مجدداً… للمرة الرابعة تغيرت العيادة والطبيبة، أي فتاة في الخامسة عشر ستكون الآن في بيتها تحظى بوقت ممتع بينما أنا حُرِمت من هذه الأشياء بسبب ما يسميه الأطباء المرض النفسي.
آخر سؤال طرحته الطبيبة النفسية علي كان "أخبريني عن تلك الظاهرة التي تحصل، اشرحي لي ما يحدث يا جين..."
أخذت نفس عميق وبعيوني السوداء أراقب تعابيرها بينما أحاول عدم إظهار الملل والتكاسل على وجهي لأستطرد "الأمر يحصل بدون سابق إنذار وبلا وقت محدد… على سبيل المثال، أكون جالسة بشكل طبيعي لكن فجأة أنام حتى لو لم أشعر بالنعاس مثل الإغماء تماماً… وتبدأ بعدها الكوابيس، أنا أمشي أثناء النوم، بالأحرى أركض"
أومأت طبيبتي بتفهم ولم أستغرب رد الفعل هذا فجميعهم يحافظون على أعصابهم حتى لا يشعر المريض بأن ما يعاني منه أمر كارثي فسألتني "هل يمكنكِ وصف الكوابيس… أعني الأماكن والناس"
لعقت شفاهي لأجيب وأنا أشاهد الأمر في ذاكرتي "أحياناً تكون شوارع وأحياناً غُرَف، هناك رجل مخيف… ودائماً ما أسمع أصوات أُناس غرباء… موسيقى ودندنة غناء…"
"هل تذكرين ما نوع الموسيقى والأغاني تلك أو ملامح الرجل؟"
"الرجل… يرتدي أزياء العصور الوسطى وجهه مظلم دائماً لكني أذكر عيناه جيداً… دائماً ينتهي الأمر بعيناه! في كل مرة تأتيني هذه الكوابيس أنا أبحث عنه حتى أستيقظ" همست بالأخيرة وأنا أعتصر قبضتي، إني أحدّثها الآن عن أسوأ كوابيسي.
"والأغاني؟"
"حسناً إنها… دائماً تكون الأغنية نفسها بالصوت نفسه لكني لم أعرف من أين تنبع يوماً" حمحمت لأستعد للغناء رغم أني لا أملك هذا الصوت الجذاب.
ألميترا... ألميترا... صغيرة الوحش...
اصعدي بخطواتكِ المتكسرة بقلبكِ الهَش...
حيث حافة الظلام...ستجدين حُطام... وتذكري أنه كلام...
ضائع من أغنية سمعتِها في المنام...أنهيت أغنيتي لأفرك أصابعي السمراء الطويلة ببعضها بإحراج فابتسمت لي قائلة "إنها جميلة…" ثم تابعت بعدما كتبت المزيد "متى حدثت هذه الظاهرة لأول مرة؟"
"منذ… كنت في الثانية عشر… ضللت طريقي عن والديّ وتُهت في الغابة، بدأت أرى أشياء ومخلوقات أنا واثقة أنه ليس لها وجود، نِمت هناك، كنت أسمع تلك الأغنية في أحلامي وعندما استيقظت وجدت نفسي في البيت والجميع قلِق علي، لكن… لم أرجع كما كنت"
أومأت لي ولاحظت الإستغراب في وجهها ثم أخذت تدوّن بعض الأشياء في دفترها، طرحت علي العديد والعديد من الأسئلة والبعض منها كانت جديدة على مسامعي وهذا متوقّع من طبيبة ذات سُمعة مثلها، إلى أن انتهت جلستي المملة أخيراً وطَلَبَت مني النداء لوالدتي.
جَلَسَت مع أمي وحدهما في الغرفة والباب مُقفل وأنا كنت في الخارج أتنصت عليهما.
"جين فتاة طبيعية تماماً ولديها ثقة بنفسها وبحسب المعلومات التي عرفتها هي تعرضت لصدمة من صغرها وعقلها يقوم بتذكيرها بأشياء خاطئة حتى تتجمّل صدمتها… لهذا عليكِ يا سيدتي محاولة اكتشاف الأمر فأنتِ أقرب شخص إليها…"
أغمضت عيني متنهدة بعدما توقفت أذني عن اِلتقاط صوتها، جميع الأطباء يعاودون نفس الكلام وعندما يصابون باليأس يعطونني نفس الدواء، لقد سئمت من هذا حقاً.
هم لا يعرفون حياتي أكثر مني، وأنا أعرف جيداً أني لن أتعافى من هذه العُلّة أبداً… سأبقى هكذا للأبد ولن يرى أحد ما أراه……***★****★***
للتوضيح بشكل أفضل، هذا الفصل كان شرح لحالة جين.
العنوان القديم كان (شريط) وتم التعديل عليه وعلى الرواية وتم تكملة الأحداث بالإضافة لتغيير أسماء بعض الشخصيات.وأدعو الله أن تقضو أيام سعيدة ❤.
أنت تقرأ
|| ألميترا || متوقفة
Paranormal(سيتم إكمال الرواية بعد وقت بعيد) ألميترا... ألميترا... صغيرة الوحش... اصعدي بخطواتكِ المتكسرة بقلبكِ الهَش... حيث حافة الظلام... ستجدين حُطام... وتذكري أنه كلام... ضائع من أغنية سمعتِها في المنام... كابوسي الأكبر ظهر في العالم الواقعي الآن... تحت س...