كنت مضطرة على مشاركة هذا الوحش مائدتي، أعبث بالطعام وأغوص بالتفكير، يمكن أن يكون إيڤار شخص جيد، ولكن على مَن أكذب، إنه يخيفني… منذ أن كنت صغيرة وحتى الآن، خصوصاً عندما يبدأ بمراقبتي.
ضقت ذرعاً من تحديقه بي فنهضت متجهة لإحدى الغرف في الأعلى، لاحظ والدي طبقي الذي لم آكل منه شيء لكنه يعلم أني بمزاج سيء لهذا لم يتحدث عن الأمر.
دخلت تلك الغرفة التي لم أقم بزيارتها منذ وقت طويل، ذلك البيانو الأسود الكبير في وسط الغرفة هو ما أحتاجه حالياً، لطالما كانت أمي تزعجني في الصباح الباكر بعزفها، لكنها سوف تتأخر عن العودة من بريطانيا هذه المرة.
جلست ورفعت عن المفاتيح، تبسمت بجانبية وهمست لنفسي "الأبدي مرة أخرى"
بدأت أصابعي تضغط على المفاتيح، أستريح من كل شيء عندما أسمعها، لن أكف عن حُب تلك الأغنية.لم ألحظ إيڤار الذي يقف قرب الباب ويستمع، أنهيت العزف لأزفر أنفاسي وكل ما يدور في رأسي هو الكلام الذي سمعته أثناء الكوابيس في الأمس، فاجأني إيڤار بجلوسه بجانبي بكل ثقة وأخذ يعزف اللحن من جديد.
حاولت أن أتصرف بشكل طبيعي ولكن لم أقدر، لا أستطيع تخطّي فكرة أنه سبب لي الرعب طوال تلك السنوات، نهضت وقررت ترك الغرفة له لكنه سحبني من يدي لأجلس مجدداً، حادثته بغضب "ماذا تريد!؟"
"إعزفي" تحدث بنبرة هادئة فنظرت ليديه السريعتين لأدحرج عيني قائلة "أنت سريع لكنك تعزف بشكل خاطئ"
همهم ليتوقف وينظر نحوي قائلاً "إذاً علِّميني يا جين"
لم أسمع السخرية أو الإساءة في نبرته، من الأفضل أن أتوقف عن إظهار خوفي له وأعامله بشكل طبيعي، في حال أساء معاملتي سوف أظهر له وجهي الآخر.
حولت أنظاري على المفاتيح لأتلفظ "حسناً أنت لست سيء لتلك الدرجة... هناك بعض الأشياء التي فوّتها... ربما بسبب السرعة، حاول مجدداً لكن بهدوء"
تبسم بجانبية وعزف من جديد "أرأيت هكذا أفضل... قم بزيادة سرعتك قليلاً، فقط قليلاً!"
أكمل العزف حتى النهاية تحت إشرافي، انتهت أغنية الأبدي مع توقف حركة أصابعه، صفقت بخفوت وجدية "ممتاز أنت تتعلم بسرعة"
صحيح أني أتجنب النظر في وجهه ولكني أعرف أنه مايزال يبتسم، أخذ كفي وقبلها ليتفوه "شكراً آنستي الصغيرة" خرج من الغرفة وبقيت مكاني أفرك يدي محاولة مسح آثار قبلته الوهمية بكل نفور فتمتمت "إنه رجل مخيف"
"منذ متى ترينني مخيفاً؟" تحدث من خلفي ليدب الرعب في قلبي، أدرت جذعي ووجدته واقف قرب الباب ينتظر إجابتي بملامح باردة.
"أنت تعرف ذلك من البداية يا سيد إيڤار، الكوابيس دمّرت جزء كبير من شخصيتي وحياتي"
تنفس الصعداء وقال بهدوء "أنا آسف، ربما لن تسامحيني، ولكن على الأقل حاولي التصديق بأني لست عدو لكِ، أنا سوف أحميكِ"
أنت تقرأ
|| ألميترا || متوقفة
Paranormal(سيتم إكمال الرواية بعد وقت بعيد) ألميترا... ألميترا... صغيرة الوحش... اصعدي بخطواتكِ المتكسرة بقلبكِ الهَش... حيث حافة الظلام... ستجدين حُطام... وتذكري أنه كلام... ضائع من أغنية سمعتِها في المنام... كابوسي الأكبر ظهر في العالم الواقعي الآن... تحت س...