كانت الشرايين السوداء ترتسم حول عينيه بدون سبب، حدّق في كفّيه حيث ظهرت عروقه المظلمة تحت جلده ليتفوه "أنتِ لا تفهمين… أنا لا أفهم كذلك، ولكن… بات لديّ شعور نحوك، كأنّني أعشقك"
صاعِقة مرّت خلال أذنيّ، أطبقت فمي بينما هو استمرّ بالكلام "إنه أمر مستحيل… ولكن ها أنا ذا أشعر بشيء يسمّى الحُب"
"لقد قلت أنك لست كيان بشري، مستحيل أن تشعر بشيء كهذا!" هسهست بالأخيرة.
"حقاً جين!؟… فعلاً نسيت للحظة أني وحش يتغذى على الخوف، أنتِ لا تفهمين مدى العذاب الذي تعرّضت له عندما كنتِ تخافين مني أنا!"
"إيڤار أرجوك! هذه الرابطة تصيبك بالجنون! ساعدني بالعثور على حل وتوقف عن اللحاق بهذه الأوهام"
"هذه ليست أوهام… أنا أحبك" طوّقني بذراعيه، لم أستطع منعه لأني رأيت شيء ما سرعانما عانقني، شيء مثل الرؤية حيث كان إيڤار يضغط على رقبتي بكفيه محاولاً خنقي.
دفعته عني باِرتعاب لكنه أصرّ على الإمساك بي من جديد وحملي فوق ذراعيه بينما تسقط العكازات أرضاً ما جعلني أصيح به "كم مرة علي القول أنا لا أحتاج مساعدتك دعني وشأني!"
"لا أستطيع رؤيتكِ تُعانين مع هذه الساق المكسورة بعد الآن" ابتسم ما جعل شكله مخيف أكثر من ذي قبل، ظهرت أجنحة سوداء ضبابية في ظهره، كانت هائلة، أحاطني بها حيث حجبت عني الشمس ما جعلني أتحدث بخوف "ما هذا! ما الذي تحاول فعله؟"
"لا أعرف! إنه شيء جديد"
سمعت صوت فرقعة غريبة في ساقي، بات الأمر مؤلم نفسياً، أستطيع الشعور بعظامي تلتحم بينما إيڤار همس لي "أغمضي عينيكِ يا صغيرتي"
كان كأنه وضع تعويذة علي، لم أستطع رفع جفنيّ، لم أستطع مقاومة النعاس مهما حاولت، لا أريد النوم هنا… أنا لا أثق به… ولكن لم أصمد طويلاً وغفوت…
عندما فتحت عيني وجدت نفسي في سريري نهضت باِرتعاب وتحققت من سلامتي، لقد كنت بأحسن حال ولكن خائفة، أشعر بشفاء ساقي بشكل تام ولكن لا أستطيع إزالة الجبيرة، لا أريد لأبي أن يعرف كل هذا… أخاف أن يعتبره إيڤار عائق ويحاول إيذاءه، لقد أقنعه بطرقه الخاصة الغير بشرية أنه طبيب نفسي وتحكم بعقلي حرفياً وجعلني أنام، لن يصعب عليه أي شيء آخر.
نهضت من مكاني وبحثت في حقيبتي عن ذلك الرقم، الآنسة غلوري التي أخبرني عنها السيد جيمس، كانت قد مرت ساعتين منذ نومي، إنها الرابعة والنصف ولكن لم أستطع الصبر أكثر واتصلت بها مباشرة، بدت مستغربة جداً لأنه رقمها الخاص، لكن أحسست أنها شعرت بالأمان بعدما ذكرت السيد جيمس لها، أفضل شيء حدث اليوم هو أنها وضعت موعد للقائنا بعد ساعة في مكتبة المدينة.
نهضت بأقصى سرعتي ونزلت السلالم، شكراً لإيڤار على إصلاح الكسر ولكن لا أستطيع الوثوق به، وجدته أمامي فجأة في مقدمة السلالم كأنه قفز من مُخيّلتي ما جعلني أتوقف مكاني لأنه أغلق مساري.
أنت تقرأ
|| ألميترا || متوقفة
Paranormal(سيتم إكمال الرواية بعد وقت بعيد) ألميترا... ألميترا... صغيرة الوحش... اصعدي بخطواتكِ المتكسرة بقلبكِ الهَش... حيث حافة الظلام... ستجدين حُطام... وتذكري أنه كلام... ضائع من أغنية سمعتِها في المنام... كابوسي الأكبر ظهر في العالم الواقعي الآن... تحت س...