحب ذراعي والخوف يعتليني ونبرتي كانت مليئة بالإنفعال "لا! دعني أذهب"

"حسناً إهدأي فقط!" قال كأنه يتعامل مع مجنون وأفلت ذراعي لأخرج أخيراً من هناك تاركة إبريقي في المطبخ، لا أستطيع تقبله أبداً...

قبل أن أصعد السلالم قُرِع الجرس، ابتلعت ريقي وغيرت مساري لأفتح الباب، تفاجأت برؤية آيانا أمامي، ابتسمت لتتفوه "مرحباً! أتسمحين لي بالدخول؟"

سحبتها للداخل لأهمس "لن تتخيلي ما حدث!"

قطع إيڤار لحظتنا "مرحباً"

أعطيته نظرة سامّة لآخذ بيد آيانا وأصعد إلى غرفتي معها، هي لم تُعلِّق على الموضوع أبداً، كانت فقط تتفرّج على غرفتي باِنبهار.

ارتميت على السرير بتعب حتى أُريح قدمي وأعصابي، جلست بجانبي بهدوء "حسناً... كيف حالك؟"

"سيئة جداً! هل رأيتِه؟ إنه هنا بشحمه ولحمه!"

عقدت حاجبيها باِستغراب فتابعتُ الكلام "لقد فعلت ما طلبه مني... لقد غنّيت أغنيته تحت ضوء القمر، والآن ظهر في حياتي! في العالم الواقعي! إن أبي يقول أنه ابن صديقه ولا أستطيع فعل شيء حيال هذا"

فتحت فمها للذباب للحظات قبل أن توبّخني "هل فقدتِ عقلك! ماذا لو كانت مُصادفة! لا يمكنكِ الجزم بأنه إيڤار الذي تعرفينه من الكوابيس!"

"أنتِ لا تفهمين آيانا! هذا الرجل لديه شكله ولديه إسمه! لديه صوته يا آيانا! صوته الذي يثير ذعري... لا أستطيع البقاء معه تحت سقف واحد"

تنهدت ووضعت يديها على كتفي وقالت بجدية "تماسكي يا جين! نحن لسنا متأكدات أنه إيڤار بعد! حتى ترتاحي... سوف أكتشف هذا على طريقتي"

"كيف؟"

ابتسمت بجانبية بشكل خبيث "هل تُريدين التسكع معي الليلة؟"

***★****★***

آيانا الساحرة العشرينية، والشخص الوحيد الذي طلب مني أن أتسكع معه يوماً، أقنعت أبي بقدراتها السحرية أن أذهب معها إلى مدينة الملاهي، أنا لم أفهم بعد كيف سنكتشف من هو إيڤار ونحن هنا نلعب.

أخذتني آيانا من يدي وجعلتني أجرّب الكثير من الألعاب وتساعدني بصعودها، لأول مرة أستمتع بوقتي هكذا، فأنا فتاة نبذها الجميع خوفاً من أن يبتلي أحد بي خلال حالتي النفسية...

|| ألميترا || متوقفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن