١

7.7K 674 319
                                    

بعد سنتين، من وجهة نظر جين:

إنه يومي الثاني وأنا وحدي في المنزل، إن أبي وأمي يسافران كثيراً لهذا اعتدت على الأمر بعض الشيء، مازلت حتى الآن أسقط في ظاهرة لم يتمكن من حلّ لغزها أي طبيب نفسي، لهذا ليس لدي أي أصدقاء لأستمتع بوقتي معهم.

سئمت من الملل وقررت الخروج، مشيت بصعوبة بمساعدة عُكّازاتي إلى الشارع، إن مظهري مزري أمام الناس، لقد كسرت ساقي منذ ثلاثة أسابيع بسبب أني سقطت من أعلى السلالم عندما كنت أسير أثناء النوم.

شاهدت شيء جديد في شارعنا، أمام بيت ما كانت شاحنة كبيرة والكثير من الرِجال ينقلون الأثاث إلى الداخل، لاحظت في الجانب الآخر من البيت إمرأة سمراء مع ابنتها الشابة تنظران إلي، فجأة صاحت الإمرأة بغضب "ألميترا!"

تجمدت مكاني، لم أعرف ماذا أفعل، كانت الإبنة توبّخ أمها وسحبتها للداخل، عندها أسرعت بمشيتي الغريبة إلى البيت من جديد، لقد أفزعتني بقوة، كيف عرفت هذه الكلمة، هذه الكلمة التي أسمعها في كل كابوس أراه!

قبل أن أدخل منزلي وردني اتصال من أبي، أجبته بلهفة، اعتقدت أنه سوف يفاجئني بعودته، لكنه فاجأني بطبيب نفسي جديد، كان يتحدث بحماس عن طبيب صادفه أثناء رحلته وسمعته جيدة وبلا بلا بلا.

اعتصرت الهاتف بقبضتي لأستطرد بصوت مظلم "أنا أتطلع لعودتك يا أبي، آمل أن تُحضر لي موسيقى جميلة من الحضارة التي تعرفت عليها هناك" أنهيت المكالمة سريعاً ويدي ماتزال تعتصر تلك الشاشة، لقد سئمت من الأطبّاء... سئمت من الكوابيس ومن النظريات الخاطئة عن عُلّتي.

نظرت للخلف لأتمتم بغضب "تباً للأطباء، تباً للخوف" مشيت مجدداً إلى بيت تلك المرأة، أسرعت قدر المستطاع إليهم، كانت سيارة نقل الأثاث تتجهز للرحيل، كانت تلك المرأة تقوم بالتوقيع على بعض الأوراق وتسلّمها للسائق.

سرعانما رحلت الشاحنة حدّقت هي بمنتصف عيني، ابتلعت ريقي وقطعت الطريق إلى بيتها، وصلت إلى بوابة حديقتها المفتوحة وقلت بصوت مرتفع "مرحباً!"

"أهلاً بكِ" أجابت بتبسم "تفضلي للداخل يا جين"

ابتلعت ريقي مجدداً وكان قميصي الأبيض يتحرك مع ضربات قلبي "كيف عرفتِ إسمي؟"

"اه لا تُجهِدي نفسكِ بالتفكير في ذلك، تفضلي للداخل، لا تقلقي، أنا سوف أساعدك" قالت كلماتها الأخيرة بتأكيد لتتركني وتدخل منزلها.

خطيت للداخل بتردد وأنا أجول بنظري في بيتها، كان كل شيء طبيعي ونظيف وأجلستني وسألتني عن حالي ثم جلبت لي كوب ماء كبير وجلست مكانها وهي تحدق بي بتبسم وأنا صامتة أنظر للكوب فتنهدت لترتب تنورتها تحت ركبتيها وتستطرد "جين لا بأس... أنا مَن عرضت عليكِ المساعدة بلا مقابل!"

ابتسمت وحادثتها بأدب "الحذر أمر جيد يا سيدتي... لذا أخبريني ما الذي يحدث لي؟"

أطلقت ضحكة قصيرة لتومئ وتصرح "ولمَ لا... منذ أسابيع وحدسي يخبرني بأن شخص مهم سيأتي... واليوم رأيتكِ مع كمية الظلام الهائلة التي تمشي خلفك... أيقنت سريعاً أنكِ ألميترا لكن لستِ أي ألميترا... ذلك الظلام الهائل ليس لشخص عادي، لا أعلم مَن لكنه هائل!"

|| ألميترا || متوقفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن